تعاملت واشنطن مع فيروس كورونا، في بداية الأمر، كأزمة خارجية بعيدة عن شواطئها، وخاصة أن الصورة كانت غير واضحة، إضافة إلى الاعتقاد بأن الموجة قد تكون عابرة.
وبقي الأمر كذلك إلى أن بدأ الوباء الصيني يتفشى بسرعة في أكثر من بلد وقارة، وزاد القلق مع تزايد الإصابات والوفيات بوتيرة متسارعة، فحسب"مركز الوقاية ومراقبة الأمراض" الأميركي، بلغ عدد المصابين في العالم أكثر من 77500 والضحايا أكثر من 2600.
وتعد الحصة الأكبر من هذه الأرقام للصين وبعدها إيران، والباب مفتوح بعد انتقال الفيروس إلى عدة بلدان، منها إيطاليا وكوريا الجنوبية وأميركا (53 إصابة)، وبلدان عربية، والخشية الآن أنه ليس من المتوقع العثور على اللقاح المضاد قبل 8 إلى 12 شهراً، وفق تقديرات الجهات الصحية الأميركية غير المتفائلة بحلول سريعة.
مدة طويلة ومكلفة إذا ما تعذرت محاصرة الوباء على الأقل لضبط انتشاره، إذ إن فيروس "سارس" الذي ضرب الصين بين 2002 و2003 أخذ مثل هذه المدة لاكتشاف لقاح له مع أنه كان أقل خطراً حيث أصاب في حينه حوالي 8 آلاف شخص، قضى من بينهم حوالي 700 شخص فقط، قبل أن تتم السيطرة عليه.
اقــرأ أيضاً
وسارع كبار مستشاري ترامب الاقتصاديين إلى بث التهدئة والتقليل من أهمية الانعكاسات السلبية للحالة الصينية.
وفي الوقت ذاته، سارعت الإدارة إلى طلب تمويل طارئ من الكونغرس بقيمة 2 مليار دولار لمواجهة كورونا والإسراع في فك لغزه ومعالجته، ومن المزمع أن ينعقد لقاء، غداً الأربعاء، مع مجلس الشيوخ لوضعه في جو الحالة الطارئة، فالقضية دخلت بقوة إلى الساحة الأميركية، إذ إن القلق مضاعف، صحياً واقتصادياً.
ورغم أن الفيروس محاصر داخل أميركا حتى الآن، لكن لا ضمان لعدم تزايد إصاباته، وفاجأت مشكلته الإدارة، وليس باليد حيلة ولا قدرة على التحكم بالوضع، وينعكس ذلك في حالة الارتباك وغياب التنسيق في مواجهة هذا التحدي الذي ينذر بعواقب مكلفة، صحية وسياسية ـ انتخابية لو استمر التفاقم بالوتيرة نفسها، فالأرقام تتغير كل ساعة، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر.
وهناك تساؤلات بدأت تتردد حول موقف الإدارة من الموضوع وعزوفها عن الانخراط في عملية تطويق الوباء منذ بداية ظهور أعراضه، فهي لم تبدأ بالتحرك الملحوظ إلا بعدما بدأت التداعيات الاقتصادية والمالية تتفاقم وبعدما بدأ يتبين أن العدوى انتشرت وبات من المتعذر ضبطها داخل حدود معينة وأنه لم يتم بعد خنق مصدرها الصيني، فالقدرات الطبية الأميركية هائلة ومن المتوقع أن يستعجل الكونغرس بالموافقة على التمويل الطارئ المخصص لهذا الداء.
وفي الوقت ذاته، يراوح الاعتقاد بين الشك واليقين حول المعلومات الرسمية الصينية بخصوص معركة الصين مع كورونا، مع أن بعض هذه التقديرات مسيس وغير بريء، لكن مما لا شك فيه أن مصلحة الرئيس ترامب في اللحظة الراهنة مربوطة إلى حد بعيد بنجاح الصين في العمل للخروج وبأسرع ما يمكن من هذه المعضلة، أو على الأقل تطويقها، ولو أن ثمة تقديرات تتحدث عن أعطاب وقعت وتحتاج إلى فترة للتصحيح وعودة قطار الإنتاج الصيني إلى سكة ما قبل كورونا.
وتعد الحصة الأكبر من هذه الأرقام للصين وبعدها إيران، والباب مفتوح بعد انتقال الفيروس إلى عدة بلدان، منها إيطاليا وكوريا الجنوبية وأميركا (53 إصابة)، وبلدان عربية، والخشية الآن أنه ليس من المتوقع العثور على اللقاح المضاد قبل 8 إلى 12 شهراً، وفق تقديرات الجهات الصحية الأميركية غير المتفائلة بحلول سريعة.
مدة طويلة ومكلفة إذا ما تعذرت محاصرة الوباء على الأقل لضبط انتشاره، إذ إن فيروس "سارس" الذي ضرب الصين بين 2002 و2003 أخذ مثل هذه المدة لاكتشاف لقاح له مع أنه كان أقل خطراً حيث أصاب في حينه حوالي 8 آلاف شخص، قضى من بينهم حوالي 700 شخص فقط، قبل أن تتم السيطرة عليه.
الفارق كبير بين أرقام الحالتين، وهو ما يبرر المخاوف المتزايدة رغم التطمينات التي أطلقها الرئيس ترامب من الهند بأن الوضع ما زال "تحت السيطرة". وهو تهوين أراد به كبح حالة الهلع التي شهدتها أسواق المال في نيويورك، رداً على الأزمة الصينية الصحية – الاقتصادية. وجاء هبوط مؤشر داو جونز الصناعي 1031 نقطة لينذر بتداعيات قاسية لاستمرار الشلل في أكبر سوق عالمي للتصدير والاستيراد. إنها أزمة تهدد ورقة ترامب الاقتصادية، وهذا آخر ما كان يتوقعه في مثل هذا الظرف الانتخابي.
وسارع كبار مستشاري ترامب الاقتصاديين إلى بث التهدئة والتقليل من أهمية الانعكاسات السلبية للحالة الصينية.
ورغم أن الفيروس محاصر داخل أميركا حتى الآن، لكن لا ضمان لعدم تزايد إصاباته، وفاجأت مشكلته الإدارة، وليس باليد حيلة ولا قدرة على التحكم بالوضع، وينعكس ذلك في حالة الارتباك وغياب التنسيق في مواجهة هذا التحدي الذي ينذر بعواقب مكلفة، صحية وسياسية ـ انتخابية لو استمر التفاقم بالوتيرة نفسها، فالأرقام تتغير كل ساعة، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر.
وهناك تساؤلات بدأت تتردد حول موقف الإدارة من الموضوع وعزوفها عن الانخراط في عملية تطويق الوباء منذ بداية ظهور أعراضه، فهي لم تبدأ بالتحرك الملحوظ إلا بعدما بدأت التداعيات الاقتصادية والمالية تتفاقم وبعدما بدأ يتبين أن العدوى انتشرت وبات من المتعذر ضبطها داخل حدود معينة وأنه لم يتم بعد خنق مصدرها الصيني، فالقدرات الطبية الأميركية هائلة ومن المتوقع أن يستعجل الكونغرس بالموافقة على التمويل الطارئ المخصص لهذا الداء.
وفي الوقت ذاته، يراوح الاعتقاد بين الشك واليقين حول المعلومات الرسمية الصينية بخصوص معركة الصين مع كورونا، مع أن بعض هذه التقديرات مسيس وغير بريء، لكن مما لا شك فيه أن مصلحة الرئيس ترامب في اللحظة الراهنة مربوطة إلى حد بعيد بنجاح الصين في العمل للخروج وبأسرع ما يمكن من هذه المعضلة، أو على الأقل تطويقها، ولو أن ثمة تقديرات تتحدث عن أعطاب وقعت وتحتاج إلى فترة للتصحيح وعودة قطار الإنتاج الصيني إلى سكة ما قبل كورونا.