"بركان الغضب" تواصل التقدّم في جنوب طرابلس... وقوات حفتر تتحول إلى الدفاع
وأكد المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، مصطفى المجعي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الحكومة "حققت تقدما ملحوظا من ثلاثة محاور في السواني والطويشة والمطار باتجاه جنوب العاصمة"، مضيفا أن القوات التابعة لحفتر فقدت أي إمكانية لوصولها إلى المطار.
وقال إن "قواتنا دمرت عدداً من الآليات، واغتنمت أخرى، ووقع في الأسر عدد من مقاتلي قوات حفتر"، مؤكداً أن قوات الأخير "لا تزال تمتلك خطاً للإمداد عبر الطرقات الزراعية التي تصل خلاياها في وادي الربيع بمنطقة ترهونة".
وأشار المتحدث الإعلامي إلى أن الإسناد الجوي "كان مصاحباً لسير المعارك ونفذ عدة غارات تمكنت من قطع خطوط الإمداد الخلفية الرابطة بين قاعدة الجفرة وقوات حفتر المرابطة في جنوب العاصمة، وتحديدا في الهيرة القريبة من غريان".
وتحولت المنطقة الواقعة بين المطار، جنوب العاصمة، وحتى الهيرة مرورا بالساعدية، إلى مسرح كر وفر بين القوتين، لكن حديث المجعي يشير إلى "فقدان قوات حفتر لمبدأ المبادرة في القتال وتحولها للدفاع عن مناطقها".
وقلل المجعي من أهمية تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري، بشأن انتقال المعركة إلى "النسق الثاني" عبر المشاة بعد اكتمال المرحلة الأولى، مؤكداً أن قوات حفتر "باتت تستخدم المدنيين لنقل الإمدادات والمؤن والذخيرة لجنودها بعدما أصبحت خطوط الإمداد مستهدفة من قبل طيران الحكومة".
وكان المسماري قد أعلن، خلال مؤتمر صحافي ليل أمس الإثنين، عن بدء النسق الثاني من معركة طرابلس بواسطة المشاة، معللا عدم إحراز قواته أي تقدم باتجاه العاصمة بسبب "الكثافة السكانية التي تقف عائقًا أمامها"، دون أن يعترف بتقهقر قوات حفتر عن مناطقها التي كانت تسيطر عليها داخل العاصمة.
واليوم، أعلن المسماري عن إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات حكومة "الوفاق"، وقال إن "المضادات الأرضية بقاعدة الجفرة الجوية تمكنت، صباح اليوم، من إسقاط طائرة حاولت الإغارة على القاعدة"، مؤكداً أن الطائرة تابعة لـ"الوفاق".
وأوضح المسماري أن الطائرات التي كانت تغير على القاعدة ثلاث، أسقطت واحدة منها، فيما فرت اثنتان، مؤكداً أنه "جاري البحث عن الطائرة والطيار".
لكن المجعي، نفى تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر بشأن إسقاط الطائرة.
وقال المجعي لـ"العربي الجديد"، إن "سلاح الجو التابع للحكومة لم ينفذ أصلاً طلعات جوية لليوم الثلاثاء".
في غضون ذلك، استنكرت حكومة الوفاق أعمال التنكيل بالأسرى وبالجثث التي ترتكبها قوات اللواء حفتر بحق قوات الحكومة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، مهند يونس، إن "ما قامت به قوات حفتر من تمثيل بالجثت مخالفة صارخة لكل الأديان والقوانين، وليس من شيم الرجال"، مؤكدا أن الحكومة "ستتخذ إجراءات قريباً، وتوثق هذه الجرائم أولاً بأول".
واتهم يونس، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي بطرابلس مساء أمس الإثنين، الدول التي تدعم حفتر بأنها "شريكة في كل جرائم الحرب التي ترتكبها مليشياته من قصف للمدنيين وتمثيل بالجثث".
وجاء استنكار الحكومة بعد تداول صفحات التواصل الاجتماعي فيديو يظهر مقاتلي حفتر وهم ينكلون بجثة أحد مقاتلي قوات الحكومة.
لكن عضو مجلس النواب عن مدينة غريان، السيدة اليعقوبي، قالت إن صاحب الجثة "هو حسن شطيبة، وهو مواطن من غريان معارض لقوات حفتر تم القبض عليه وتصفيته والتمثيل بجثته".
وردا على التهم، نفى المسماري علاقة قوات حفتر بالفيديو، وأكد أن المنكلين الذين ظهروا في الفيديو هم من "رجال القاعدة"، متهما حكومة الوفاق بـ"التضليل والتشويش بقصد تأليب الرأي العام على الجيش".
من جانبه، يؤكد المجعي أن الفيديو ظهر فيه مقاتلو حفتر وأن نسبته صحيحة لقوات حفتر، متحدثاً عن وجود تقارير تفيد بوجود المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، محمود الورفلي، في صفوف حفتر المهاجمة لطرابلس حالياً.
وأشار إلى أن عشرات التسجيلات المرئية على مدى سنوات حروب حفتر، تثبت اقترافه لجرائم حرب بحق المدنيين والأسرى.