وأوضح أيرولت في ختام اجتماع أصدقاء سورية، اليوم السبت، في باريس، أن ما يجري في حلب يشبه التصفية الطائفية، وهذا سيغذي التوترات مستقبلاً. وأضاف أن الحاجة الملحة في حلب وبقية سورية هي إنهاء القصف وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين.
كما شدد الوزير الفرنسي على أن بلاده ترفض أي تدخل دولي هدفه إنقاذ النظام، في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه روسيا للنظام السوري.
ويعول على اجتماع مجموعة أصدقاء سورية الذي شهد مشاركة وزراء خارجية قطر وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة أن يحقق خرقاً لجهة إيجاد سبل إيقاف القتل في مدينة حلب السورية.
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إلى إيجاد الوسائل للعودة لطاولة المفاوضات بشكل عاجل، وشدد على ضرورة فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من حلب.
كذلك أوضح في أعقاب اللقاء أن كل المحاولات لإدخال المساعدات إلى حلب باءت بالفشل، واستدرك قائلاً: "لدينا التزام أخلاقي يتعلق بتخفيف معاناة السكان في سورية وتقديم المساعدات الإنسانية".
ولفت شتاينماير إلى أن "وجود عناصر النصرة في حلب لا يبرر تدمير المدينة تدميراً كاملاً"، مشدداً على أن سقوط حلب لن يعني نهاية القتال لأنه سيستمر في مناطق أخرى في سورية.
وأكد وزير الخارجية الألماني أن داعمي المعارضة السورية لم يتخلوا عن حلب وأنهم سيفعلون كل ما في وسعهم للتوصل إلى حل سياسي.
من جهته، أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في سورية والعودة للمفاوضات.
وجدد آل ثاني التزام قطر بمحاربة الإرهاب في سورية وأهمية الحل السياسي هناك، ولفت في المقابل إلى استمرار النظام السوري في ممارسة سياسة الحصار والتجويع والإصرار على الحل العسكري.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن "القصف العشوائي" الذي يقوم به النظام السوري في حلب يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، داعياً روسيا إلى محاولة "بذل قصارى جهدها لإنهاء ذلك".
ولفت إلى أنه تتم ملاحقة مقاتلي المعارضة في حلب بطريقة تتنافى والقانون الدولي.
كذلك شدد وزير الخارجية الأميركي على أن التوجه للمفاوضات ضروري بعد انتهاء أزمة حلب، مشيراً إلى أنّ الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الحرب في سورية.
وذكر أيضاً أن الطرفين الروسي والأميركي سيجتمعان اليوم في جنيف لإيجاد حل لإنقاذ الأرواح في حلب، معتبراً أن الخيار اليوم في سورية هو الموت في حلب أو الموت في إدلب.
من جانب آخر، انتقد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، تركيز مناقشات اجتماع الدول المتوافقة حول سورية على مطالب نظام بشار الأسد وداعميه، بدلًا من البحث عن حل سياسي للأزمة.
وقال جاووش أوغلو، في حديث لـ"الأناضول"، وقناة "تي آر تي" التركية (رسمية)، عقب مشاركته في الاجتماع الوزاري: "قلنا لهم: ما دمنا نحن الدول المتوافقة نناقش ما يقولونه، لندعو في الاجتماع القادم النظام وداعميه إلى أن نبحث مطالبهم. إن التعامل بهذا المنطق سيؤدي إلى عدم تمخض اجتماع الدول المتوافقة عن أي نتائج".
وبعد تسليط وزير الخارجية على سوء الأوضاع الإنسانية في حلب وصعوبة إيصال المساعدات، أشار إلى أن الدول المشاركة في اجتماع باريس بدأت مناقشاتها ببحث مطالب النظام وداعميه، بانسحاب المعارضة من مدينة حلب، بدلًا من بحثهم كدول متوافقة في الآراء سبل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وانتقد جاووش أوغلو عدم تقديم أي دولة لأي مقترح يتعلق بمصير المدنيين والأطفال، ووقف إطلاق النار في حلب.