قُتل مدنيان اثنان، صباح اليوم الأربعاء، بقصفٍ جوي روسي، طاول أطراف مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، في حين استهدفت هجماتٌ مماثلة مناطق أخرى بأرياف إدلب الجنوبية والشرقية، إذ يُكثف الطيران الروسي طلعاته وغاراته، ليُمهد طريق قوات النظام والمليشيات المساندة له، التي تسعى للوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري؛ وقد حققت تقدماً جديداً، مساء أمس، شمال شرق المطار.
وأدى القصف الجوي الروسي، صباح اليوم، على أطراف مدينة سراقب الجنوبية، إلى مقتل مدنيين اثنين، وإصابة عدد من المدنيين، بحسب ما أكّد مركز "إدلب الإعلامي"، لافتاً إلى أن ضربات مماثلة استهدفت أطراف مدينة معرة النعمان، وكذلك الأحياء الشرقية لمدينة خان شيخون.
كما طاولت الغارات الجوية مناطق أبو الظهور والبرسة وبرنان وقطرة وخان السبل، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، في حين استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وعناصر المليشيات المساندين لها وفصائل المعارضة على محاور القتال في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، خاصة في محيط تل مرق وأم الخلاخيل والجدوعية والسلومية والزرزور، وسط أنباء عن تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم في ريف حلب الجنوبي من الجهة الشرقية الشمالية لمطار أبو الظهور.
وأفادت مصادر متطابقة، بأن قوات النظام تمكنت من السيطرة على تلتي أبو رويل والشهيد، فضلاً عن قرى عوينات صغيرة وكبيرة ومرحمية، شمال غرب بلدة تل الضمان الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي.
وذكرت وكالة أنباء النظام (سانا)، أن "النظام سيطر على قريتي هوبر والشيخ خليل بعد يوم واحد من السيطرة على جميع القرى والبلدات الواقعة شمال شرق طريق خناصر- تل الضمان وصولاً إلى جبل الأربعين".
في المقابل، أكد فصائل المعارضة أنها ألحقت خسائر مادية وبشرية بقوات النظام، على جبهات تل مرق وخوين والدبشية جنوب إدلب، إذ قتلت وأصابت أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام على جبهة قرية الخوين، إضافة الى تدمير دبابة، والسيطرة على أخرى، وإعطاب ثالثة على جبهة قرية الدبشية، جنوب إدلب.
وكانت قوات النظام أوقفت محاولات تقدمها باتجاه مطار أبو الظهور من ريف حماة الشمالي، بعد هجمات معاكسة من جانب فصائل المعارضة، وركزت خلال الأيام الأخيرة على جبهة ريف حلب الجنوبي، التي حققت من خلال هجمات من محاور عدّة تقدماً ملحوظاً ما جعلها على مسافة أقل من (10 كيلومترات) من المطار من الجهة الشرقية الشمالية.
وتسببت عملية النظام العسكرية هذه، والمستمرة منذ أسابيع، بموجة نزوح ضخمة من قرى ريفي حماه الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي، إذ هربت نحو ستين ألف عائلة من قراها وبلداتها، نحو مناطق أقل خطراً في محافظة إدلب، حيث يقيم عشرات الآلاف في مخيماتٍ متفرقة، بالوقت الذي تتأثر مناطق شمال غرب سورية بمنخفض جوي، ضاعف محنة هؤلاء النازحين.
المعارضة تنفي تسليم مناطق للنظام
إلى ذلك، أكّد عضو وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة، فاتح حسون، أنّ الوفد لم يوقع على أية خطط أو خرائط تقضي بتسليم مناطق تحت سيطرة المعارضة للنظام السوري.
وقال حسون، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ وفد المعارضة لم يوقع على أي شيء مما ورد في التسجيل الأخير لزعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني.
من جهته، أيد عبدالله المحيسني العضو السابق بمجلس شورى "هيئة تحرير الشام"، ما ورد في كلمة الجولاني من دعوة إلى المصالحة مع الفصائل.
وأعرب المحيسني عن أمله بأن تكون كلمة الجولاني "بداية لتحريك قضية المصالحة بين الجميع وأن تعود لحمة أهل الشام فيما بينهم" حسب تعبير.
اشتباكات عنيفة عند كتيبة الهندسة
على صعيد آخر، فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة الرستن، ما تسبب بسقوط عدة جرحى في حين قضى 4 مقاتلين على الأقل من فصائل المعارضة العاملة في منطقة الرستن، جراء استهدافهم من قوات النظام وخلال اشتباكات بين الطرفين على محاور في محيط المدينة الواقعة في الريف الشمالي لحمص.
ودارت اشتباكات بين "الجيش السوري الحر" وقوات النظام عند كتيبة الهندسة شمال المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.
وتحاصر قوات النظام مدن وبلدات وقرى ريف حمص الشمالي منذ سنوات، وسط قصف مدفعي وجوي يسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، تزامناً مع سوء الأوضاع المعيشية وتدهور الوضع الإنساني في المنطقة.
وفي محيط العاصمة دمشق، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام ومليشياتها ومقاتلي فيلق الرحمن في محيط وأطراف مدينة عربين بالغوطة الشرقية، في حين قصفت قوات النظام المنطقة الواصلة بين بلدتي مسرابا ومديرا، بالقذائف الصاروخية. كما استهدفت أطراف مدينة عربين بتسعة صواريخ من نوع أرض – أرض، وطاول القصف أيضاً بلدتي بيت سوى وأوتايا.
وقالت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة تجري في محيط بلدة حزرما وسط قصف مكثف من جانب قوات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة.