أكّد رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، أنّ "غزة لن تنفصل عن شعبها وعن الضفة الغربية أو القدس، أو عن قضية اللاجئين"، مجدداً التأكيد على رفض كل مشاريع التوطين والوطن البديل.
وقال هنية، خلال جلسة للمجلس التشريعي عقدت بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف يوم غدٍ الأربعاء، إنّ "الخرائط المنتشرة عن دولة لغزة ممتدة في سيناء ما هي إلا خزعبلات غير موجودة في ذهن أصغر طفل فلسطيني".
وأضاف أنّه "لا صفقات ولا مال ولا حروب يمكن أن تدفعنا كي نقبل بما لا يمكن أن يقبله شعبنا"، مؤكداً أنّ "غزة ستتمدد شمالاً في فلسطين (الأراضي المحتلة عام 1948)، ولن تتمدد في سيناء شبرا واحدا".
وكانت خرائط انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية أظهرت تخطيطاً أميركياً وإسرائيلياً لإقامة دولة في غزة تتمدد في سيناء المصرية، وهو ما أثار رفضاً فلسطينياً واسعاً.
وذكر هنية أنّ حركته تؤيد اعتبار وثيقة الأسرى برنامجاً سياسياً للتوافق على هذه المرحلة، وتؤيد الشروع بكل الخطوات التي تستند إلى هذه الورقة، باعتبارها إجماعا فلسطينيا.
وفي السياق، اعتبر أنّ قطع رواتب الأسرى وذوي الشهداء (من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله) "طعنة غادرة في ظهر الأسرى وأهاليهم"، وأعلن أنه كنائب وكرئيس وزراء سابق لن يستلم راتبه (40% فقط تدفع للمسؤولين من حكومة غزة) تضامنا مع أهالي الأسرى، وسيتم توزيعه على عدد من أهالي الأسرى المقطوعة رواتبهم.
وعن معركة الأسرى الأخيرة التي توجت بانتصار جديد، قال هنية إنّ "حل الأسرى لهيئاتهم التنظيمية أوصل رسالة للمحتل بأنهم ذاهبون إلى أبعد مدى، وأنهم سيقلبون الطاولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"، موضحاً أنّ "العدو استخدم القبضة الأشد إيلاماً في مواجهة الأسرى، خاصة في سجني النقب ورامون؛ لذلك كانت هناك جروح وكسور وأمراض".
وذكر أيضاً أنه جرى فتح خط اتصال مباشر بين مندوب الأمم المتحدة نيكولاي ميلادنوف مع قيادة الأسرى داخل السجون، مشيراً إلى اتصال مباشر جرى بين القائد في "حماس" الأسير عباس السيد، وميلادنوف.
وحذّر رئيس مكتب "حماس" السياسي من أنّ الجهود التي تبذل الآن للتوصل إلى تفاهمات على جبهة القطاع "يمكن أن تنهار إذا استمر التوتر داخل السجون"، موضحاً أنه "قبل حرب 2014 كانت هناك أحداث داخل السجون، تفاعل معها أهلنا وشعبنا في الضفة وغزة، ووصل هذا التفاعل إلى اختطاف 3 مستوطنين على أيدي "كتائب القسام" في الخليل".
ولفت إلى "طلب قُدم إلى مصر لإبلاغ الاحتلال بإلغاء كل العقوبات التي فرضتها مصلحة السجون، وإزالة أجهزة التشويش، وتوفير الحياة الكريمة لأسرانا، وضرورة السماح لأهالي الأسرى من غزة بزيارة ذويهم"، وبيّن أنّ الهاتف العمومي الذي سيجري تركيبه في السجون الإسرائيلية بعد اتفاق بين الأسرى والاحتلال عقب الاضراب عن الطعام "سيكون الأول منذ العام 1967".
ونبه هنية إلى أنّ "غزة ستصنع صفقة وفاء أحرار ثانية لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال"، مشيراً إلى أنّ "انتصار الأسرى سيكون له ظلال إيجابية على التفاهمات في قطاع غزة، لأن قضية الأسرى ضمن الجدول الزمني للتفاهمات".