إيران: لا نريد تصعيد التوتر ونرحب بالجهود لخفضه

طهران

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
24 يونيو 2019
22B04D5C-09D5-4116-B906-D06C5954072D
+ الخط -
أكدت إيران، اليوم الإثنين، عدم سعيها إلى تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة في المنطقة، وترحيبها بـ"أي جهود لخفض هذا التوتر"، مؤكدة "استمرار الدبلوماسية والزيارات والمبادرات سواء من قبل إيران، أو ومن قبل دول إقليمية وغير إقليمية"، فيما أعربت لندن عن خشيتها من اندلاع حرب لا يريدها الطرفان، لكنها قد تقع بطريقة غير مقصودة.

ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم، "الجهات التي تبحث عن حلول" للتوترات الراهنة، إلى "الانتباه إلى أن جذورها هي نقض الإدارة الأميركية للاتفاق النووي، والإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه هذه الإدارة ضد الشعب الإيراني".

وأشار موسوي إلى أن بلاده "التزمت بالاتفاق النووي حتى الآن، وفي إطاره قمنا بإجراءات"، مؤكداً أن بقاء هذا الاتفاق "يتوقف على تنفيذ جميع الأطراف تعهداتها".

وأوضح المتحدث الإيراني أن بلاده "اضطرت إلى تقليص تعهداتها بعد عدم التزام بقية الشركاء بتعهداتهم إثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق"، مضيفاً أنه "ما لم تنفذ مطالب إيران القانونية والمحقة، ولم تتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، سننفذ المرحلة الثانية من تعليق تنفيذ تعهداتنا بشكل أكثر صرامة".

وأكد موسوي أن بلاده "لن تنتظر أوروبا" في مواجهة العقوبات الأميركية، وأنها "ستبحث عن حلول مع الدول الصديقة والجارة، بما فيها روسيا".

وفي السياق، أشار موسوي إلى زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أندرو موريسون إلى طهران، والتي جرت أمس، قائلاً إن "طريقة بريطانيا، وخاصة خلال الزيارة الأخيرة، ليست بناءة".

وأوضح المتحدث الإيراني أن موريسون "جاء إلى إيران للاطلاع على مواقفها، وعقد لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين، منهم مساعد الشؤون السياسية للخارجية، عباس عراقجي"، واصفاً هذه اللقاءات بأنها "كانت صريحة للغاية"، وأن الجانب الإيراني "ذكر مواضيع كثيرة لأن موريسون تولى منصبه حديثا"، واصفاً تصريحاته بعد الزيارة بأنها "غير بناءة".

واتهم موسوي بريطانيا بـ"التبعية للسياسات الأميركية"، قائلا إن بلاده "ترفض المسايرة البريطانية" لهذه السياسات، التي اعتبرها "غير مقبولة".

وكانت وكالات أنباء إيرانية قد ذكرت أن مساعد الشؤون السياسية للخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، قد أسمع موريسون "كلاماً قاسياً" خلال لقائه معه مساء أمس الأحد، منتقداً "بشدة" المواقف البريطانية والأوروبية.

وأكد عراقجي أن أوروبا "لا تملك الإرادة" للحفاظ على الاتفاق النووي، مهدداً أن بلاده ستواصل سياسة تقليص تعهداتها النووية.

وكان رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، قد قال بعيد لقائه الوزير البريطاني إن زيارته لم تحمل جديداً، وأنه "سمع كلاماً مكرراً منه حول دعم الاتفاق النووي".

ووجه خرازي "انتقادات حادة" للسياسات البريطانية تجاه إيران، متهماً بريطانيا بـ"قتل عشرة ملايين إيراني خلال الحرب العالمية الأولى بتسببها مجاعة كبيرة في البلاد آنذلك".

وأكد المتحدث الإيراني أن مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون، زار إيران أخيراً، وأجرى لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، وصفها بـ"الجيدة".

وقال إن "كلام مستشار الرئيس الفرنسي خلال لقاءاته كان مختلفاً قليلاً"، مضيفاً أنه "تم التباحث بشأن قضايا إقليمية والاتفاق النووي وعبرنا عن مواقفنا".


وحول إسقاط "الحرس الثوري الإيراني" طائرة مسيرة أميركية الخميس الماضي، قال موسوي إن بلاده قامت بإجراءات دبلوماسية وحقوقية، وراسلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن، للاحتجاج على اختراق الطائرة الأميركية الأجواء الإيرانية، معرباً عن أمله في "أن تعترف واشنطن بخطئها بعد الأدلة التي قدمتها إيران"، لافتاً إلى أن أدلة بلاده حول اختراق الطائرة الأميركية أجواءها "موثقة ومؤكدة".

ومقللاً من أهمية الهجوم الإلكتروني الأميركي الأخير، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "الدفاع السيبراني الإيراني يتمتع بقدرات عالية في مواجهة هذه الهجمات"، مستبعداً أن يكون لها "أثر خاص".

وأضاف موسوي أنه "إن كان هناك اعتراف (أميركي) رسمي، فذلك يعني أنهم ارتكبوا خطأ فادحاً، ونفذوا عملية سيبرانية ضد دولة مستقلة، في تعارض مع القانون الدولي والأعراف الدولية، ويمكن أن نبني على ذلك في إجراءاتنا القانونية".

وحول الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المنطقة، قال موسوي إن "هذه المحاولات لبناء تحالفات ليست جديدة، وهي محكومة بالفشل"، مشيرا إلى أن بلاده "دولة مقتدرة وتتمتع بموقع إقليمي متين".

وقال إنه "ليس من السهل بناء التحالفات ضد إيران"، مؤكداً أنهم "حتى ولو زاروا المنطقة كل أسبوع، لن يسجلوا نجاحاً".

وأضاف موسوي أن "التناقض في التصريحات الأميركية يعود إلى التخبط السياسي في إدارتها"، لافتاً إلى وجود انقسام بين صناع القرار الأميركي.

وقال المتحدث الإيراني في هذا السياق إن "كل واحد يعزف على معزوفته، فأحياناً يضعون شروطاً وأحياناً يلغونها، لكن نحن لا نولي اهتماماً لهذه الشروط، وما يهمنا هو خطوات عملية".

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن يكون رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قد نقل رسالة مكتوبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إيران، مؤكداً أن الأخير "كان يحمل رسالة شفهية".​

على صعيد آخر، اعتبر المتحدث الإيراني أن "ورشة البحرين" حول تصفية القضية الفلسطينية "محكومة بالفشل"، قائلاً إن "تنظيم ورشة تستهدف تمزيق العالم الإسلامي وتعريض القضية الفلسطينية للنسيان وبيع القدس الشريف وفلسطين والحقوق الفلسطينية، مخجل جداً".

وفي إطار الردود الإيرانية على الدعوات الأميركية المتكررة للتفاوض، اعتبر مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية، حسام الدين آشنا، أن "مزاعم" واشنطن حول استعدادها للتفاوض من دون شروط مسبقة "غير مقبولة في ظل استمرار التهديدات والعقوبات"، قائلاً إنها "اذا ما أرادت شيئاً أكثر من الاتفاق النووي، فعليها تقديم أكثر مما قدمته في الاتفاق، وبضمانات دولية".

وقال آشنا، في تغريدة عبر "تويتر"، إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما "كان يردد أنه إن لم نفرض العقوبات فستحدث الحرب، و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يقول إما أن تستسلموا أو نواصل العقوبات، وخيار الحرب قائم"، مؤكداً "أننا نقول: لا نريد الحرب ولسنا مستحقين للعقوبات. والحرب والعقوبات وجهان لعملة واحدة".

من جهته، اعتبر الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، في حديث لصحيفة "آرمان" الإصلاحية، أن "التوتر بين إيران وأميركا انخفض سريعاً، بعدما وصل إلى ذروته إثر إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية"، مضيفاً أن "الأجواء داخل البيت الأبيض خرجت عن حالة الحرب، وأنها تتجه نحو الدبلوماسية".

وأكد فلاحت بيشه، الذي خسر موقعه في رئاسة اللجنة أمس الأحد لصالح النائب المحافظ المتشدد مجتبى ذو النور، أن "إسقاط الطائرة الأميركية كان خطوة رادعة، على عكس اعتقاد البعض أنه يرفع التوتر".

وفي معرض تعليقه على تصريحات ترامب بأنه تراجع عن قصف إيران قبل عشر دقائق من تنفيذ الضربة، قال فلاحت بيشه إن ذلك يشكل "آخر ورقة استخدمها ترامب في حربه النفسية ضد إيران"، مؤكداً أن اتخاذ القرار بالحرب في الإدارة الأميركية "لا يتم بالصدفة، وإنما يقيمون جميع جوانب الحرب، ثم يتخذون القرار، معتبراً أن "مزاعم" ترامب حول نيته شن هجوم على إيران "غير مقبولة".​

ردّ قد يتكرر

وفي سياق تداعيات إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة، أكد اليوم قائد القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني، الجنرال حسين خانزادي، أن بلاده ستكرر "ردّها الصارم"، في حال اخترقت الولايات المتحدة الأجواء الإيرانية مرة جديدة.

حرب عرضية



إلى ذلك، أعربت لندن اليوم عن اعتقادها أنه لا الولايات المتحدة ولا إيران تريد حرباً، لكنها تشعر بقلق بالغ من اندلاع حرب بصورة عرضية.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت لـ"بي بي سي" إن بلاده "تشعر بقلق بالغ: لا نعتقد أن أي طرف يريد حرباً، لكننا قلقون من الانزلاق إلى حرب عرضية، ونفعل ما بوسعنا لتهدئة الأمور".

وأضاف هنت أن بريطانيا على اتصال وثيق بالولايات المتحدة بشأن "الوضع الخطير جداً في الخليج". وتابع "نفعل ما بوسعنا لتهدئته".

موسكو تندّد بالعقوبات

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الإثنين، إنّ العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران غير قانونية، رافضاً الكشف عن الإجراءات التي قد تتخذها روسيا للتصدّي لهذه العقوبات.

ذات صلة

الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة
مسيرة في برايتون وهوف دعماً لغزة/5 يونيو 2024(Getty)

سياسة

خرج الآلاف من مدينة برايتون وهوف (جنوب شرقي بريطانيا) يوم الأحد في مسيرة جنائزية صامتة، تكريماً لأرواح الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
تظاهرة حاشدة في لندن (ربيع عيد)

سياسة

في الذكرى السنوية لحرب الإبادة الجماعية على غزة، خرج اليوم مئات الآلاف في العاصمة البريطانية، في تظاهرة تضامنية مع غزة والدعوة لمعاقبة إسرائيل على جرائمها
الصورة
مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "ترتيب جديد" بعد إعلانه اغتيال حسن نصر الله ملوحاً بالتصعيد أكثر في لبنان وموجهاً رسائل لإيران وحركة حماس