أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة، خليل الحية، اليوم الخميس، أن جهود المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها في ظل تعنت الرئيس محمود عباس، الذي "لا يريد مقاومة شعبية أو سلمية، ولا غير ذلك"، مشدداً على أن "عنوان رفع الحصار عن غزة هو أن يُبنى ميناء للشعب الفلسطيني، وهو ما ستعمل عليه بالقوة أو بالمسيرات الشعبية".
وشدد الحية، خلال برنامج "الصالون الصحافي" الذي نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، بمدينة غزة، على أنه "إلى أن يبنى الميناء يجب أن يكون هناك ممر مائي برقابة الأمم المتحدة للتواصل مع العالم"، مبيناً أن "الجهتين اللتين تسعيان لرفع الحصار عن القطاع هما مصر والأمم المتحدة".
وأوضح القيادي الحمساوي أن هناك توجهاً دولياً لجهة كسر الحصار عن غزة، لكن الجهة المتعنتة حتى اللحظة في تحقيق ذلك هي السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس عباس، مؤكداً على أن "حكومة الحمد الله جزء من الانقسام الفلسطيني، وهي لم تعد حكومة توافق وطني، وغير مؤهلة لإنقاذ المشروع الوطني".
وقال الحية في حديثه إن "الوحدة الوطنية هي مدخلنا الحقيقي والتي نريدها، وهي وحدة قائمة على ما تم التوقيع عليه والاتفاق الوطني الأساسي والوحيد 2011، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من قوى وفصائل المجتمع الوطني، تكون قادرة على مواجهة التحديات وحالة الانقسام، ونريد بناء نظام سياسي فلسطيني قائم على اتفاق 2011، والمتمثل في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وأخيراً الذهاب لانتخابات عامة".
وشدد القيادي في حركة "حماس" على أن "الانتخابات هي المدخل الطبيعي والملاذ الوحيد لحل كل تلك المشاكل"، داعياً إلى انتخابات تشريعية في غضون ثلاثة أو ستة أشهر، مضيفاً: "المصالحة هي خيار حماس الاستراتيجي، ولا انفكاك عنها، ولقد دفعنا الكثير من الاستحقاقات والتنازلات، لكننا لم نواجه إلا بمزيد من العقوبات والانقسام".
وتوجه الحية إلى ما يتردد في الإعلام حول مساعي الحركة لوجود مطار في إيلات، وقال: "هذه كذبة لم نسمع عنها، أنا كمواطن فلسطيني أرفض ذلك، نحن نرفض ذلك إطلاقاً، نريد مطاراً على الأرض الفلسطينية في غزة والضفة، وميناء في غزة".
وحول الأحاديث عن جهود التهدئة، قال: "ما يجري الحديث عنه هو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 2014، ونحن نتكلم أيضاً عن أن الاحتلال منزعج من البالونات الطائرة ومن وصول شبابنا إلى السلك الفاصل، وهذه المسيرات قائمة، ولكن إذا كان ثمن إنهاء الحصار عن غزة إيقاف البالونات (سنوقفها).. نحن ندير هذه العملية بطريقتنا، لكن إذا تراجع الاحتلال عن ذلك.. راح نخرّج 100 ألف بالون، وبدنا نقص السلك بالآلات".
وأخيرا، دعا الحية الأمم المتحدة ومصر إلى "تسريع إنجاز ما عُرض عليهم من فتح المعابر وإنجاز الممر المائي، لكن إذا فشلت الأمم المتحدة بما وعدت به في فتح المعابر والبحر، وتحسين مشكلة الكهرباء، وحل مشكلة الموظفين وبناء البنية التحتية، فإن الجهة التي ترعى محاولات رفع الحصار عن غزة هي المسؤولة، وسنقاتل من أجل كسر الحصار، ونقاوم من أجل رفع العقوبات ونواجه الاحتلال".