وأكد بيان الجيش الأميركي، وفق ما أوردته "رويترز"، أنه من المرجح أن توفر الطائرات العسكرية الروسية دعماً جوياً وثيقاً ونيراناً هجومية لمجموعة فاغنر، التي تساند حفتر في قتال حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً.
وأضاف أن الطائرات وصلت من قاعدة جوية في روسيا بعد أن توقفت في سورية، حيث أعيد طلاؤها للتمويه على أصلها الروسي. ولفتت إلى أن "روسيا تستخدم مجموعة فاغنر في ليبيا لإخفاء ضلوعها المباشر ولتنكر أفعالها الخبيثة".
ولم يتسن لـ"رويترز" على الفور الاتصال بمسؤولين في روسيا للتعليق. وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد أدانت ما تصفه بتدفق سيل هائل من السلاح والمقاتلين على ليبيا انتهاكاً لحظر على تزويد الأطراف الليبية بالسلاح.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد أفادت، قبل أيام، بإطلاق خبراء في الأمم المتحدة تحقيقا حول إرسال 8 طائرات حربية روسية إلى حفتر. وأسندت الصحيفة البريطانية معلوماتها إلى دبلوماسيين غربيين، لم تذكر أسماءهم، وبيّنت أن 8 مقاتلات روسية الصنع أُرسلت إلى حفتر من سورية.
وقالت إن إرسال هذه المقاتلات من سورية إلى ليبيا قد يحمل معه احتمال نشوب صراع مباشر بين روسيا وتركيا.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن أحد الدبلوماسيين قوله إن "هذا أحد أوجه سورنة ليبيا"، مضيفاً أن "الأوضاع في ليبيا تتحول إلى حرب وكالات حقيقية". فيما أعرب دبلوماسي آخر عن توقعه بأن عدد المقاتلات الروسية المرسلة إلى حفتر قد يتجاوز عددها 8 مقاتلات.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الإمارات العربية المتحدة أرسلت إلى مليشيا حفتر 10 آلاف طن من المعدات العسكرية منذ مطلع العام الجاري. كما أن خبراء الأمم المتحدة يتحرون حول إرسال 11 ألف طن من وقود الطائرات إلى مدينة بنغازي الليبية (شرق) منذ مارس/ آذار الماضي، وفق "فايننشال تايمز".
وشددت الصحيفة على أنه رغم إرسال هذه المقاتلات إلى قوات حفتر؛ إلا أن قواته لا تمتلك القدرات الكافية لاستخدام تلك المقاتلات، مضيفة أن دبلوماسيين غربيين يعتقدون أن مئات المرتزقة التابعين لشركة "فاغنر" الروسية يقاتلون ضمن صفوف مليشيا حفتر.
روسيا تؤيد وقفاً فورياً لإطلاق النار وبدء محادثات
وعقب الخسائر الفادحة التي تكبدتها مليشيات حفتر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، لرئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، حليف حفتر، إن موسكو تؤيد "وقفاً فورياً لإطلاق النار في ليبيا، وإجراء محادثات سياسية تفضي إلى تشكيل سلطات حاكمة موحدة".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بحسب ما أوردته "رويترز"، إن لافروف نقل الرسالة إلى صالح في اتصال هاتفي.
تركيا: داعمو حفتر يقفون بالجانب الخاطئ
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن داعمي حفتر يقفون في الجانب الخاطئ من النزاع الليبي.
وأضاف، في تصريحات أدلى بها، اليوم الثلاثاء، لقناة "فرانس 24" الفرنسية، أن حساسية الوضع وهشاشته لا تزالان قائمتَين في ليبيا، مؤكداً أن حفتر ليس ممثلاً شرعياً للشعب الليبي.
وشدّد، وفق ما نقلته "الأناضول"، على أن الوقت قد حان كي يدرك داعمو حفتر أن الأخير ليس بشريك موثوق به في ليبيا، موضحاً أنّ حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، تتصرف بمسؤولية وتعاون مع المجتمع الدولي.
وتواصل مليشيا حفتر تكبد خسائر فادحة، جراء تلقيها ضربات قاسية في كافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة "الوطية" الاستراتيجية (غرب)، وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي (جنوب غربي طرابلس).