وقعت مواجهات عنيفة في النقب، بين سكان قرية أم الحيران، وبين قوات من الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، بعدما جرى اقتحام القرية في ساعات الصباح الأولى، بهدف تجريف أراضي القرية وبيوتها بدعوى أنها غير مرخصة، ولاسيما أن الحكومة الإسرائيلية لا تعترف بقرية أم الحيران، ووضعت في الأعوام الأخيرة مخططا عنصريا يقضي بإزالتها كليا، وترحيل أهلها عنها، لإقامة مستوطنة يهودية في المكان تحت اسم حيران.
وكانت آليات وجرافات الحكومة الإسرائيلية قد بدأت، منذ الأسبوع الماضي، بأعمال تجريف وبنى تحتية، تمهيدا لإقامة المستوطنة الجديدة، فيما واصلت التضييق على سكان قرية أم الحيران، بغية دفعهم للرحيل عن قريتهم.
وبموازاة ذلك، تحاصر السلطات الإسرائيلية، منذ أكثر من أسبوع، قرية العراقيب، في النقب هي الأخرى، بعد هدمها للمرة 101، عبر خوض مواجهات مع سكان القرية وشن حملة اعتقالات طاولت قاصرين ونساء، في محاولة لإرهاب الأهالي.
وتصعد حكومة بنيامين نتنياهو، منذ فشل مخططها الاقتلاعي السابق الذي عرف باسم "مخطط برافر"، من قبضتها على أكثر من 40 قرية عربية فلسطينية في صحراء النقب، ترفض حكومات الاحتلال الاعتراف بها، أو مدها بالخدمات الأساسية، مثل الماء والكهرباء، والتعليم والصحة، بزعم أن هذه لقرى التي يقطنها أكثر من 40 ألف فلسطيني مقامة بشكل غير قانوني، ويقوم بعضها على أراضي دولة.
وتحاول الحكومة الإسرائيلية، في السنوات الأخيرة، إغراء سكان هذه القرى بالرحيل من قراهم، والانتقال للسكن في بلدات "دائمة" تقترح إقامتها، مع توفير كافة الخدمات الأساسية فيها، مقابل تسوية "قضية الأراضي في النقب"، حيث يسعى الاحتلال إلى مصادرة نحو مليون دونم من الأراضي يملكها سكان هذه القرى، وتدعي إسرائيل أن ملكيتها غير مثبتة، وأن قسما منها أراضي دولة، مع أن أصحابها يملكون طابو رسمياً يؤكد ملكيتهم لها.
واستنكر المجلس الإقليمي للقرى العربية غير المعترف بها في النقب، وهو هيئة أهلية وطنية، الاعتداء على قرية أم الحيران. وقال، في بيان عممه على وسائل الإعلام في الداخل، إن "ممارسات حكومة إسرائيل في قرية أم الحيران وباقي قرانا الصامدة ما هي إلا تعبير صارخ عن التوجه العنصري لهذه الحكومة، والتي تستعدي سكان النقب العرب وتعتبرهم تهديدا يجب السيطرة عليه وقمعه".
ودعا المجلس العرب في الداخل إلى "التكاتف والوقوف صفا واحدا أمام هذه السياسات العنصرية الظالمة، حتى إحقاق الحق ونيل المطالب في العيش الكريم"، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بـ"تنفيذ مخططات سلب الحقوق ونهب الأرض وتهجير الأهالي".