وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن أميركا تبحث هذا التغيير مع مصر وإسرائيل، علما أن الولايات المتحدة تنشر قرابة 700 عنصر في إطار قوة يبلغ تعدادها 1700 عسكري، بموجب معاهدة سلام وقعها البلدان سنة 1979، وتنص على نشر "قوة متعددة الجنسيات" لمراقبة الوضع في شبه الجزيرة.
وأوردت الشبكة الإخبارية، نقلا عن مسؤولين عسكريين أميركيين، رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن التهديدات بشن اعتداءات في شمال شبه الجزيرة في تزايد، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف ديفيس، رفض عند سؤاله من قبل وكالة "فرانس برس" تأكيد أو نفي نقل الجنود، غير أنه أوضح أن الولايات المتحدة "على اتصال دائم مع القوة، وستعدل قدراتها للحماية وفق ما تمليه الظروف".
وتابع ديفيس أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بهدف القوة المتعددة الجنسيات، وبضرورة الحفاظ على معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر".
يذكر أن عنصرا من عناصر من القوة المتعددة الجنسيات أصيب، في سبتمبر/ أيلول الماضي، بجروح عند انفجار عبوة يدوية الصنع على طريق مؤدية إلى قاعدتهم.
ويعد شمال سيناء معقلا للفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية "ولاية سيناء"، الذي يخوض حربا شرسة ضد قوات الأمن قتل فيها مئات الجنود والشرطة.
ولم تتبدّل الأمور في شبه جزيرة سيناء المصرية، منذ أكثر من عام ونيّف، مع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة، والتي يشكو الأهالي من أنهم يدفعون أثماناً باهظة بسببها، وتحديداً نتيجة الصراع الدائر في سيناء بين الجيش المصري والتنظيم الموالي لـ"الدولة الإسلامية".
وفي هذا السياق، يشتكي أهالي شمال سيناء من بعض تداعيات العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة المصرية في عدد من مدن وقرى محافظة سيناء، تحديداً في مدن الشيخ زويد ورفح والعريش، مؤكدين أن مدنيين كثرا يسقطون أثناء سير العمليات ضد المسلّحين.
ويبدي الأهالي تذمّرهم من كثرة الكمائن التي تنصبها القوات الأمنية داخل عدد من المدن، بسبب كثرة عمليات التفتيش التي جعلت من خروجهم، النادر، من منازلهم مشكلة بحدّ ذاتها، مع العلم أنهم لا يخرجون سوى للضرورة القصوى، بسبب هذا التضييق الأمني. ويشير الأهالي إلى أن "الكثير من العناصر المسلحة تتمركز في المناطق الجبلية، وليس بين الأهالي".
كما يصفون كثرة العربات المسلحة والقوات والكمائن العسكرية والإجراءات بـ"التعسفية"، وهي الإجراءات التي جعلت البعض في سيناء، تحديداً عدداً من شيوخ القبائل، يحذرون من مضاعفة العنف والتخريب مستقبلاً وخطورة التداعيات.
وعن سير العمليات العسكرية، يوضح مصدر محلي أن "المواجهات المسلحة الدائرة حالياً بين الجيش والعصابات المسلحة تتركز أغلبها في الشيخ زويد ورفح والعريش، في مساحة لا تتجاوز 30 كيلومتراً من المساحة الإجمالية لسيناء"، مؤكداً أن "الحملات العسكرية المستمرة على قرى ومدن شمال سيناء تسفر عن مقتل عدد كبير من الأشخاص لا ذنب لهم".
ويضيف أن "القيادات الأمنية التي تخطط للحرب على الإرهاب في سيناء تعمل بعقلية تجهل ديموغرافية سيناء، وهذا يصب في صالح غرق سيناء في الوحل، إذ تحولت إلى ثكنات عسكرية، تحديداً بعد كل هجمة، وينتشر معها تبرير التعثّر وتحويله إلى نجاح كبير".