يشهد "حزب الدعوة" الحاكم في العراق تصدعاً غير مسبوق، في ظل انقسام الحزب بين معسكري رئيس الوزراء حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي، فيما قررت قيادة الحزب طرد أحد قيادييه، وهو محافظ بغداد الأسبق صلاح عبد الرزاق.
وكشف مصدر سياسي مُقرّب من "حزب الدعوة"، لـ"العربي الجديد"، عن وجود خلافات عميقة داخل الحزب بين جناحي المالكي والعبادي، مبيناً أنّ "الخلاف وصل إلى مرحلة اللا عودة".
وأكّد المصدر عينه، أنّ "جميع الوساطات التي حاولت تقريب وجهات النظر بين الجانبين فشلت"، لافتاً إلى أنّ "الصراع تفاقم بشكل كبير، بعد إعلان رئيس الوزراء العبادي عن حرب جديدة ستنطلق على الفاسدين بعد الانتهاء من "داعش".
وأوضح أنّ "العبادي كان يلمح، في خطاباته الأخيرة، إلى أن المالكي والمقربين منه متورطون بالفساد، فضلاً عن مسؤوليتهم الواضحة في ملف سقوط الموصل بيد تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014"، مذكراً أن العبادي سبق أن وصف المالكي بـ"القائد الضرورة"، في إشارة إلى دكتاتوريته واستبداده.
يشار إلى أن عبارة "القائد الضرورة" كانت تطلق على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على سبيل اللمز، من قبل معارضيه خلال عقود حكمه للبلاد.
وأضاف أنّ "المالكي تحرك لتشكيل جبهة مناوئة للعبادي من خلال استقوائه بمليشيات الحشد الشعبي"، التي تستعد لدخول الانتخابات المقبلة بقائمة انتخابية يترأسها المالكي.
على صعيدٍ متصل، قررت هيئة الانضباط الحزبي في "حزب الدعوة" فصل القيادي في الحزب، محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق، بشكل نهائي، موضحةً في قرار صدر، أمس الثلاثاء، أن الحزب لن يرشح عبد الرزاق لأي منصب تشريعي أو تنفيذي.
وأشارت إلى أن القرار صدر على خلفية تهم الفساد المالي والإداري الموجهة ضده، مؤكّدة أن الاطلاع على الأدلة والاستماع إلى إفادات الشهود أثبتت تورطه بالفساد، فضلاً عن تستره على بعض الفاسدين العاملين معه، ومن بينهم مدير مكتبه، ابن شقيقه حسين الربيعي.
وجاء هذا القرار بعد إعلان عبد الرزاق عن استقالته من "حزب الدعوة"، موضحاً أن سبب الاستقالة هو من أجل أن يكون أكثر حرية واستقلالية.
ولفت إلى أن بعض أحاديثه في وسائل الإعلام جعلته شخصاً غير مرغوب فيه في "حزب الدعوة"، مؤكداً أنه أصبح حرّاً في ما يقول وما يتحدث كونه مستقلا ولا ينتمي إلى أي حزب.
يشار إلى أن محافظ بغداد الأسبق صلاح عبد الرزاق كان من القيادات المقربة للمالكي خلال حكومتيه (2006-2014) وكان مسؤولاً عن حملة الأخير الانتخابية في انتخابات البرلمان عام 2010، واتهم بالقيام بممارسات طائفية خلال فترة توليه منصب محافظ بغداد.