سيناريو جديد لمقتل ريجيني: عنصر أمني أوعز لعصابة بخطفه

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
25 سبتمبر 2016
BF2F1B5C-A3F3-4CAC-90CE-7FA69EE0B95F
+ الخط -
كشف مصدر قضائي مصري أن النيابة العامة تحقق حالياً في معلومات جديدة وصلتها في قضية مقتل الباحث الإيطالي، جوليو ريجيني، وتطرح احتمال تورط عصابة تابعة لأحد العناصر الأمنية في خطفه وقتله مطلع العام الحالي في القاهرة. وأوضح المصدر في تصريحات خاصة أن النيابة تلقت من جهاز أمني معلومات جديدة تفيد بعلاقة بين أحد العناصر الأمنية البارزة في وزارة الداخلية وبين عصابة يستخدمها للتواصل مع مشتبه فيهم أو تصفية حسابات مع أشخاص بعينهم خارج إطار القانون، وأن هذا العنصر الأمني كان مسؤولاً عن متابعة ريجيني وجمع معلومات عنه قبل حلول ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني مطلع 2016. وأضاف المصدر أن المعلومات الجديدة وردت النيابة بعد عودة النائب العام المصري، نبيل صادق، من روما حيث التقى المدعي العام للعاصمة الإيطالية، جوسيبي بينياتوني، في 8 و9 سبتمبر/أيلول الجاري. وكشف صادق رسمياً ولأول مرة عن مراقبة جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني) بوزارة الداخلية لريجيني في يناير الماضي لفترة محدودة قبل أن يصرف الجهاز نظره عنه، على خلفية بلاغ قدمه رئيس النقابة المستقلة للباعة المتجولين.

وأكد المصدر أن فريق النيابة المكلف بمتابعة القضية يبحث هذه المعلومات الجديدة "بجدية" على ضوء معلومات أخرى أكدتها وزارة الداخلية تفيد بأن ملف ريجيني في جهاز أمن الدولة يثبت عدم علم قادة هذا الجهاز به بشكل مباشر، وبعدم حضوره أو إحضاره إلى أي من مقراته بالقاهرة.

وذكر المصدر أن "هناك سوابق عديدة لعدد من القيادات الأمنية في التعامل مع عصابات على درجة عالية من الخطورة والخبرة لمساعدة الأمن في الاختراق أو التحكم في شخصيات بعينها خارج إطار القانون، على أن تتم الاستفادة من هذا الاختراق في ما بعد بقضايا تفحصها الشرطة أو أجهزة أمنية أخرى". واستطرد قائلاً إن "هذه المعلومات تضاعف عمل النيابة لأنها ستبحث في اتجاهات جديدة، كعلاقة التشكيل العصابي الجديد المذكور بشخصيات أمنية، وبطبيعة الجرائم التي ارتكبها سابقاً، فالمطلوب معرفة ما الذي كان العنصر الأمني يريده من ريجيني"، وفق المصدر.

وحول احتمال أن تكون هذه المعلومات مقدمة لتضليل النيابة العامة أو تقديم كبش فداء في القضية، شدد المصدر على أن "هذا الأمر وارد" لكن "النيابة تتعامل مع كل الاحتمالات، ولا يمكنها الحكم على أي معلومات تردها بأنها سلبية أو مضللة قبل إخضاعها للتحقيق والفحص"، مشيراً إلى أن "النيابة العامة أثارت، بشكل علني، شكوكاً في رواية الشرطة حول ضلوع العصابة التي قتل أفرادها في التجمع الخامس في الجريمة بعد التأكد من ضعف الأدلة على ذلك".

وفي سياق التعاون مع الجانب الإيطالي، قال المصدر القضائي نفسه إن "التعاون أصبح أكثر إيجابية بعدما اقتصر التعامل على أعضاء النيابة من الطرفين من دون ممثلي الشرطة"، مشيراً إلى أن "القاهرة تبلغ روما بكل ما يستجد في القضية بناء على اتفاق بين النائبين العامين، وأن الجانب الإيطالي له قراءته الخاصة للحادث لكن لا يريد تغليبها قبل التحقيق في جميع المعلومات الواردة من مصر"، بحسب المصدر.

تجدر الإشارة إلى أن النيابة المصرية سلمت نظيرتها اﻹيطالية سجلات بتوقيت وأماكن المحادثات الهاتفية لعدد من الأشخاص الذين ذكرت أسماؤهم في التحقيقات كأصدقاء وزملاء عمل ومتعاونين مع ريجيني في دراساته بشأن النقابات المستقلة للعمال في مصر. وتثير بعض الأجهزة الأمنية المصرية والشخصيات المتصلة بها شكوكاً حول أن ريجيني كان جاسوساً لأجهزة استخباراتية أجنبية، وأنه راح ضحية خلافات سرية بين هذه الأجهزة، في حين أكدت وزارة الداخلية للنيابة العامة أنها تبينت قبل مصرع ريجيني عدم وجود أهمية أمنية تذكر لأنشطته في مصر، وهو ما يضاعف غموض الحادث. وأجرت النيابة تحقيقات خلال الشهرين الماضيين مع عدد من الشخصيات التي تعامل معها ريجيني على خلفية أبحاثه ودراساته، ومنها قيادات نقابية عمالية وناشطون حقوقيون، وصرفتهم جميعاً بعد سماع أقوالهم على سبيل الاستدلال دون توجيه أي اتهامات إليهم.



ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
مرفأ الإسكندرية، 31 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

قدمت السلطات المصرية روايات متضاربة حول السفينة كاثرين التي تحمل متفجرات لإسرائيل. فبعد نفي لمصدر مصري استقبال السفينة صدر بيان لوزارة النقل يثبت وجود السفينة.
الصورة
تطالب جمعيات رعاية الحيوان بتعامل رحيم مع الكلاب (فريد قطب/الأناضول)

مجتمع

تهدد "كلاب الشوارع" حياة المصريين في محافظات عدة، لا سيما المارة من الأطفال وكبار السن التي تعرّض عدد منهم إلى عضات استدعت نقلهم إلى المستشفى حيث توفي بعضهم.
الصورة
جنود صوماليون خلال تدريبات في مقديشو، 26 مايو 2022 (إرجين إرتورك/الأناضول)

سياسة

تبادلت مصر وإثيوبيا رسائل تحذير عسكرية أخيراً، على خلفية الوضع في الصومال وإقليم "أرض الصومال"، مع وصول سفينة محمّلة بالأسلحة من القاهرة إلى مقديشو.