ونقلت "سكاي نيوز" عن أحد المنشقين قوله، إن "داعش" سلم تدمر للقوات النظامية في إطار سلسلة من صفقات التعاون بين الجانبين تعود لأعوام خلت، بما فيها صفقات لشراء النفط مقابل الأسمدة الزراعية وإخلاء بعض المناطق من قوات التنظيم قبل هجمات جيش النظام السوري.
وتقول الشبكة إن حوالي 22 ألف وثيقة ورسالة، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الملفات حصلت عليها الشهر الماضي، تظهر بشكل جلي ثلاثة حقائق، أولها: اتفاق مع النظام السوري على سحب "داعش" لأسلحته من تدمر.
ثانياً، صفقات لشراء النفط مقابل الأسمدة الزراعية بين النظام و"داعش". وأخيراً ترتيبات لإخلاء بعض المناطق من قبل قوات "داعش" قبل هجوم جيش النظام السوري.
وتقول "سكاي نيوز"، إن كل الصفقات المتفق عليها تُمثل أدلة مباشرة على وجود تواطؤ بين النظام السوري وقادة "داعش".
وتابعت "سكاي نيوز" في تحقيقها، أن أكثر الوثائق إثارة للاهتمام، تلك التي تعود إلى فترة وجيزة قبل استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر الأثرية، إذ تتضمن تعليمات واضحة بـ"سحب جميع الأسلحة الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات ومدافع رشاشة من داخل وحول مدينة تدمر لمحافظة الرقة".
وتورد "سكاي نيوز"، أن ما حصلت عليه من معلومات ووثائق يؤكد وجود اتصالات مباشرة بين النظام السوري وقيادة التنظيم. وأوضح كبير مراسلي "سكاي نيوز" ستيوارت رامسي، أنه سأل أحد المنشقين إذا كان "داعش" يُنسق تحركاته مباشرة مع القوات النظامية الموالية للأسد، وحتى مع روسيا التي دعمت الهجوم على تدمر بغارات مكثفة، فأجابه: "طبعاً".
ومن الوثائق التي عرضتها "سكاي نيوز"، الأمر العسكري الذي أصدره أحد أمراء التنظيم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى رجاله في مدينة القصر، بالانسحاب من المدينة، وبنقل "كل التجهيزات والأسلحة إلى المنطقة المتفق عليها، قبل قصف المدينة من جيش النظام السوري"، وهو الأمر الذي حصل فعلاً في الـ 24 من الشهر نفسه .
وكتب رامسي، أن من الوثائق المثيرة الأخرى التي تحدثت عنها القناة في انتظار نشرها، رسالة بخط اليد ممهورة بتوقيع أحد قادة التنظيم، يطلب فيها "الأمير الداعشي"، من المشرفين على الحواجز الأمنية التابعة للتنظيم، تسهيل مهمة سائق شاحنة وتمكينه من الوصول إلى خط التماس بين خطوط "داعش" والنظام، لمقايضة حمولته من النفط بأسمدة كيمائية سيتسلمها من منطقة خاضعة للنظام مباشرة.
وقالت "شبكة سكاي نيوز"، إن بعض الملفات المسربة تُظهر أن التنظيم يدرب مقاتلين أجانب، لشن هجمات على أهداف غربية منذ فترة أطول بكثير مما كانت الأجهزة الأمنية تعتقد، وأن هذه الخلايا نجحت في الاختفاء عن العيون استعداداً لشن هجمات جديدة على غرار هجمات باريس وبروكسل.
ويقول ستيوارت رامسي الذي أجرى التحقيق، إنه حصل على المعلومات والوثائق بالاتصال مباشرة طيلة الـ18 شهراً الماضية مع مجموعات من الجيش السوري الحر، كانت تتمركز في الرقة قبل انتقالها إلى نقاط عند الحدود مع تركيا وتتولى تهريب المنشقين عن "داعش".