وصل وفد أمني مصري، بعد ظهر اليوم الخميس، إلى قطاع غزة، قادماً من تل أبيب، لبحث سبل تنفيذ تفاهمات التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار الذي أبرم قبل أيام قليلة، عقب جولة عنيفة من التصعيد العسكري، أدت إلى استشهاد 27 فلسطينياً، وإصابة 154 بجراح مختلفة.
وتأتي الزيارة بعد يومٍ واحد من عودة وفدي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من القاهرة إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، عقب مباحثات بدأت قبيل العدوان الأخير، وكان الهدف منها مناقشة المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ تفاهمات "كسر الحصار عن غزة".
ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأمني المصري بقيادات الفصائل الفلسطينية، وخاصة قيادة "حماس"، لبحث سبل استمرار الهدوء في القطاع.
وتمكنت جهود مصرية وقطرية وأممية من تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، لكن استمرار الهدوء منوط بالتزام إسرائيل بتنفيذ تعهداتها للقطاع، خاصة المتعلقة بالسماح بإدخال أموال المنح والمساعدات الإنسانية، والبدء في خطوات كسر الحصار المفروض منذ أكثر من 13 عاماً.
وعلى الأرض، لم يتغير شيء، إذ استمرت إسرائيل في إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري وبحر غزة في وجه الصيادين منذ بدء العدوان، من دون معرفة سبب هذا الإغلاق، رغم إعلان وسائل إعلام إسرائيلية أنه نتيجة للأعياد اليهودية.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب رئيس حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، أنّ الأخير وعضو المكتب السياسي للحركة روحي مشتهى، أنهيا زيارة لمصر.
وقال تصريح أصدره مكتب السنوار، إنّ القياديين "أجريا العديد من اللقاءات مع وزير الاستخبارات المصري اللواء عباس كامل، وقيادة جهاز الاستخبارات العامة، وفي مقدمتها المباحثات الخاصة بوقف العدوان الصهيوني الغاشم الأخير على شعبنا".
وأكد الوفد "حرص الحركة وتمسّكها الثابت والأكيد باستعادة الوحدة ورصّ الصفوف، لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالقضية ومشاريع التصفية، وعلى رأسها صفقة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب. كما بحث الطرفان العلاقات الثنائية بين الحركة ومصر، والتي أكد خلالها وفد الحركة أهمية ومحورية الدور المصري في القضية الفلسطينية".
وخلال الزيارة، عقد وفد "حماس" لقاءات عدة مع قيادة حركة "الجهاد الإسلامي" برئاسة أمينها العام زياد النخالة، ناقش فيها الطرفان سبل تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني، وتطوير قدراتها بصفتها الدرع الحامي للشعب، لتجبر العدو على الخضوع لإرادته وتمكنه من انتزاع حقوقه.
وتناولت اللقاءات الخطة الوطنية لمواجهة "صفقة القرن"، وسبل استعادة الوحدة الوطنية، وآفاق تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وثباته على طريق التحرير والعودة، وأكدت اللقاءات على تجذّر العلاقة، ووحدة الموقف بين الحركتين، وفق تصريح مكتب السنوار.