وأوضح الأحمد في مقابلة مع تلفزيون "فلسطين" الرسمي، الليلة الماضية، أن الوفد كان من المفترض أن يصل إلى غزة الإثنين، ويضم 12 قياديا فلسطينيا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومختلف الفصائل. وأكد أن الفكرة جاءت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال الاجتماع الطارئ للقيادة الذي عقد تزامنا مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، خطته لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الأحمد، المكلف من قبل عباس بمتابعة تشكيل الوفد، قال في المقابلة: "وصلتنا معلومات من الإخوة في غزة أنه على ما يبدو أن حماس غير جاهزة، رغم موافقة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وأن البرنامج كان يشمل اجتماعا مشتركا بين جميع القيادات الفلسطينية من فصائل منظمة التحرير، وحماس، والجهاد، وكافة الفصائل التي وقعت على اتفاق القاهرة بهدف توحيد الموقف"، وأضاف: "لم نتلق أي ترحيب رسمي سواء من حماس أو الجهاد الإسلامي".
وأوضح الأحمد "اليوم نحن أمام أقدس ما يمكن أن نتفق عليه ومن أجله، وهو كيف نتصدى لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، عندما نتحد على ذلك ونقوم بفعاليات مشتركة ضمن معركة طويلة يصبح موضوع إنهاء الانقسام مثل كرة الثلج التي تتدحرج كتحصيل حاصل"، قبل أن يضيف "لن نفقد الأمل، وهدفنا الأساسي تجنيد طاقات الشعب الفلسطيني، وتوحيد كافة أطيافه لإفشال خطة ترامب – نتنياهو".
على الجانب الآخر، نفت حركة "حماس" ما أورده مسؤولو السلطة الفلسطينية وحركة "فتح"، وقال الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم في تصريح وصل إلى "العربي الجديد"
إنّ "وفد فصائل منظمة التحرير مرحب به في غزة التي هي جزء من وطننا جميعًا".
وأوضح أنّ حركته رحبت رسمياً بهذا الوفد في اتصال هنية مع عباس، وفي كلمة عضو مكتبها السياسي صلاح البردويل خلال المؤتمر الشعبي الوطني لمواجهة "صفقة القرن" يوم الأحد الماضي، وتم التأكيد على ذلك في لقاء فصائلي شاركت فيه "فتح"، وحركة "الجهاد الإسلامي"، والجبهتان "الشعبية" و"الديمقراطية"، إضافة إلى حركة "حماس" يوم أمس الأول.
ولفت برهوم إلى أنّ ممثل حركة "فتح" طلب موقفًا رسميًا من حماس حول نقطتين، الأولى: حضور الوفد، والثانية عقد لقاء ثنائي بين قيادات "فتح" و"حماس"؛ واستلم إجابة واضحة بالترحيب بالوفد، وبموافقة حركة "حماس" على اللقاء الثنائي.
وتم التوافق، وفق "حماس"، على أن يكون يوم الأربعاء موعدًا للزيارة، على أن تبدأ بلقاء وطني عام يضم القوى الوطنية جميعها والشخصيات المستقلة ترحيباً بالوفد، ثم يجري الوفد سلسلة من اللقاءات وفق ما يراه مناسبًا.
واعتبرت "حماس" الإعلان عن التأجيل في ظل الترحيب والموافقة الواضحة منها "خطوة مستهجنة ورسالة سلبية لشعبنا، وتحديدًا في هذا الوضع الخطير الذي تمر به قضيتنا."
من جانبه، قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، في تصريحات لإذاعة صوت "فلسطين" الرسمية، إن "القيادة الفلسطينية حريصة على الذهاب إلى قطاع غزة"، مؤكدا "سنتابع الأمر بغض النظر عن بعض المُعيقات. نحن حريصون على الذهاب إلى غزة".
وأضاف العالول: "نحن كلنا حريصون ومنذ اليوم الأول حينما تحدث الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث تم الإعلان عن ذهاب كل الفصائل، وليس فقط وفد حركة فتح".
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قد أكد أنه سيكون هناك اجتماع موسع للفصائل الفلسطينية في غزة هذا الأسبوع "لتمتين الوحدة الوطنية ولمواجهة الصفقة الأميركية ــ الإسرائيلية".
ومتحدثا عن عراب الصفقة صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، قال العالول "لا أعتقد أن هناك جديداً في موقف كوشنر، هذا الشخص وغيره ينفذون مخطط (رئيس الوزراء الراحل أرييل) شارون، ومخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذا الخصوص، وهي ليست خطة أميركية أو صفقة أميركية، هي خطة نتنياهو".
وأضاف العالول "هم يدركون أن الوضع الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، والرئيس أبو مازن، لن يقبلوا ضغوطهم، وجرّبوا ذلك عشرات المرات، وتصريحات كوشنر الأخيرة تعبر عن يأسهم من القدرة على التأثير على الفلسطينيين، من أجل التعاطي مع (صفقة القرن)".
وشدد العالول على أن الحراك الفلسطيني السياسي، يهدف لحصار الولايات المتحدة ونتنياهو، وحصار مشروعهم، قائلا "كلنا رأينا الموقف في اجتماع مجلس الوزراء العرب، الذي يعبر عن الموقف العربي بشكل عام، ومنظمة التعاون الإسلامي، كل ذلك يهدف لمحاصرة وعزل هذه السياسة الأميركية".
كذلك أعلن العالول أنه ستكون هناك عدة لقاءات من أجل الترتيب لفعالية جماهيرية واسعة في كل الأراضي الفلسطينية، رفضاً لـ"صفقة القرن".