أقرت اللجنة التنفيذية لحزب العمال البريطاني، اليوم الثلاثاء، في تصويت سري، سلامة ترشح جيرمي كوربين مجدداً لانتخابات رئاسة الحزب، دون الحاجة إلى الحصول على تأييد 51 نائباً في الكتلة البرلمانية للحزب.
واجتمعت اللجنة التنفيذية للحزب ظهر اليوم، للنظر في إجراءات انتخاب زعيم للحزب، بعدما أعلنت الوزيرة السابقة في حكومة الظل، أنجيلا إيغل، أمس ترشحها للمنصب، وحصولها على تأييد 51 نائبا من نواب "العمال" الـ228 في مجلس العموم، وهو العدد المطلوب حسب قواعد الحزب الداخلية للبدء في انتخابات جديدة.
وتتصدر إيغل التيار الأكثر حماسة للإطاحة بكوربين، بعد تصويت 172 من نواب الحزب لصالح سحب الثقة منه.
وبحثت اللجنة التنفيذية، في اجتماع دام أكثر من أربع ساعات، وحضره 32 عضواً، وغاب عنه عضو واحد، الرأي القانوني حول حق كوربين بالترشح مجدداً دون شرط الحصول على تأييد 51 عضواً في الكتلة البرلمانية للحزب، كما هو مطلوب من المرشحين الآخرين.
وبدأت أزمة القيادة في حزب "العمال" بعد استفتاء 23 من الشهر الماضي حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، عندما أقال كوربين وزيرة خارجيته في حكومة الظل، هيلاري بين، وسط خلاف حول قيادته في أعقاب تصويت بريطانيا بمغادرة الاتحاد.
وصباح اليوم التالي، استقالت وزيرة الصحة في حكومة الظل، هايدي الكسندر، احتجاجاً على قيادة كوربين، وقرار إقالة زميلتها هيلاري بين.
وتوالت بعد ذلك الاستقالات، إذ استقال 20 من أعضاء حكومة الظل، وكذلك 31 من كبار المسؤولين في حكومة الظل والمناصب البرلمانية والحزبية.
وسبق حملة الاستقالات من حكومة الظل العمالية تقديم نائبتين من الحزب مذكرة بحجب الثقة عن كوربين، في خطوة تعكس غضب العديد من البرلمانيين الذين يتهمون زعيم حزب العمال بعدم بذل جهود كافية في الحملة من أجل بقاء البلاد في صفوف الاتحاد الأوروبي، وعدم كفاءته لقيادة المرحلة المقبلة.
ورفض كوربين جميع الدعوات والمحاولات الرامية لإقالته، قائلاً :"انتُخِبْتُ بشكل ديمقراطي زعيما للحزب بنسبة 60 في المائة من أعضاء ومؤيدي حزب العمال ولن أخونهم بالاستقالة"
ويُشكك مراقبون في نزاهة الانتقادات أو الاتهامات المُوجهة لكوربين، ويرجحون أن يكون تيار رئيس الوزراء الأسبق، والزعيم العمالي، توني بلير، المعارض بشدة لزعامة كوربين، قد انتهز فرصة تذمر بعض النواب من أداء كوربين خلال الاستفتاء، لإثارة انقلاب عليه وعلى تياره اليساري، الذي انتزع قيادة الحزب في سبتمبر/ أيلول الماضي، من التيار "البليري" الوسطي.
ولم يفوت بلير فرصة الجدل الدائر داخل حزب "العمال" لتوجيه أقسى عبارات الاتهام لكوربين، بينها عدم بذل ما يكفي من جهد، وعدم وضع خطة واضحة لحث الناخبين على تأييد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.