وهذه هي الكلمة الأولى لخامنئي، بعد اغتيال قائد "فيلق القدس"، الفريق قاسم سليماني، في غارة أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي، فجر الجمعة الماضي، وفي أعقاب الهجمات الصاروخية، الليلة الماضية، أدلى بها في لقاء عام، صباح اليوم الأربعاء، مع مواطنين إيرانيين من مدينة قم، بمناسبة الذكرى السنوية "لهبة قم" عام 1978.
وفي مستهل كلمته، بدأ يكيل خامنئي المديح لسليماني، معتبرا أنه "شخصية شجاعة وحكيمة ورجل عمل يتحدى المخاطر"، مع القول إنه "لم يكن شخصية عسكرية فقط بل كان شخصية سياسية مدبرة أيضا".
وأضاف خامنئي أن سليماني لم يكن متحزبا في السياسة الداخلية، لكنه كان "ثوريا" والثورة كانت "خطه الأحمر"، معتبرا أنه "نجح في إحباط المخططات الأميركية في الشرق الأوسط وفي لبنان والعراق وسورية".
واتهم خامنئي واشنطن بالسعي لتحويل العراق إلى "دولة تابعة لها كالسعودية وإيران في عهد الشاه"، إلا أنه أكد في الوقت نفسه، أن سليماني "أفشل هذا المخطط" الأميركي.
ودعا خامنئي الإيرانيين إلى معرفة "العدو"، قائلا إن "أعداءنا اليوم هم أميركا والكيان الصهيوني وأجهزة الاستكبار العالمي بشركاته ومؤسساته"، معتبرا أن دولا في المنطقة تعارض إيران "ليست عدوا مادامت لا تتحرك ضدنا".
كما أشاد خامنئي بقرار البرلمان العراقي الأخير بإنهاء التواجد العسكري الأميركي في البلاد، معتبرا أنه "قرار جيد للغاية"، مثمنا أيضا قرار البرلمان الإيراني، أمس الثلاثاء بالمصادقة على مشروع مستعجل ضد الولايات المتحدة، وصف الجيش الأميركي بأنه "إرهابي"، ورفع ميزانية "فيلق القدس" 200 مليون يورو لهذا العام الإيراني، الذي ينتهي في 20 مارس/آذار المقبل.
وأضاف خامنئي أنه "من الخطأ الفادح التراجع أمام أميركا"، قائلا إن "البعض يتصور باطلا أنه إذا ما رجعنا إلى الوراء خطوة ستتخلى أميركا عن عدائها".
وعلى صعيد متصل بالتوتر مع واشنطن، خاطب الرئيس الإيراني، حسن روحاني أثناء جلسة الحكومة اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة قائلا: "قطعتم يد سليماني عن جسده فسنجتث أقدامكم من المنطقة". وأضاف روحاني أن واشنطن باغتيالها سليماني "سعت لتحقيق أهداف في المنطقة وداخل أميركا لكنها فشلت".
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على هامش اجتماع للحكومة أن "خروج القوات الأميركية قد بدأ ولا مستقبل لأميركا في المنطقة"، متوعدا إياها بـ"ضربات أكثر صرامة ووجعا إذا ردت" على هجمات فجر اليوم.
وقال ظريف إن "الثأر الحقيقي من الولايات المتحدة هو إخراجها من المنطقة برمتها"، معربا عن أمله أن يكون الرئيس الأميركي، دونالد ترامب و"أعوانه" قد استخلصوا "دروسا" من الضربات الإيرانية.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن هجمات اليوم للحرس الثوري "كانت حقا" لبلاده للرد على اغتيال سليماني، مؤكدا أنها "لا تسعى للحرب لكنها سترد بقوة أقوى على أي هجوم أميركي"، مشيرا إلى أن الحرس "وجه ضربات لبؤرة الفتن والمؤامرة".
وقال ربيعي إن العراق "أصبح موحدا" بعد اغتيال سليماني، مشيرا إلى أن ذلك تحقق "من دون أي تدخل" إيراني.
وهدد ربيعي بأن بلاده ستضرب أراضي دول تستخدمها الولايات المتحدة في أي هجوم محتمل ضد إيران، مشيرا إلى أنه "لا أرقام عن الخسائر الناجمة عن هجمات فجر اليوم".
من ناحيته، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، لوسائل الإعلام، إن هجمات اليوم "كانت انتقاما قاسيا"، مضيفا أن خلال هذه الهجمات "استهدفت قاعدة أميركية مهمة قالوا إنهم صرفوا عليها تكاليف باهظة"، مع تأكيده أن "هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها قاعدة أميركية بشكل رسمي بعد الحرب العالمية الثانية"، معتبرا ذلك "درسا كبيرا" لواشنطن.
وقال إن "تصرفاتنا القادمة تتناسب مع السلوك الأميركي" في التعامل مع هجمات اليوم.