وإن كان غياب السياسيين في يومٍ ما أمراً معقولاً سياسياً، إلا أن غياب السبسي ليوم واحد، هو يوم العيد، أعاد إليه كل الأضواء. وبرهن من جديد على أن الرئيس ينجح أيضاً في الحضور بالغياب، ويدفع إلى أن يدور الحدث السياسي في تونس في فلكه، وحوله.
وقد تحوّل غياب السبسي عن صلاة العيد، إلى حدث سياسي بامتياز، بدأ شعبياً بحملة طريفة تحمل وسم "أين الرئيس"؟ وتحوّل فجأة إلى لعبة شائعات غير بريئة مطلقاً، بدأت صباح السبت، بالإشارة إلى أن "السبسي مريض"، وانتهت مساءً بـ"الترويج لخبر وفاته"، مع نسب الخبر إلى مصدر سويسريّ، واتهم البعض حزب الرئيس السابق المنصف المرزوقي بترويجها. ما دفع حزب المرزوقي إلى التوضيح، بعد اتهامه باطلاً بترويج الشائعة، معتبراً أن "الشائعة في حدّ ذاتها عمل غير أخلاقي"، مؤكداً أنه "لا يتخفى اذا أراد اعلان موقف من الرئيس". كما اضطر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إلى التأكيد أن السبسي بصحة جيدة ويمارس نشاطه بصفة عادية.
ونفى المتحدث في تصريح لوكالة الأنباء التونسية ما وصفه بـ"الإشاعات حول صحة رئيس الجمهورية التي أوردتها بعض المواقع الإخبارية المشبوهة"، مؤكداً أن "السبسي سيلتقي اليوم الاثنين، رئيس الحكومة الحبيب الصيد (في فرصة أخيرة لتقديم استقالته بحسب بعض المصادر)".
وتقود حملة نهاية الأسبوع حول السبسي إلى استنتاجين هامين، أولهما أنه برغم كل ما يمكن أن يقال حوله، يستحوذ رئيس الجمهورية على المشهد ويتقاسمه مع قلّة من الفاعلين السياسيين. والثاني أن التونسيين لم يبرؤوا بعد من النظام الرئاسي، تأكيداً على مقولة راجت منذ أشهر في الوسط التونسي، مفادها أنه "في تونس نظام برلماني لشعب رئاسي".