على الرغم من المواقف المتباعدة بين الإيرانيين والأتراك والروس في قمة طهران الأخيرة، حول إدلب السورية، إلا أن قوات النظام بدأت بالتوغل أكثر في حرب استنزاف ضد فصائل المعارضة في شمال غربي سورية وحاضنتها الاجتماعية، من خلال استهداف المستشفيات والنقاط الطبية، في مسعى واضح لخلق كوارث إنسانية في منطقة تضم ملايين السوريين، الذين يترقبون مجريات التطورات السياسية تحت قصف متواصل من الطيران الروسي والتابع للنظام.
في هذا السياق، شهد أمس الأحد، تصعيداً عسكرياً آخر، حين شنّ طيران النظام غارات ببراميل متفجرة، أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين، في وقت أغار فيه الطيران الروسي على مناطق في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي. ودلّت المؤشرات على أن النظام وحلفاءه شرعوا في سياسة ممنهجة غايتها تدمير المرافق الحيوية في شمال غربي سورية، في تكرار لهذه السياسة التي نُفذت على مدى سنوات في أغلب المناطق السورية، بغية دفع المدنيين إلى حافة كوارث إنسانية. ما يؤدي إلى ضغط كبير على المعارضة التي تعتبر ورقة المدنيين نقطة ضعفها الأبرز، والتي يشهرها النظام دائماً من خلال ارتكاب المجازر وإراقة الدماء، للضغط أيضاً على الجانب التركي الساعي إلى تجنيب المنطقة الحرب.
وخرج أمس الأحد مستشفى آخر من المستشفيات التي تقدم خدماتها للمدنيين في شمال غربي سورية، عن الخدمة، وهو مستشفى بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، جراء قصفه بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي التابع للنظام. وكانت أخرجت مروحية تابعة للنظام يوم السبت الماضي، مستشفى "نبض الحياة" في بلدة حاس بريف إدلب، عن الخدمة، عقب استهدافه ببراميل متفجرة عدة بشكل متعمد، وفق كادر المستشفى، الذي نجا من الموت بأعجوبة، فيما أصيب أحد المتطوعين من الكادر الطبي، وثلاثة مدنيين في القصف الذي دمر أجزاء واسعة من المستشفى، إضافة الى المعدات الطبية، وسيارات الخدمة. وذكرت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" أن "مستشفى اللطامنة كان يقدم خدمات طبية لنحو 13 ألف مدني في البلدة وريفها"، مشيرة إلى أن "مستشفى نبض الحياة كان يخدم سكان بلدة حاس وريفها والمقدرين بنحو 30 ألف مدني".
وكان الطيران الحربي الروسي استهدف السبت أيضاً، المركز الطبي في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وتسبب بأضرار مادية في سيارات الإسعاف التابعة لملاك المركز، كما استهدف مركزاً للدفاع المدني على أطراف المدينة ذاتها. بدوره، استهدف الطيران الروسي يوم الجمعة الماضي، معسكراً لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" (أكبر تجمّع للمعارضة السورية في إدلب) في بلدة الهبيط ما أدى لمقتل تسعة عناصر، وجرح آخرين، في مؤشر واضح على أن طيران النظام والمقاتلات الروسية يمتلكان بنك أهداف يتم استهدافها على مراحل، في تحايل واضح على جهود إقليمية ودولية تبذل من أجل التوصل لحلول سياسية تحول دون حدوث كارثة إنسانية من المرجح أن تتجاوز تبعاتها الحدود السورية.
اقــرأ أيضاً
وطيلة سنوات الحرب السورية تعمّد طيران النظام تدمير كل المراكز الصحية والمستشفيات والمستوصفات والمرافق الحيوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، ليزيد من معاناة المدنيين ويدفع المعارضة إلى إبرام اتفاقات "مصالحة" معه. وجاء الروس لتعزيز هذا التوجه الممنهج، فدمّر الطيران الروسي منذ أواخر عام 2015 أغلب المراكز الطبية والمرافق العامة في حلب، وإدلب وريف اللاذقية الشمالي، وريف حمص الشمالي، ودرعا والقنيطرة، وريف دمشق. ومن الواضح أنه يعيد تكرار السيناريو في إدلب وريفها.
كما يأتي استهداف المرافق الحيوية في سياق حرب استنزاف معلنة تشنها قوات النظام ومليشيات تساندها على فصائل المعارضة المسلحة والحاضنة الاجتماعية لها، خصوصاً أن الأخيرة خرجت يوم الجمعة بتظاهرات حاشدة، رافضة توقيع صكوك استسلام للنظام تحت قناع ما يسمّى بـ "المصالحة"، على غرار ما حدث أخيراً في جنوب سورية، والتي تجاوزتها قوات النظام، ولم تلتزم بتعهدات روسية لفصائل المعارضة أبرزها عدم اقتحام المدن والبلدات وشن حملات اعتقال.
من جانبه، أشار وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، فراس الجندي، خلال حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "النظام وحلفاءه الروس والإيرانيون يستهدفون دائماً المستشفيات والنقاط الطبية لإحداث شرخ كبير بين الحاضنة الشعبية والثوار على الجبهات"، موضحاً أن "استهداف المستشفيات والمراكز الطبية يؤدي إلى نزوح المدنيين، ومن ثم تنشأ شبه نقمة على الثوار نتيجة فقدان المرافق العامة والمراكز الصحية"، مضيفاً أن "المستشفيات هدف دائم للنظام وحلفائه الروس والإيرانيين". وتوقع الجندي أن "يواصل النظام وحلفاؤه استهداف المستشفيات والمرافق العامة والحيوية، ما لم تقم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول التي تدعي صداقة الشعب السوري، بلجم هذا النظام من خلال القيام بحظر جوي بالمنطقة".
كما يحمل تدمير المرافق الحيوية رسائل واضحة للجانب التركي الذي لا يزال عند موقفه الرافض لشن أي هجوم واسع النطاق على شمال غربي سورية، مفادها أن "ملايين المدنيين في شمال غربي سورية لن يكونوا في منأى عن الاستهداف غير المباشر، رغم عدم القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق، حذّرت منها أنقرة". ولكن من الواضح أن الموقف التركي لن يتغير، كما تؤكد تصريحات المسؤولين الأتراك.
من جانبها، أشارت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري على معرفاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت، إلى أن "موسكو لا تزال تسعى مع أنقرة لتجنيب المنطقة ويلات الصراع الدموي عبر محاولة إقناع المتطرفين إنهاء تواجدهم الذي يمثل تهديداً مستمراً للأمن الدولي"، مشيرة إلى أن "الجانب الروسي يثمن المساعي المبذولة من قبل أنقرة والرامية إلى إنهاء تواجد أي تنظيمات إرهابية متطرفة شمال سورية بالطرق السياسية". وأكدت دعم موسكو للجهود التركية "في حال كانت كفيلة بالوصول إلى نتائج من دون الحاجة للحلول العسكرية". وفي رسالة تحمل تهديداً مبطناً لفصائل المعارضة السورية ذكرت القناة، أن "استكمال وصول القوات البرية السورية إلى شمال سورية، لا يعني أن قرار الحل العسكري قد تم اعتماده بالفعل".
إلى ذلك، قال المنسق العام السابق للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، في مقابلة متلفزة إن "النظام ليس له إمكانية، ولا العدد، ولا المقدرة العسكرية للسيطرة على هذه المنطقة (إدلب)". ولفت إلى أن "النظام يعيش في أسوأ حالاته"، مضيفاً أن "الجميع يعرف، وحتى بشار الأسد وقياداته يعرفون أنهم تحت حماية ووصاية القوات الخاصة الروسية، حتى الأركان في دمشق تحت حماية القوات الروسية".
وعموماً، فإن حملات القصف المدفعي لقوات النظام، وسلسلة الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية، ومروحيات قوات الأسد، لا تؤشر وفق وتيرتها حتى الآن، إلى أن الروس أعطوا ضوءاً أخضر للنظام لمهاجمة إدلب، حسب ما يرى كثيرٌ من المحللين والمتابعين.
في هذا السياق، شهد أمس الأحد، تصعيداً عسكرياً آخر، حين شنّ طيران النظام غارات ببراميل متفجرة، أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين، في وقت أغار فيه الطيران الروسي على مناطق في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي. ودلّت المؤشرات على أن النظام وحلفاءه شرعوا في سياسة ممنهجة غايتها تدمير المرافق الحيوية في شمال غربي سورية، في تكرار لهذه السياسة التي نُفذت على مدى سنوات في أغلب المناطق السورية، بغية دفع المدنيين إلى حافة كوارث إنسانية. ما يؤدي إلى ضغط كبير على المعارضة التي تعتبر ورقة المدنيين نقطة ضعفها الأبرز، والتي يشهرها النظام دائماً من خلال ارتكاب المجازر وإراقة الدماء، للضغط أيضاً على الجانب التركي الساعي إلى تجنيب المنطقة الحرب.
وكان الطيران الحربي الروسي استهدف السبت أيضاً، المركز الطبي في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وتسبب بأضرار مادية في سيارات الإسعاف التابعة لملاك المركز، كما استهدف مركزاً للدفاع المدني على أطراف المدينة ذاتها. بدوره، استهدف الطيران الروسي يوم الجمعة الماضي، معسكراً لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" (أكبر تجمّع للمعارضة السورية في إدلب) في بلدة الهبيط ما أدى لمقتل تسعة عناصر، وجرح آخرين، في مؤشر واضح على أن طيران النظام والمقاتلات الروسية يمتلكان بنك أهداف يتم استهدافها على مراحل، في تحايل واضح على جهود إقليمية ودولية تبذل من أجل التوصل لحلول سياسية تحول دون حدوث كارثة إنسانية من المرجح أن تتجاوز تبعاتها الحدود السورية.
وطيلة سنوات الحرب السورية تعمّد طيران النظام تدمير كل المراكز الصحية والمستشفيات والمستوصفات والمرافق الحيوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، ليزيد من معاناة المدنيين ويدفع المعارضة إلى إبرام اتفاقات "مصالحة" معه. وجاء الروس لتعزيز هذا التوجه الممنهج، فدمّر الطيران الروسي منذ أواخر عام 2015 أغلب المراكز الطبية والمرافق العامة في حلب، وإدلب وريف اللاذقية الشمالي، وريف حمص الشمالي، ودرعا والقنيطرة، وريف دمشق. ومن الواضح أنه يعيد تكرار السيناريو في إدلب وريفها.
كما يأتي استهداف المرافق الحيوية في سياق حرب استنزاف معلنة تشنها قوات النظام ومليشيات تساندها على فصائل المعارضة المسلحة والحاضنة الاجتماعية لها، خصوصاً أن الأخيرة خرجت يوم الجمعة بتظاهرات حاشدة، رافضة توقيع صكوك استسلام للنظام تحت قناع ما يسمّى بـ "المصالحة"، على غرار ما حدث أخيراً في جنوب سورية، والتي تجاوزتها قوات النظام، ولم تلتزم بتعهدات روسية لفصائل المعارضة أبرزها عدم اقتحام المدن والبلدات وشن حملات اعتقال.
من جانبه، أشار وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، فراس الجندي، خلال حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "النظام وحلفاءه الروس والإيرانيون يستهدفون دائماً المستشفيات والنقاط الطبية لإحداث شرخ كبير بين الحاضنة الشعبية والثوار على الجبهات"، موضحاً أن "استهداف المستشفيات والمراكز الطبية يؤدي إلى نزوح المدنيين، ومن ثم تنشأ شبه نقمة على الثوار نتيجة فقدان المرافق العامة والمراكز الصحية"، مضيفاً أن "المستشفيات هدف دائم للنظام وحلفائه الروس والإيرانيين". وتوقع الجندي أن "يواصل النظام وحلفاؤه استهداف المستشفيات والمرافق العامة والحيوية، ما لم تقم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول التي تدعي صداقة الشعب السوري، بلجم هذا النظام من خلال القيام بحظر جوي بالمنطقة".
من جانبها، أشارت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري على معرفاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت، إلى أن "موسكو لا تزال تسعى مع أنقرة لتجنيب المنطقة ويلات الصراع الدموي عبر محاولة إقناع المتطرفين إنهاء تواجدهم الذي يمثل تهديداً مستمراً للأمن الدولي"، مشيرة إلى أن "الجانب الروسي يثمن المساعي المبذولة من قبل أنقرة والرامية إلى إنهاء تواجد أي تنظيمات إرهابية متطرفة شمال سورية بالطرق السياسية". وأكدت دعم موسكو للجهود التركية "في حال كانت كفيلة بالوصول إلى نتائج من دون الحاجة للحلول العسكرية". وفي رسالة تحمل تهديداً مبطناً لفصائل المعارضة السورية ذكرت القناة، أن "استكمال وصول القوات البرية السورية إلى شمال سورية، لا يعني أن قرار الحل العسكري قد تم اعتماده بالفعل".
إلى ذلك، قال المنسق العام السابق للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، في مقابلة متلفزة إن "النظام ليس له إمكانية، ولا العدد، ولا المقدرة العسكرية للسيطرة على هذه المنطقة (إدلب)". ولفت إلى أن "النظام يعيش في أسوأ حالاته"، مضيفاً أن "الجميع يعرف، وحتى بشار الأسد وقياداته يعرفون أنهم تحت حماية ووصاية القوات الخاصة الروسية، حتى الأركان في دمشق تحت حماية القوات الروسية".
وعموماً، فإن حملات القصف المدفعي لقوات النظام، وسلسلة الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية، ومروحيات قوات الأسد، لا تؤشر وفق وتيرتها حتى الآن، إلى أن الروس أعطوا ضوءاً أخضر للنظام لمهاجمة إدلب، حسب ما يرى كثيرٌ من المحللين والمتابعين.