تلخص سيرة عدلي صادق حياة مقاتل فلسطيني انتمى لحركة "فتح" بعد نكسة 67 وتدرب فيها على سلاح الكاتيوشا، وسجن في سجون الاحتلال سنوات طويلة، ومع توقيع أوسلو دخل هيكل السلطة بدون الموافقة على اتفاق أوسلو
* متى كنت في الجزائر؟
- من عام 1992حتى عام 2000 كنت فيها القائم بالأعمال في سفارة فلسطين، وصلت الجزائر مع بدء الأحداث الصاخبة في الجزائر، ومن المفارقات أنني كنت أكتب في القدس العربي، وعندما ارتفعت حدة الأعمال الإرهابية لم يكن يجرؤ الصحافيون على الوصول إلى الجزائر للتغطية، فوجدت نفسي مضطراً لكتابة رسالة يومية عن التطورات في الجزائر لجريدة القدس العربي.
كانت تجربة غنية وكنت أتحرك بحرية، رغم صعوبة ذلك لكثير من الجزائريين، باعتبار لنا قرية في جبل الجزائر "قرية بربيسا" على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة؛ وكانت مخصصة لإسكان الفلسطينيين، وكنت أذهب يوميا إلى هناك.
وهذه القرية أنشأتها الدولة، وأسكنت فيها فلسطينيين من الفصائل المختلفة كالجبهة الشعبية وحركة فتح.
* لكن الدولة الجزائرية خففت مساعدتها للفلسطينيين؟
- توقفت مساندة الفصائل منذ فترة طويلة، لكن الجزائر هي الدولة الأولى بتسديد مستحقاتها لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. الجزائر، تاريخياً، لها علاقات مع كل الفصائل، حتى مع حماس. بل حتى أسست علاقات مع صبري البنا، أبو نضال، قبل أن تكتشف أنه غدر بها وباع معلومات وتلاعب عليها.
* كيف؟
كان أبو نضال يمول تنظيمه من خلال العمل الأمني؛ إذ يأخذ معلومات من بلد ويعطيها لبلد منافس، بالنسبة للجزائر باع بعض الأسرار للمغرب، لأنه كان على علاقة بالاستخبارات العسكرية وبالجيش.
* كنت تعرفه؟
- طبعا، كان أبو نضال يطمح إلى دور، كان سفير منظمة التحرير في العراق وقبلها بالسودان ثم أراد أن يستقوي بالعراق، تعرفت إليه في الخرطوم ثم في بغداد، قبل أن أقع بالأسر، لأنه من المنتمين إلى حركة فتح، قبل جيلي، بقليل.
* عشت أزمة شخصية في الجزائر حيث اكتشفت أن زوجتك تتجسس عليك؟
- زوجتي فلسطينية من سكان درعا استدعتها المخابرات السورية، كنت أكتب في القدس العربي ضد الاستبداد في سورية، وبعدها ظهرت في الجزيرة بحلقة عن النظام السوري، طلبوا من زوجتي التعاون من خلال سيدة اشتغلت في بيتنا بالجزائر.
* كيف عرفت؟
انهارت هذه السيدة، وكذلك الزوجة، واعترفتا بما كلفتا به، طوينا ملف القضية والزوجة.
* تعرفت في الجزائر إلى بعض السياسيين السوريين المنفيين؟
تعرفت إلى إبراهيم ماخوس وزير الخارجية في الستينيات، رجل أخلاقه عالية وزاهد، كان عنده امتيازان ولم يستخدمهما فهو لاجئ سياسي ومجاهد في الثورة الجزائرية ولكنه التحق بمستشفى شعبي، بوسط العاصمة، ليمارس عمله كطبيب.
* متى انتسبت لحركة فتح؟
انتسبت لفتح في غزة يونيو/حزيران 1967 وتفرغت، كمقاتل، في قوات العاصفة أغسطس/آب من العام نفسه.
في بداية 67 كان أبو جهاد وأبو صبري حريصين على استغلال فرصة أن العدو لم يحكم سيطرته كلياً على المنافذ، فكان سهلاً التسلل إلى الأرض المحتلة لتدريب الفدائيين وتأسيس خلايا المقاومة. وكانت هذه هي الانطلاقة العسكرية الثانية لقوات العاصفة، الانطلاقة الأولى في 1/1/1965 والانطلاقة الثانية في أغسطس عام 67، دخل أبو عمار إلى الضفة واشتغل على تأسيس الخلايا، بقيت أدخل وأخرج لغاية نوفمبر/تشرين الثاني 67 ثم بدأت عملية تجميع القوات في سهول وادي شعيب، وفي المرتفعات من الغور إلى السلط، قبل أن يبدأ تقسيم هذه القوات إلى قطاعات عسكرية تغطي الأردن، كان العمل الفدائي يضع جسرا له في مخيم الكرامة، اختفى بعد معركة الكرامة، وكانت الخطوط مفتوحة على الأرض المحتلة.
* لكن سرعان ما وقع الصدام مع الأردن؟
الصدام الأول وقع في 4-11 عام 68 لمدة يوم واحد، بسبب فصيل صغير كان مرتبطا بالأردن، ومن 68 حتى شهر يونيو 69 كان هناك توتر، ولم يكن هناك معارك ثم حدث الصدام بعد ذلك في سبتمبر/أيلول عام 1970.
أصبت في أحداث الأردن، ثم ذهبت إلى جنوب لبنان، بعدها تمت إعارتي للتدريب في جيش التحرير الفلسطيني.
* كانت هناك علاقات بين فتح وجيش التحرير؟!
كان ياسر عرفات قد تسلم رئاسة منظمة التحرير، ويريد أن يوحد التسليح بين جيش التحرير الفلسطيني، خاصة لواء عين جالوت المتمركز في مصر، لأن لا سيطرة له على لواء اليرموك التابع للأركان السورية؛ والذي يسمى هناك جيش التحرير الفلسطيني ورئيسه طارق الخضرا منذ ذلك الوقت وحتى الآن، أعرت للواء عين جالوت لتدريبه على سلاح الكاتيوشا الصيني، حيث كنت مختصاً بهذا السلاح وتدربت عليه، في يوغسلافيا، أيام تيتو.
كانت لنا علاقات مع المعسكر الاشتراكي، ولنا علاقات ونتلقى السلاح، أيضا، من دول حليفة لأميركا، كباكستان، بعض زملائي تدربوا هناك.
* كنت في دورية مشتركة من الساحل السوري واعتقلت في اشدود؟
كانت مهمة لتأسيس خلايا للمقاومة، فأخذنا سلاحاً يزيد عن عددنا بعدة أضعاف؛ على أساس الوصول إلى قطاع غزة، وكنا اثنين من البحارة وخمسة فدائيين من فتح وقوات التحرير الشعبية.
انطلقنا من قاعدة في اللاذقية في منطقة "برج سلام" وأبحرنا في قارب كبير وقارب صغير يتبعنا، انتقلنا له عند صور، بعد أن قطعنا تقريباً 30 كم تعطل المحرك، فحاصرتنا القوات الإسرائيلية وبدأت تنادي علينا للاستسلام، ولكننا لم نستجب وبدأنا بالتخلص من الأسلحة لكيلا تقع في أيديهم، وكانت معنا حقائب فيها مناشير بالعبرية وطفت على السطح، فسحبوا المنشور وعرفوا هويتنا قبل أن يصلوا إلينا.
* تمت محاكمتكم؟
حوكمنا أمام القضاء العادي، وليس المحاكم العسكرية، لأنه ألقى القبض علينا في اشدود، داخل إسرائيل، وليس في المناطق المحتلة، حسب تصنيفهم، وبالتالي كان حكمي ثماني سنوات، لكن بقيت سنة زيادة.
* كنت مقرباً من أبو جهاد؟
- نعم، تعرفت إليه في 67
* كان من الإخوان المسلمين؟
لا، كان من فتية أو شبيبة الإخوان سنة 52 حين كان الشيخ محمد الغزالي رئيس البعثة الأزهرية في غزة، فكان وأبو إياد وأبو الأديب متأثرين بالشيخ وبالإخوان، بدأت الأمور تختلف في مصر أثناء رابطة طلاب فلسطين، ولاحقاً حدثت فجوة بين مشروع فتح ومشروع الإخوان.
* هل كان بين أبو جهاد وأبو عمار حساسيات؟
كانا أصدقاء، لكن هناك بعض الحساسيات. أبو عمار كرس زعامته، وإذا كان عند أحد تحفظ، يهمس به، ولكن لا تؤثر على الخط العام.
* عشت حصار بيروت؟
طبعا، في صبرا، كنا مكتب قيادة الأرض المحتلة، قصفت صبرا عام 1981 قبل الحصار.
* بعد سفارة الجزائر عدت إلى غزة؟
تدرجت بالعمل الوظيفي، عينت وكيلا مساعدا لوزارة التخطيط مع الدكتور نبيل شعث.
* كانت العلاقة سيئة معه؟
ليست سيئة، أريد لها أن تسوء، اكتشفت أن القنصل العام الأميركي في القدس جيفري فيلتمان، الذي كانوا يدلعونه "جيف" يحرض ضدي على خلفية كتابتي ضد اتفاقية أوسلو. بعدها نقلت إلى رومانيا، كانوا يريدون إبعادي بسبب موقفي السياسي.
* من؟
بعض المحيطين بياسر عرفات. وللأمانة، كنت أشك أنه متضايق مني، ثم اكتشفت أنه كان يريدني أن أعارض.
كنت معه بآخر أيامه، في الأوقات الصعبة كان عرفات يقرب منه المقاتلين.
أبو عمار، بعد انهيار مؤتمر كامب ديفيد يوليو/تموز 2000، كان يعتقد أنه لا بد من حراك شعبي ليفتح الطريق المسدودة وصولاً لصيغة مقبولة لعملية التسوية، قوبلت محاولته بعنف إسرائيلي فتنصل من عملية التسوية، وكان يريد أن يقاتل حتى النهاية وسخر جزءا كبيرا من وقته وجهده ومن المال، لكي تتسع دائرة المقاومة مهما كانت النتائج.
في تلك الأثناء، كنت قريباً منه، كان جسوراً ولا يهاب الموت، من المرات الأخيرة لإقلاع طائرته، مثلا، ذهبت معه إلى موسكو، من مطار رفح قبل إغلاقه بقليل، وكنا نتوقع أن تقصف الطائرة، ولم نشعر بالأمان حتى دخلنا الأجواء التركية، كان رجلاً مؤمنا لا يفارقه القرآن الكريم، كان يحاول أن يضغط بالأوراق الموجودة، وكان على علاقة جيدة مع موسكو ومع الفرنسيين وغيرهم، ولكن أصوات التأييد بدأت تنحسر، وكأنهم اتفقوا، جميعاً، على أنه بات عقبة.
اتهامات:
لا تخلو سيرة عدلي صادق من معارك مع رفاق الدرب واتهامات تُوزَّع بدليل أو بدونه.
سحب الرئيس أبو مازن، محاورنا، من مهمته، كسفير لفلسطين في رومانيا، قبل أن تنتهي مدة سفارته. وأشيع أن ذلك حدث بسبب مشاكل مالية وقيل إن لذلك علاقة بدحلان وصراعه مع أبو مازن.
يتألم الرجل من اتهامات تُوزع مجاناً على الإنترنت ويجيب: "في حياتي، ما كان عندي أي مشكلة تتعلق بقرش واحد، ولا عمري كنت صاحب قرار صرف مالي. بل أكثر من ذلك، في الفترة التي كنت فيها برومانيا كانت الرواتب مقطوعة بسبب مجيء حكومة حماس. كان تأسيس منزل السفير يكلف 30 ألف دولار وأنا أسست بيتي بـ عشرة آلاف فقط".
وأما موضوع دحلان "فهناك مجموعة وثائق طلبت التحقيق فيها حول تجاوزات مالية ودحلان كان وزيراً ونائباً في المجلس التشريعي، فسألته عن الورق الذي أعطيناه للأخ أبو مازن، فاهتم بالسؤال عن ورقة واحدة ضمن حسابات تخصه. حتى أني أرسلت له رسالة يتضح من خلال صيغتها أنه لا يوجد اتصال بيني وبينه، وهذه الوثائق سُرّبت خلال استيلاء حماس على مقر إقامة دحلان في غزة. بيني وبين الرجل علاقات نسب، والعلاقة الشخصية جيدة، ولكن في السياسة لا توجد علاقة".
كما أصدر أمين سر حركة فتح، فاروق القدومي، قراراً بتجميد عضويته بحركة فتح بسبب مقال قال فيه: "اللجنة المركزية لحركة فتح بقيت تسعة أشهر بدون اجتماع، وعندما اجتمعت أصدرت بياناً شبيهاً ببيان اتحاد طلاب فلسطين، ليس له علاقة بالسياسة".
* متى كنت في الجزائر؟
- من عام 1992حتى عام 2000 كنت فيها القائم بالأعمال في سفارة فلسطين، وصلت الجزائر مع بدء الأحداث الصاخبة في الجزائر، ومن المفارقات أنني كنت أكتب في القدس العربي، وعندما ارتفعت حدة الأعمال الإرهابية لم يكن يجرؤ الصحافيون على الوصول إلى الجزائر للتغطية، فوجدت نفسي مضطراً لكتابة رسالة يومية عن التطورات في الجزائر لجريدة القدس العربي.
كانت تجربة غنية وكنت أتحرك بحرية، رغم صعوبة ذلك لكثير من الجزائريين، باعتبار لنا قرية في جبل الجزائر "قرية بربيسا" على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة؛ وكانت مخصصة لإسكان الفلسطينيين، وكنت أذهب يوميا إلى هناك.
وهذه القرية أنشأتها الدولة، وأسكنت فيها فلسطينيين من الفصائل المختلفة كالجبهة الشعبية وحركة فتح.
* لكن الدولة الجزائرية خففت مساعدتها للفلسطينيين؟
- توقفت مساندة الفصائل منذ فترة طويلة، لكن الجزائر هي الدولة الأولى بتسديد مستحقاتها لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. الجزائر، تاريخياً، لها علاقات مع كل الفصائل، حتى مع حماس. بل حتى أسست علاقات مع صبري البنا، أبو نضال، قبل أن تكتشف أنه غدر بها وباع معلومات وتلاعب عليها.
* كيف؟
كان أبو نضال يمول تنظيمه من خلال العمل الأمني؛ إذ يأخذ معلومات من بلد ويعطيها لبلد منافس، بالنسبة للجزائر باع بعض الأسرار للمغرب، لأنه كان على علاقة بالاستخبارات العسكرية وبالجيش.
* كنت تعرفه؟
- طبعا، كان أبو نضال يطمح إلى دور، كان سفير منظمة التحرير في العراق وقبلها بالسودان ثم أراد أن يستقوي بالعراق، تعرفت إليه في الخرطوم ثم في بغداد، قبل أن أقع بالأسر، لأنه من المنتمين إلى حركة فتح، قبل جيلي، بقليل.
* عشت أزمة شخصية في الجزائر حيث اكتشفت أن زوجتك تتجسس عليك؟
- زوجتي فلسطينية من سكان درعا استدعتها المخابرات السورية، كنت أكتب في القدس العربي ضد الاستبداد في سورية، وبعدها ظهرت في الجزيرة بحلقة عن النظام السوري، طلبوا من زوجتي التعاون من خلال سيدة اشتغلت في بيتنا بالجزائر.
* كيف عرفت؟
انهارت هذه السيدة، وكذلك الزوجة، واعترفتا بما كلفتا به، طوينا ملف القضية والزوجة.
* تعرفت في الجزائر إلى بعض السياسيين السوريين المنفيين؟
تعرفت إلى إبراهيم ماخوس وزير الخارجية في الستينيات، رجل أخلاقه عالية وزاهد، كان عنده امتيازان ولم يستخدمهما فهو لاجئ سياسي ومجاهد في الثورة الجزائرية ولكنه التحق بمستشفى شعبي، بوسط العاصمة، ليمارس عمله كطبيب.
* متى انتسبت لحركة فتح؟
انتسبت لفتح في غزة يونيو/حزيران 1967 وتفرغت، كمقاتل، في قوات العاصفة أغسطس/آب من العام نفسه.
في بداية 67 كان أبو جهاد وأبو صبري حريصين على استغلال فرصة أن العدو لم يحكم سيطرته كلياً على المنافذ، فكان سهلاً التسلل إلى الأرض المحتلة لتدريب الفدائيين وتأسيس خلايا المقاومة. وكانت هذه هي الانطلاقة العسكرية الثانية لقوات العاصفة، الانطلاقة الأولى في 1/1/1965 والانطلاقة الثانية في أغسطس عام 67، دخل أبو عمار إلى الضفة واشتغل على تأسيس الخلايا، بقيت أدخل وأخرج لغاية نوفمبر/تشرين الثاني 67 ثم بدأت عملية تجميع القوات في سهول وادي شعيب، وفي المرتفعات من الغور إلى السلط، قبل أن يبدأ تقسيم هذه القوات إلى قطاعات عسكرية تغطي الأردن، كان العمل الفدائي يضع جسرا له في مخيم الكرامة، اختفى بعد معركة الكرامة، وكانت الخطوط مفتوحة على الأرض المحتلة.
* لكن سرعان ما وقع الصدام مع الأردن؟
الصدام الأول وقع في 4-11 عام 68 لمدة يوم واحد، بسبب فصيل صغير كان مرتبطا بالأردن، ومن 68 حتى شهر يونيو 69 كان هناك توتر، ولم يكن هناك معارك ثم حدث الصدام بعد ذلك في سبتمبر/أيلول عام 1970.
أصبت في أحداث الأردن، ثم ذهبت إلى جنوب لبنان، بعدها تمت إعارتي للتدريب في جيش التحرير الفلسطيني.
* كانت هناك علاقات بين فتح وجيش التحرير؟!
كان ياسر عرفات قد تسلم رئاسة منظمة التحرير، ويريد أن يوحد التسليح بين جيش التحرير الفلسطيني، خاصة لواء عين جالوت المتمركز في مصر، لأن لا سيطرة له على لواء اليرموك التابع للأركان السورية؛ والذي يسمى هناك جيش التحرير الفلسطيني ورئيسه طارق الخضرا منذ ذلك الوقت وحتى الآن، أعرت للواء عين جالوت لتدريبه على سلاح الكاتيوشا الصيني، حيث كنت مختصاً بهذا السلاح وتدربت عليه، في يوغسلافيا، أيام تيتو.
كانت لنا علاقات مع المعسكر الاشتراكي، ولنا علاقات ونتلقى السلاح، أيضا، من دول حليفة لأميركا، كباكستان، بعض زملائي تدربوا هناك.
* كنت في دورية مشتركة من الساحل السوري واعتقلت في اشدود؟
كانت مهمة لتأسيس خلايا للمقاومة، فأخذنا سلاحاً يزيد عن عددنا بعدة أضعاف؛ على أساس الوصول إلى قطاع غزة، وكنا اثنين من البحارة وخمسة فدائيين من فتح وقوات التحرير الشعبية.
انطلقنا من قاعدة في اللاذقية في منطقة "برج سلام" وأبحرنا في قارب كبير وقارب صغير يتبعنا، انتقلنا له عند صور، بعد أن قطعنا تقريباً 30 كم تعطل المحرك، فحاصرتنا القوات الإسرائيلية وبدأت تنادي علينا للاستسلام، ولكننا لم نستجب وبدأنا بالتخلص من الأسلحة لكيلا تقع في أيديهم، وكانت معنا حقائب فيها مناشير بالعبرية وطفت على السطح، فسحبوا المنشور وعرفوا هويتنا قبل أن يصلوا إلينا.
* تمت محاكمتكم؟
حوكمنا أمام القضاء العادي، وليس المحاكم العسكرية، لأنه ألقى القبض علينا في اشدود، داخل إسرائيل، وليس في المناطق المحتلة، حسب تصنيفهم، وبالتالي كان حكمي ثماني سنوات، لكن بقيت سنة زيادة.
* كنت مقرباً من أبو جهاد؟
- نعم، تعرفت إليه في 67
* كان من الإخوان المسلمين؟
لا، كان من فتية أو شبيبة الإخوان سنة 52 حين كان الشيخ محمد الغزالي رئيس البعثة الأزهرية في غزة، فكان وأبو إياد وأبو الأديب متأثرين بالشيخ وبالإخوان، بدأت الأمور تختلف في مصر أثناء رابطة طلاب فلسطين، ولاحقاً حدثت فجوة بين مشروع فتح ومشروع الإخوان.
* هل كان بين أبو جهاد وأبو عمار حساسيات؟
كانا أصدقاء، لكن هناك بعض الحساسيات. أبو عمار كرس زعامته، وإذا كان عند أحد تحفظ، يهمس به، ولكن لا تؤثر على الخط العام.
* عشت حصار بيروت؟
طبعا، في صبرا، كنا مكتب قيادة الأرض المحتلة، قصفت صبرا عام 1981 قبل الحصار.
* بعد سفارة الجزائر عدت إلى غزة؟
تدرجت بالعمل الوظيفي، عينت وكيلا مساعدا لوزارة التخطيط مع الدكتور نبيل شعث.
* كانت العلاقة سيئة معه؟
ليست سيئة، أريد لها أن تسوء، اكتشفت أن القنصل العام الأميركي في القدس جيفري فيلتمان، الذي كانوا يدلعونه "جيف" يحرض ضدي على خلفية كتابتي ضد اتفاقية أوسلو. بعدها نقلت إلى رومانيا، كانوا يريدون إبعادي بسبب موقفي السياسي.
* من؟
بعض المحيطين بياسر عرفات. وللأمانة، كنت أشك أنه متضايق مني، ثم اكتشفت أنه كان يريدني أن أعارض.
كنت معه بآخر أيامه، في الأوقات الصعبة كان عرفات يقرب منه المقاتلين.
أبو عمار، بعد انهيار مؤتمر كامب ديفيد يوليو/تموز 2000، كان يعتقد أنه لا بد من حراك شعبي ليفتح الطريق المسدودة وصولاً لصيغة مقبولة لعملية التسوية، قوبلت محاولته بعنف إسرائيلي فتنصل من عملية التسوية، وكان يريد أن يقاتل حتى النهاية وسخر جزءا كبيرا من وقته وجهده ومن المال، لكي تتسع دائرة المقاومة مهما كانت النتائج.
في تلك الأثناء، كنت قريباً منه، كان جسوراً ولا يهاب الموت، من المرات الأخيرة لإقلاع طائرته، مثلا، ذهبت معه إلى موسكو، من مطار رفح قبل إغلاقه بقليل، وكنا نتوقع أن تقصف الطائرة، ولم نشعر بالأمان حتى دخلنا الأجواء التركية، كان رجلاً مؤمنا لا يفارقه القرآن الكريم، كان يحاول أن يضغط بالأوراق الموجودة، وكان على علاقة جيدة مع موسكو ومع الفرنسيين وغيرهم، ولكن أصوات التأييد بدأت تنحسر، وكأنهم اتفقوا، جميعاً، على أنه بات عقبة.
اتهامات:
لا تخلو سيرة عدلي صادق من معارك مع رفاق الدرب واتهامات تُوزَّع بدليل أو بدونه.
سحب الرئيس أبو مازن، محاورنا، من مهمته، كسفير لفلسطين في رومانيا، قبل أن تنتهي مدة سفارته. وأشيع أن ذلك حدث بسبب مشاكل مالية وقيل إن لذلك علاقة بدحلان وصراعه مع أبو مازن.
يتألم الرجل من اتهامات تُوزع مجاناً على الإنترنت ويجيب: "في حياتي، ما كان عندي أي مشكلة تتعلق بقرش واحد، ولا عمري كنت صاحب قرار صرف مالي. بل أكثر من ذلك، في الفترة التي كنت فيها برومانيا كانت الرواتب مقطوعة بسبب مجيء حكومة حماس. كان تأسيس منزل السفير يكلف 30 ألف دولار وأنا أسست بيتي بـ عشرة آلاف فقط".
وأما موضوع دحلان "فهناك مجموعة وثائق طلبت التحقيق فيها حول تجاوزات مالية ودحلان كان وزيراً ونائباً في المجلس التشريعي، فسألته عن الورق الذي أعطيناه للأخ أبو مازن، فاهتم بالسؤال عن ورقة واحدة ضمن حسابات تخصه. حتى أني أرسلت له رسالة يتضح من خلال صيغتها أنه لا يوجد اتصال بيني وبينه، وهذه الوثائق سُرّبت خلال استيلاء حماس على مقر إقامة دحلان في غزة. بيني وبين الرجل علاقات نسب، والعلاقة الشخصية جيدة، ولكن في السياسة لا توجد علاقة".
كما أصدر أمين سر حركة فتح، فاروق القدومي، قراراً بتجميد عضويته بحركة فتح بسبب مقال قال فيه: "اللجنة المركزية لحركة فتح بقيت تسعة أشهر بدون اجتماع، وعندما اجتمعت أصدرت بياناً شبيهاً ببيان اتحاد طلاب فلسطين، ليس له علاقة بالسياسة".