لا يزال مستقبل محافظة دير الزور شرق سورية، والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش" باستثناء بعض أحياء المدينة ومطارها العسكري، ضبابياً حتى اليوم، في ظل تعدد الجهات الساعية إلى أن ترث مناطق التنظيم. هناك من جهة، فصائل مسلحة معارضة مدعومة من "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة التي تدعم، عبر برنامج "وكالة الاستخبارات الأميركية" (سي آي إيه) بعض الفصائل في البادية، على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن وقف برنامجها للتدريب والدعم في سورية. وهناك، من جهة ثانية، القوات النظامية والمليشيات الطائفية التي تتقدم، بدعم روسي، من ثلاثة محاور بهدف الوصول إلى مدينة دير الزور وفك الحصار عما تبقى تحت سيطرتها من بضعة أحياء إضافة إلى المطار العسكري ومقر "اللواء 137".
وتشكلت "اللجنة المؤقتة" من 9 شخصيات بينها قائد "مغاوير الثورة" مهند الطلاع، إلا أنه سرعان ما عاد وانسحب من اللجنة تحت ذريعة أنه لم تتم دعوة ممثل لهم للاجتماع، في حين أكدت مصادر كانت مشاركة في الاجتماع، أنه تم الاتصال بالأخير وأكد دعمه لأي عمل يحرر دير الزور من "داعش"، وتحديد الجبهة الجنوبية كنقطة انطلاق لدير الزور. واكتفى مصدر مسؤول في "مغاوير الثورة"، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث مع "العربي الجديد"، بالقول إن "كل الفصائل بالشرقية هم أخوة مع بعض حتى إذا تم الاختلاف بالعمل، والذي يقدم الأفضل يلتحق به الثاني، لذلك نحن نكمل بعضنا"، وفق تعبيره. وأكد أن العمل على تشكيل جيش موحد في الشدادي جنوب الحسكة مستمر بمساندة "التحالف الدولي" ومن دون تهميش أي طرف.
وكانت "مغاوير الثورة" طرحت عبر هيئتها السياسية التي يرأسها رئيس الوزراء السوري الأسبق، المنسق العام لـ"الهيئة العليا للمفاوضات"، رياض حجاب، على الأميركيين أخيراً، مشروعا متكاملا لتحرير دير الزور من "داعش"، وهو مقترح له شق عسكري وشق مدني لما بعد التخلص من التنظيم، ويبين شكل إدارة المحافظة. وحصلت على موافقة مشروطة بأن تستطيع جمع دعم شعبي لهذا المشروع من القوى على الأرض والشخصيات الاعتبارية وعموم الناس. ونشر مهند الطلاع تسجيلاً صوتياً يدعو فيه الجميع لمساندة المشروع. كما كان هناك شرط آخر، هو أن يتم تشكيل تحالف جديد للقوى، وبدء عملية طرد "داعش" من الشدادي جنوب الحسكة، حيث قام "التحالف الدولي" ببناء قاعدة لهذا الغرض. لكن هذا الخيار يخالف توجه باقي الفصائل.
وحول توفر القوى اللازمة من أبناء دير الزور لتحريرها، قال محمد إن "الكثير من أبناء دير الزور يتلقفون أخبار تشكيل اللجنة والتوجه إلى تحرير دير الزور باهتمام أكبر، ومنهم من يطالب بتشكيل نقاط للتجنيد وتأمين انتقالهم إلى جبهة القتال التي سيتفق عليها". وتابع أن "هناك نحو 3000 شاب من دير الزور في ريف حلب، معظمهم مقاتلون، وفي إدلب نحو 7000 شاب، وفي تركيا نحو 10000 شاب، والجميع تواق للعودة إلى بلده". ولفت إلى أن "العمل جارٍ لإقناع الأميركيين والأتراك بضرورة التعاون والدعم لتوحيد الجهود، وقد يكون من الأفكار المطروحة وجود جبهتين لتحرير الدير، واحدة من الشدادي، وأخرى من البادية".
وكشف المتحدث نفسه عن أن "هناك سيناريو يتم تداوله بقوة يفيد بوجود توافق دولي، روسي-أميركي، يفضي إلى تقاسم مناطق السيطرة في دير الزور، إذ قد يتقدم في الريف الغربي جيش العشائر، مدعوماً من قوات سورية الديمقراطية، في حين يسيطر النظام والروس على الريف الجنوبي الغربي وهو طريق دمشق-دير الزور". وهذا السيناريو قابل للتنفيذ بحسب الإعلامي محمد، لأن "النظام اليوم هو الأقرب للمدينة بعد سيطرته على السخنة، إذ إنه لم يعد أمامه سوى نقطتين لفك الحصار عن مناطق سيطرته في المدينة، الأولى هي بلدة كباجب وتبعد عن السخنة 40 كيلومتراً، ومن ثم الشولا وتبعد عن كباجب نحو 130 كيلومتراً، إذ تعتبر تلك المسافات خالية من التجمعات السكانية، وبدعم روسي سيكون النظام قادراً على تثبيت نقاط تمركز له"، وفق قوله. وتابع أنه "يبقى لفصائل المعارضة باقي الريف الديري".
يشار إلى أن النظام يتقدم من ثلاثة محاور إلى دير الزور، أولها عبر محور مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها، كما تقدمت إلى ريف دير الزور الغربي، عبر جنوب شرق الرقة، والمحور الثالث هو من منطقة الوعر والبعاجات في جنوب شرق دير الزور على الحدود السورية-العراقية.