وتطرح على الخصوص تساؤلات حول الجهة التي ستنسق مباشرة مع الاتحاد الأوروبي، ولا سيما أن حكومة الوفاق لا تسيطر على أغلب أجزاء ليبيا، حيث امتدت سلطة اللواء المتقاعد خليفة حفتر العسكرية إلى أجزاء كبيرة من الجنوب الليبي.
ورغم عدم مشاركة ليبيا بتمثيل واسع في القمة، إذ حضر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، إلا أن الإعلان الأوروبي اكتنفه الغموض مما زاد الأسئلة حول كيفية تطبيقه في ليبيا.
ورغم أن الإعلان الأوروبي أوضح أن تنفيذ الاتفاق سيجري من خلال الوصول إلى مراكز الاحتجاز والعمل على إعادة المهاجرين إلى دولهم، بالإضافة إلى توفير الحماية لهم، إلا أنه لم يتحدث عن الجوانب الفنية لتنفيذ الاتفاق ولا الجدول الزمني المحدد لتنفيذه.
ويأتي هذا الأمر في وقت اعترفت فيه منظمات إنسانية دولية بعدم قدرتها على الوصول إلى أماكن احتجاز المهاجرين المنتشرة في ليبيا، ما يعني غياب أرقام دقيقة عن هذه الأماكن، باستثناء المقامة على أراض خاضعة لطرابلس.
وفي ظل رفض الدول الأوروبية استقبال المهاجرين الأفارقة القادمين إليها بحرا، سيكون اتفاق أبيدجان سبيلها لوقف تدفق المهاجرين من خلال إعادتهم إلى موطنهم الأصلي أو إلى أي دولة أوروبية تبدي استعدادها لاستقبالهم.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود إلى ليبيا، كريستوف بيت، خلال تصريح صحافي، إن إمكانية استقبال الدول الأوروبية لمهاجرين من أفريقيا يبدو صعبا جدا لأن شروطها ستكون صعبة، مضيفا أن "المهاجرين الذين ستتم الموافقة على استقبالهم سيكونون من جنسيات أفريقية معينة".
وأعلنت منظمات دولية مختصة في مجال الهجرة، في وقت سابق، عن رفض دول أفريقية استقبال مواطنيها الموجودين حاليا في ليبيا بشكل غير شرعي.
وأوضحت هذه المنظمات أن أوضاع المهاجرين صعبة في ظل رفض دولهم استقبالهم مقابل مواجهة أوروبية من خلال نشر سفن عملية "صوفيا" التي تجبر المهاجرين على العودة لليبيا.
وكانت حكومة الوفاق في طرابلس قد أعلنت رفضها توطين المهاجرين في ليبيا، كما رفضت مقترحا فرنسيا بإرسال قوة أفريقية إلى أماكن احتجاز المهاجرين، خصوصا في الجنوب الليبي.
أمميا، لم يصدر عن الأمم المتحدة أي أجراء حاسم بشأن قضية الهجرة غير الشرعية باستثناء مناقشة مطالب بعض الدول بتجميد أموال رؤساء عصابات تهريب البشر وملاحقتهم أمام القضاء الدولي.