وقال إيغلاند إن "خط الحياة الذي كانت تمدّ عبره مختلف المنظمات الأممية السوريين المحاصرين بالمساعدات انكسر". وعبّر عن أمله بأن تعود الأمور إلى التحسن، قبل أن يستدرك بالقول إن المنظمات الإنسانية تخشى عدم تنفيذ خطة شهر مايو/ أيار إذا ما استمرت الأوضاع الميدانية على حالها.
وعما يقع من مجازر في بحلب، جراء استهداف المدنيين بالقصف الذي طاول المستشفيات كذلك، وصف إيغلاند الوضع بـ"الانهيار الكارثي خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية".
وكشف إيغلاند أن قوافل الإغاثة لا تسلم من القصف والاستهداف، واستشهد بثلاثة قوافل اضطرت منذ مدة قصيرة إلى وقف مسيرها باتجاه المحاصرين، بعد استهداف واحدة منها بقذائف هاون، وتعرض خط سير أخرى لقصف جوي، ما دفع القافلة الثانية للتراجع عن سيرها.
وشدد على أن عمليات استهداف الطواقم الطبية والموظفين الأمميين والمستشفيات واقع يومي، ما يجعل من عمل هؤلاء صعبا جداً. وكشف أن خمسة عمال أمميين قتلوا أخيراً، كما ذكر طبيب الأطفال الذي قتل يوم أمس في قصف جوي على مستشفى بحلب.
وأوضح المتحدث نفسه أن المجموعة الدولية ومعها منظمات الأمم المتحدة تنتظر، اليوم، الترخيص من حكومة النظام السوري للوصول إلى المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إليها.
وعن عدد الذين شملتهم المساعدات خلال الفترة الماضية، كشف إيغلاند أن 255 ألف سوري وصلتهم المساعدات، أي ما يشكل أكثر من 50 في المائة من المحتاجين. واعتبر أن هذا الرقم مشجع مقارنة بالأربعة أشهر الأولى من العام 2015، الذي وصلت فيه المساعدات لنحو 10 آلاف شخص فقط، أي ما كان يعادل حينها 3 في المائة من المحتاجين للإغاثة الإنسانية. كما أورد في حديثه أن 35 منطقة بسورية تحتاج اليوم بشكل عاجل وصول المساعدات إليها، وتحدث عن قرابة 905 آلاف شخص محاصرون داخلها.
وعن واقع الأطفال في سورية، تطرق إيغلاند لمسألة التطعيم والتلقيح ضد الأوبئة، وأوضح أن المنظمات الصحية في حاجة إلى الوصول إلى الأطفال ثلاث مرات في العام على الأقل.
كما دعا إيغلاند حكومة النظام السوري لتحمّل مسؤوليتها تجاه ما يقع، وطالبها بتحمّل مسؤولية ما يرتكبه حزب الله اللبناني في سورية. وأضاف أنه يجب أن تستعد للمساءلة، التي قال إنها قادمة بدون شك.
وذكر المستشار الخاص أن المناطق التي تحتاج اليوم وصول المساعدات بشكل عاجل هي كل من أربين وزملكا وزبدين، موضحاً أن المنظمات الأممية لم تتوصل إلى اتفاق مع حكومة النظام السوري بشأن عدد المستفيدين فيها.
وأنهى إيغلاند مؤتمره الصحافي بخبر إيصال مساعدات إنسانية إلى دير الزور عبر إلقائها من الجو، وعبّر عن أمله بأن يحمل أخبارا جيدة مماثلة في الساعات المقبلة.