تباهى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بالقوة العسكرية لبلاده التي تمتلك السلاح النووي، معتبراً أنّها "من المستوى العالمي"، في وقت تستعد فيه الجارة كوريا الجنوبية، لاستقبال شقيقته، ضمن تقارب الكوريتين، عشية بدء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وقال كيم الذي أشرف على تسريع البرامج النووية والبالستية الكورية الشمالية، اليوم الخميس، أمام الحشود، خلال عرض عسكري: "لقد أصبحنا قادرين على أن نثبت أمام العالم وضعنا كقوة عسكرية من المستوى العالمي".
ونظّمت كوريا الشمالية، عرضاً عسكرياً ومسيرة، في ساحة كيم إيل سونغ، قبل يوم واحد من افتتاح كوريا الجنوبية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، في مدينة بيونغ تشانغ، والتي تبدأ غداً الجمعة.
وشارك في العرض أكثر من 10 آلاف جندي، بينما احتشد مواطنون كوريون، في ساحات بجميع أنحاء العاصمة بيونغ يانغ، وحملوا باقات من الزهور وشعارات للحزب الحاكم.
وقال مسؤول كوري جنوبي، لـ"أسوشييتد برس"، إنّ "عشرات الآلاف شاركوا أو شاهدوا العرض العسكري الذي شهدته بيونغ يانغ، اليوم".
وأضاف المسؤول، شريطة عدم الكشف عن اسمه، تماشياً مع قواعد الحكومة، أنّه لم يتضح بعد ما إذا كانت كوريا الشمالية استخدمت أسلحة، مثل صواريخ باليستية عابرة للقارات، خلال العرض.
وذكرت كوريا الشمالية أنّ العرض يأتي احتفالاً بالذكرى السبعين لتأسيس جيشها.
إلى ذلك، يعتزم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، الاجتماع مع شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، ومسؤولين آخرين قادمين إلى كوريا الجنوبية، غداً الجمعة، للمشاركة في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وقال المتحدث باسم مون، كيم إيوي-كيوم، اليوم الخميس، إنّ المندوبين الكوريين الشماليين سيحضرون مراسم افتتاح الألعاب، مساء الجمعة.
وأضاف كيم أنّ "مون سيقيم مأدبة غداء مع المندوبين الكوريين الشماليين، يوم السبت، ولكنه لم يقدم موعداً ومكاناً دقيقين".
وستكون كيم يو جونغ، أول عضو من العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية، يزور كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية التي جرت في الفترة من 1950 إلى 1953.
وسيضم وفد كوريا الشمالية أيضاً رئيس الدولة الشرفي كيم يونغ نام.
واتفقت الكوريتان، في يناير/كانون الثاني الماضي، على مشاركة رياضيين من كوريا الشمالية في ألعاب بيونغ تشانغ، وأن يشاركا بفريق نسائي موحد لمنافسات الهوكي على الجليد، وأن يسيرا تحت علم واحد في مراسم الافتتاح.
وسعت سيول ومنظمو الألعاب إلى الترويج لألعاب بيونغ تشانغ، بوصفها "أولمبياد السلام" لفتح باب أمام الحوار مع الشمال النووي، الذي تبادل التهديدات مع الولايات المتحدة في السنة الماضية.
في المقابل، قالت كوريا الشمالية إنّها "غير مهتمة" بلقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، خلال تواجده في كوريا الجنوبية، لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، اليوم الخميس، عن مسؤول بوزارة الخارجية لم تذكر اسمه، قوله إنّه "ليس لدينا نية للقاء الجانب الأميركي خلال فترة تواجدنا بكوريا الجنوبية".
وأضاف "لن نستخدم مثل هذه الفعاليات الرياضية مثل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية كرافعة سياسية. ليس هناك حاجة للقيام بذلك".
ووصل بنس، اليوم الخميس، إلى كوريا الجنوبية، حيث يتطلع لدفع الدولة الحليفة للولايات المتحدة لتبنّي موقف أكثر تشدًداً إزاء كوريا الشمالية.
ويقود بنس البعثة الأميركية، خلال مراسم افتتاح دورة ألعاب بيونغ تشانغ، كما سيشارك في فعاليات رمزية يروّج فيها لرؤية بلاده حيال البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وانتهاكها لحقوق الإنسان.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، وقبيل توجّهه جواً إلى كوريا الجنوبية، أبدى بنس، رغبة الولايات المتحدة، في تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية "سلمياً"، لكنّه حذّر بيونغ يانغ، في الوقت عينه، من "الاستهانة" بالقوة العسكرية للولايات المتحدة، مؤكداً أنّ "جميع الخيارات مطروحة".
وقال بنس، في كلمة للقوات الأميركية، في قاعدة يوكوتا الجوية في اليابان، بحسب "رويترز"، إنّ "قواتنا مستعدة وأمتنا قوية الإرادة"، مضيفاً أنّ "أميركا تقف بقوة مع شعب كوريا الجنوبية الفخور والحر، وستفعل ذلك دوماً".
وكان بنس قد وصل إلى اليابان، أول من أمس الثلاثاء، والتقى رئيس الوزراء شينزو آبي، ضمن جولة آسيوية.
(العربي الجديد)