شهد لبنان، اليوم الجمعة، فعاليات شعبية عدة تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
وشهدت مناطق لبنانية عدة اعتصامات ووقفات تضامنية علت فيها الدعوات إلى دعم أهالي غزة والوقوف إلى جانبهم بوجه العدوان الإسرائيلي، ورُفعت فيها الأعلام الفلسطينية واللبنانية تأكيداً على التشبّث بالقضية الفلسطينية.
وفي بيروت، نُفذ اعتصامٌ عقب صلاة الجمعة في باحة مسجد محمد الأمين في وسط المدينة دعماً لغزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي الذي يشنه على الأبرياء الفلسطينيين والمدنيين في القطاع، وللمجازر التي ترتكب بحق الأطفال والعائلات ولم تسلم منها المستشفيات.
وهتف المعتصمون دعماً لأهالي القطاع، واستنكاراً لمواقف الدول الغربية التي تدعم إسرائيل وتجاهر علناً بالوقوف إلى جانبها بما يجعلها شريكة في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، فيما علت الدعوات إلى الدول العربية للتحرك والوقوف معاً إلى جانب فلسطين.
وقال عددٌ من المشاركين في الاعتصام لـ"العربي الجديد"، إن "النصر صبر ساعة، ونحن نقف إلى جانب فلسطين والشعب الفلسطيني، وندعو الأمة العربية إلى الوقوف معاً ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فهذا وقت الوحدة والتضامن بالنظر إلى المجازر التي ترتكب بحق الأبرياء والمدنيين".
كذلك، أشار محتجون إلى أن "الجرائم التي يرتكبها الاحتلال تحظى بدعم أميركي وفرنسي وغربي ودولي، ولولا ذلك لما تمادى الإسرائيلي بأفعاله، وهذه الدول كلها شريكة بما يرتكب من مجازر بحق الفلسطينيين"، كما طالبوا بإيصال المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية بصورة عاجلة إلى السكان والمرضى للحدّ من الخسائر البشرية.
وأقامت الفصائل الفلسطينية مسيرة حاشدة انطلقت من منطقة الطريق الجديدة في بيروت إلى مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة، ورُفعت فيها اللافتات والشارات البيضاء التي صُبغ بعضها باللون الأحمر، تعبيراً عن الدماء والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين.
واستنكر المشاركون في المسيرة اكتفاء بعض الدول العربية بمشاهدة الإبادة بحق الشعب الفلسطيني من دون أي تحرّك، معتبرين أن التاريخ سيحاسب المتفرّجين والصامتين.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الحقيقية التي ترتكز على المقاومة والجهاد ضد العدو، مؤكدة أن "لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بهذا الكيان المجرم الاحتلالي"، مشددة أنه في "هذه اللحظات المصيرية من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني يجب أن نكون واضحين في التمسك بخط المقاومة".
كذلك، خرجت مسيرة تضامنية حاشدة مع فلسطين في طرابلس، شمال لبنان، حيث سار المشاركون فيها ضمن الأحياء، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات داعمة لأهالي غزة ومنددة بجرائم الاحتلال.
من جهته، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمّار: "لسنا على الحياد إنما نحن في قلب المعركة".
وخلال تجمّع تضامني نصرة لفلسطين نظّمه حزب الله وحركة أمل، اليوم الجمعة، في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال عمار: "نحن نراهن على سواعد أبطالنا في فلسطين ولبنان وعلى مساحة المحور بأكمله، لأنه الرهان الوحيد الذي يثبت يوماً بعد يوم أحقيتنا وضرورة استمرارنا في هذا الخط المقاوم لنبلغ سوياً ومعاً النصر المبين"، مشيراً إلى عدم المراهنة على المجتمع الدولي بكل مؤسساته "لأن كل هذه المؤسسات مُسخّرة لمصلحة الكيان الصهيوني الغاصب".