وحمل المهجرون من المدنيين القليل من أمتعتهم وتركوا كل ما يملكون خلفهم في حرستا، ومنهم من ترك منزله كوما من الرّكام بعدما قصفه طيران النظام السوري.
وضمت قافلة المهجرين 30 حافلة حملت 1580 من الأطفال والنساء والجرحى والمرضى، و320 من عناصر المعارضة السورية المسلحة حملوا معهم سلاحهم الفردي، وضمت القافلة أربع حالات مرضية شديدة الخطورة، قضى أحدهم على الطريق.
وفور نزول المهجرين قامت فرق الدفاع المدني والفرق الطبية بنقل المصابين والجرحى إلى المراكز الطبية للإشراف على حالاتهم، فيما قدم الأهالي والمنظمات في المنطقة المساعدة للمدنيين، ونقل بعضهم إلى مخيم ساعد في ريف إدلب الشمالي وبعضهم إلى مخيمات أخرى والقرى والبلدات في حلب وإدلب وحماة.
وتحدث المواطن أبو مالك المهجر من حرستا لكاميرا "العربي الجديد" عن تعرض مدينتهم إلى قصف عنيف من روسيا وإيران، مضيفا: "لم يتركوا أي سلاح محرم لم يستخدموه، وتعمدوا استهداف الأقبية والملاجئ"، متحدثا عن تعرض منزله لقصف بصواريخ "الفيل" ما أدى إلى دمار المبنى بشكل كامل، حيث احتموا بالملجأ.
وتحدث أيضا عن: "انقطاع المواد الغذائية والغلاء في الغوطة الشرقية، وانتشار الفقر بين الناس بسبب الحصار، وأضاف أن جلود الأطفال التصقت بعظامهم من الجوع".
وفضلت أم مالك التهجير مع زوجها وأولادها للحفاظ على حياتهم، على الانتقال إلى مناطق سيطرة النظام حيث المصير المجهول، مضيفة لـ"العربي الجديد" أن "القصف والجوع لم يفارقا حرستا منذ خمس سنوات".
وتحدثت أم محمد عن "تلويح عناصر النظام لهم عند خروجهم من مدينة حرستا ورفعهم صور بشار الأسد، وكأنهم منتصرون على إسرائيل"، قائلة: "الطريق كانت طويلة، تيبست أجسادنا، انتظرنا ثماني ساعات داخل الحافلة على طرف حرستا".
من جهته، أكد أبو محمد المقاتل في "حركة أحرار الشام" أن "الأيام الأولى كانت جيدة في عملية التصدي لقوات النظام، لكن التخاذل من المعارضة، والجوع والحصار أسفروا عن التراجع".
وحمّل أبو محمد أشخاصا من المعارضة المسؤولية عن ذلك واتهمهم بتخزين المواد الغذائية ومنعها عن المقاتلين والمدنيين.
من جهته، حمّل مقاتل آخر من "حركة أحرار الشام" فصيل "جيش الإسلام" مسؤولية "السقوط" في الغوطة، مشيرا إلى أن "جيش الإسلام قام باعتقال المقاتلين ومهاجمة مواقعهم في الغوطة وهو ما أدى إلى تسهيل عملية تقدم النظام في الغوطة".
ومن المتوقع أن يتم تهجير الدفعة الثانية من مدينة حرستا خلال الساعات القادمة ليصل عدد المهجرين إلى قرابة 8 آلاف شخص.