أفاد مسؤول كردي عراقي، بأن مدنيين اثنين من سكان إحدى القرى الحدودية أصيبا بجروح نتيجة قصف المدفعية الإيرانية، التي بدأت باستهداف عشر قرى على الأقل تابعة لمحافظة أربيل بإقليم كردستان.
وأوضح قائم مقام قضاء جومان، التابع لمحافظة أربيل، عبد الواحد كواني، في تصريح صحافي، أن مدنيين اثنين من سكان إحدى القرى الحدودية التابعة للقضاء، أصيبا بجروح نتيجة القصف المدفعي الإيراني الذي يطاول قرى عديدة على الحدود.
بدوره، قال مدير ناحية سيدكان، كاروان كريم، إن "ست قرى مأهولة بالسكان تابعة لناحية سيدكان التابعة لمحافظة أربيل، تتعرض لقصف بالمدفعية والراجمات من قبل الجانب الإيراني، ما أدى إلى اندلاع النيران بمواقع بداخل إحدى القرى وأثار ذلك هلع السكان ولا نستبعد مع استمرار القصف نزوحهم عن قراهم".
وتتعرض ناحية حاجي عمران (170 كيلو متراً شمال أربيل) هي الأخرى للقصف المدفعي الإيراني، لكن لم يعرف حجم الخسائر التي تسبب بها.
لكن مصادر في المناطق الحدودية ذكرت أن أُسراً عديدة تسكن القرى التي يستهدفها القصف المدفعي الإيراني، غادرت قراها متوجهة إلى مناطق بعيدة، لتجنب القصف.
ويأتي القصف الإيراني للقرى الحدودية العراقية، كرسالة تهديد بالتصعيد العسكري ضد الإقليم، رداً على تزايد العمليات العسكرية للمعارضة الكردية الإيرانية، بداخل الأراضي الإيرانية في الفترة الأخيرة.
وقال الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض لطهران، السبت، إن مقاتليه دخلوا في اشتباكات جديدة مع القوات التابعة للحكومة الإيرانية، عند إحدى القرى التابعة لمدينة مهاباد، التي تبعد نحو 90 كيلو متراً عن الحدود الدولية بين العراق وإيران.
كما أشار الحزب وهو أقدم الاحزاب الكردية في إيران وتأسس في 1945، إلى أنه استأنف هذا العام شن الهجمات المسلحة ضد القوات الإيرانية، بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات، وذلك لتجنيب إقليم كردستان العراق عمليات انتقامية من قبل إيران.
وتتساقط قذائف المدفعية الإيرانية على المراعي الطبيعية في المناطق الريفية، التي لا تبعد سوى ثلاثة كيلو مترات عن مركز ناحية سيدكان (175 كيلو متراً شمال أربيل) وهي من البلدات المأهولة القريبة من الحدود العراقية الإيرانية، شمالي محافظة أربيل.
وتتخذ فصائل المعارضة الإيرانية الكردية من مناطق في إقليم كردستان العراق، مقراً للعمل السياسي الذي يتخذ الطابع المعلن، فيما يجري ترتيب عمليات إرسال المسلحين إلى داخل إيران، وكذلك تفعيل خلاياها النائمة بداخل إيران بشكل سري.
يذكر أن أنشطة المعارضة الكردية الإيرانية، تراجعت بشكل لافت بعد الاحتلال الأميركي للعراق ودخول إيران إلى العراق والهيمنة عليه، إذ قامت بالتضييق وبشكل كبير على معارضيها في كردستان العراق. ونفذت ذلك ومنذ سنوات بالتعاون والتنسيق مع فصائل كردية عراقية، أبرزها حزب الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يقيم علاقات وثيقة مع طهران.