نفى عضو المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، عزت الرشق، أن تكون الانتخابات البلدية، التي ستجري في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل في الأراضي الفلسطينية، ووافقت الحركة على المشاركة فيها، بديلا عن المصالحة الفلسطينية، مشددا على أن "هذه الانتخابات خاصة بالبلديات، وغير مرتبطة بملف المصالحة، وليست بديلا عنها".
وفشلت آخر جولة من حوارات المصالحة، والتي جرت في شهر يونيو/حزيران الماضي، في التوصل إلى اتفاق، بعد انسحاب وفد حركة "فتح" من جلسات الحوار، وتراجعه عن ما جرى الاتفاق عليه في ملف الموظفين في غزة، وتفعيل المجلس التشريعي، والقبول بوثيقة الوفاق الوطني، وفقا للناطق الرسمي باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري.
وقال الرشق، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "إجراء الانتخابات البلدية ينبع من رغبة كل الأطراف في تحسين الخدمات المقدمة للشعب الفلسطيني، وتفعيل أداء البلديات، وتحديد إداراتها، بما ينسجم مع إرادة الناس، وتلبية حاجاتهم ومتطلباتهم"، مشددا على أنه "رغم تعثر جهود المصالحة، إلا أننا في حركة "حماس" متمسكون بهدف إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام".
ووفقا لمصادر فلسطينية تحدث إليها "العربي الجديد"، فإنه لم يجر، حتى هذه اللحظة، تحديد موعد جديد لاستئناف الحوار بين "فتح" و"حماس"، لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الفلسطينية. وتوقعت المصادر ألا يجري تحديد موعد جديد قبل الانتهاء من إجراء الانتخابات البلدية وظهور نتائجها.
وكان عدد من قادة "فتح" قد وجهوا دعوات، بعد تعثر جهود المصالحة الفلسطينية، إلى القفز عن النقاط الخلافية في الحوار بين الحركتين، والمتمثلة بمصير الموظفين في غزة، وبرنامج حكومة الوفاق الوطني، والتوجه إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية، كوسيلة لحسم هذه الخلافات، إلا أن قرار حركة "حماس" بالمشاركة في الانتخابات البلدية فاجأ الجميع، في ظل التضييق الممارس عليها، وملاحقتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية المحتلة.
وكانت الحركة قد رفضت المشاركة في الانتخابات البلدية السابقة، والتي جرت عام 2012، فيما حصلت قائمتها "التغيير والإصلاح" في انتخابات عام 2005 على أغلبية مجالس مدن الضفة الغربية.
ووفق مسؤولين في "حماس"، فإن الحركة ستشارك في الانتخابات البلدية المقبلة، في مدن الضفة الغربية، بقوائم من الكفاءات المهنية، القريبة منها، لتقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني.
وتعدّ هذه الانتخابات هي الأولى التي ستجري في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبمشاركة حركتي "فتح" و"حماس" منذ وقوع الانقسام السياسي.
وكان رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، خالد مشعل، قد قال، في كلمة له وجهها أول أمس، بمناسبة تخريج دورة عسكرية للجناح العسكري للحركة "كتائب القسام": "نحن على أبواب انتخابات بلدية محلية، وأعلنا أننا سندخلها، وربما كان البعض يريد اختبارنا"، مضيفا: "لكن حماس تؤمن بالانتخابات والديمقراطية، وبالاحتكام لإرادة الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع، وتحترم نتائج ذلك، ولا تخشاها أبداً"، داعيا إلى ترتيب البيت الفلسطيني، وتجديد بناء المؤسسات الفلسطينية، بما فيها البلديات، مطالبا بـ"الشراكة والانفتاح على كل مكونات المجتمع الفلسطيني".