وقال كرمون، العقيد السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، ومستشار رئيس الوزراء الأسبق إسحاق شامير، لشؤون مكافحة الإرهاب، في مقال نشره موقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس الجمعة، إنّ "قطر اختارت أن تصطف إقليمياً في المعسكر المعادي لإسرائيل، من خلال علاقاتها الوطيدة بكل من تركيا وحماس والإخوان المسلمين وإيران".
وأعاد كرمون، الذي دشن مؤسسة "ميمري" التي تُعنى بمتابعة ما يصدر عن الإعلام العربي، إلى الأذهان، حقيقة أن قطر تولت مهمة إعادة إعمار جنوب لبنان في أعقاب حرب 2006، مما أسهم في تحسين مكانة "حزب الله" الداخلية، وتعزيز قدرته على مواجهة إسرائيل في الحروب المقبلة، مشدداً على أن الدوحة قامت بالدور ذاته لصالح حركة "حماس" خلال حرب غزة 2014.
وزعم كرمون أن قطر تشجع على "اللاسامية، من خلال ما تبثه شبكة الجزيرة، التي تبدو تغطيتها إسهاماً في دعم حركة حماس والعمليات ضد إسرائيل"، مدعياً أن "القناة تمنح منصة لتنظيمات القاعدة وسواها للتعبير عن آرائها ومواقفها".
وأضاف: "في ظل هذه الظروف، كان من الطبيعي أن تتعامل إسرائيل مع قطر كدولة عدو، ومن المعقول ألا تسمح لها بتعزيز مكانة حركة حماس في قطاع غزة، لأننا سندفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك في المواجهات القادمة مع الحركة".
كما انتقد كرمون، الحكومة الإسرائيلية، لسماحها لقطر بتدشين مشاريع البنى التحتية في قطاع غزة، عادّاً ذلك إسهاماً في تعزيز قوة حركة "حماس".
واستهجن بشكل خاص نمط التعاطي مع السفير محمد العمادي، المسؤول عن إدارة مشاريع الإغاثة القطرية في القطاع، والسماح له بإدارة أنشطته، محذراً من أن المشاريع التي يشرف عليها العمادي، حتى وإن لم تكن ذات طابع عسكري، فإنها ستفضي إلى تعزيز مكانة حركة "حماس".
ورفض كرمون الادعاء القائل بأن السماح لقطر بإدارة المشاريع في القطاع يسمح بعدم انفجار مواجهة مع "حماس"، لإسهامها في تحسين الأوضاع الاقتصادية، داعياً إلى أن تقوم إسرائيل بنفسها وعلى نفقتها الخاصة بتدشين المشاكل الاقتصادية للقطاع، لا سيما تزويد القطاع بالتيار الكهربائي.
وطالب بأن تتحمل إسرائيل نفقة تزويد القطاع بالكهرباء، حتى لو تم تفسير الخطوة على أساس أنها "خضوع" لحركة "حماس". كذلك حثّ على عدم السماح لقطر بالتوسط بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل، مشيراً إلى أنّ أسرى الحركة في السجون بإمكانهم أن يتولوا القيام بهذا الدور.
وحسب كرمون، فإن كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر غاضبة من سماح إسرائيل لقطر بالعمل في القطاع، محذراً من أن ردة فعل هذه الدول يمكن أن تفضي إلى المس بالعلاقات بينها وبين تل أبيب، مشدداً على أن إسرائيل تحتاج إلى هذه الدول في مواجهة إيران.