وأكّد ظريف أنّ بلاده ستزيد من تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، إذا أخفقت الأطراف الأوروبية الموقعة عليه في حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية.
من جهته، رأى لافروف أنّ نهج واشنطن سيجبر الإيرانيين على خفض التزاماتهم في الاتفاق النووي، قائلاً: "نعتقد أن الوضع المحيط باتفاق إيران النووي نتيجة مباشرة لسياسة واشنطن الهدامة". وشدّد على أن مبادرات فرنسا بشأن إيران يجب أن تبقى ضمن حدود الاتفاق النووي.
ويأتي موقف ظريف من موسكو بُعيد إعلان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، خلال مؤتمره الصحافي، اليوم الإثنين، أن "تقارباً حصل في وجهات النظر حول كثير من النقاط" بشأن تنفيذ الاتفاق النووي في مباحثات بلاده مع فرنسا، مؤكداً في الوقت نفسه أن "أمام أوروبا الفرصة حتى يوم الجمعة المقبل" لتنفيذ تعهداتها قبل أن تقدم إيران على تنفيذ المرحلة الثالثة من خفض التزاماتها النووية بعد انتهاء مهلة الستين يوما الثانية.
وأضاف ربيعي، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية، أن "عدم تنفيذنا المرحلة الثالثة يتوقف على تصرف الطرف الأوروبي"، لافتاً إلى أنه "إذا لم تكن أوروبا قادرة على تنفيذ تعهداتها، فليس من المنطقي أن تلتزم بها إيران".
وفي السياق، أوضح أن استراتيجية إيران تجاه الاتفاق النووي "هي التعهد مقابل التعهد"، مشيراً إلى أنها اتخذت سياسة التقليصات بغية "عودة بقية أطراف الاتفاق إلى التزاماتها"، مؤكداً أن خفض التعهدات "ليس بهدف إجهاض الاتفاق النووي".
وأضاف أن زيارة مساعد الشؤون السياسية للخارجية الإيرانية عباس عراقجي، مع مندوبين من وزارة النفط والبنك المركزي الإيرانيين، اليوم الإثنين، إلى باريس، تهدف إلى إجراء مباحثات مع الجانب الفرنسي حول تصدير النفط الإيراني والحصول على عوائده. واعتبر ربيعي أن إيران "لا تواجه عزلة اليوم" وأنها "تتحرك إلى الأمام"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، سيزور إيران قريباً، وأن اليابان "أبدت رغبتها" بتعزيز العلاقات الثنائية.
وتنتهي الخميس المقبل مهلة الستين يوماً الثانية، التي منحتها إيران في السابع من يوليو/تموز الماضي للأطراف الأوروبية بعد تدشين المرحلة الثانية من وقف تعهدات نووية، بعد انتهاء مهلة الستين يوماً الأولى.
طهران ترحّب باقتراح روسي لتأمين الخليج
إلى ذلك، أعلن ظريف أنّ بلاده ترحّب باقتراح روسي لتأمين منطقة الخليج، وقال إنه لا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي إلا من خلال التعاون بين دول الخليج، في حين اتهم لافروف الولايات المتحدة و"بعض حلفائها في الشرق الأوسط"، بمحاولة استفزاز إيران، مشدداً على ضرورة حل المشاكل في الخليج وبين دول المنطقة عن طريق الحوار.
وأكد لافروف أنّ روسيا وإيران ستتخذان مزيداً من الإجراءات لحماية العلاقات الاقتصادية من العقوبات الأميركية.
العلاقات الثنائية
وفيما يتضح من السياسة الخارجية الإيرانية، خلال العام الأخير، استدارة نحو الشرق بعد فشل الاتفاق النووي في إنهاء التوتر في العلاقات الإيرانية الغربية منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن علاقات إيران وروسيا "اليوم في أفضل حالاتها خلال العقود الماضية"، مشيراً إلى أنهما بصدد تعزيزها في مختلف المجالات.
وفي السياق، أضاف ظريف أن رؤساء البلدين "سيلتقيان مرتين على الأقل حتى نهاية العام على هامش مؤتمرات دولية"، مشيرا إلى اجتماع اللجنة المشتركة بين إيران وروسيا في موسكو ليقول إن "هذه اللقاءات والمشاورات تظهر عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين".
وأوضح أن "العلاقات الثنائية شهدت تقدماً كبيراً في مجالات الطاقة والنقل والتعاون حول السلام والأمن الدوليين".
وفي السياق، عرج ظريف على التعاون الإيراني الروسي في سورية، معلناً أن قادة إيران وروسيا وتركيا سيلتقون قريبا لإجرار حوار حول الموضوع السوري.