يجد رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، نفسه اليوم معزولاً عن باقي كتل التحالف الوطني الحاكم في العراق، إذ فشل، حتى الآن، في بلورة تحالف، على غرار الآخرين تحضيراً للدخول في الانتخابات، المتوقع أن تجرى في 15 مايو/أيار المقبل. فبعد أيام قليلة من إعلان كتلة "بدر"، الانفصال عن "ائتلاف دولة القانون"، بزعامة المالكي، وتوضيحها، في بيان، أنها ستشارك في "الانتخابات خارج إطار ائتلاف دولة القانون"، قال قياديون في فصائل عدة من مليشيات "الحشد الشعبي" إنهم سيشاركون في الانتخابات بشكل منفصل عن باقي الأحزاب، ومنها كتلة "دولة القانون"، وذلك "بعد تقديم قيادات وأسماء بارزة في الفصائل استقالتها من العمل المسلح بحسب شروط مفوضية الانتخابات التي وضعتها أمام الحشد الشعبي". في هذا الوقت، قال مقرب من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إن الأخير يستعد لدخول الانتخابات في "قائمة منفردة بعيداً عن نوري المالكي".
من جانبه، قال أحمد الأسدي، المتحدث باسم "تحالف مجاهدون"، الذي أعلنت 8 فصائل من مليشيات "الحشد الشعبي" تشكيله لخوض الانتخابات، وهو نفسه المتحدث السابق باسم "الحشد"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "التحالف الجديد يضم قوى مختلفة تتفق على نفس الرؤى والأهداف، ولا ينحصر فقط بالحشد الشعبي، بل نرحب بقوى أخرى تتفق معنا، والباب لم يغلق بعد". ورداً على سؤال عن سبب عدم الاشتراك مع المالكي بقائمة انتخابية واحدة، قال "لم نحسم الموضوع، حتى الآن، ولكن نكرر أن من يحدد ذلك هو ما يتفق مع أهداف وشعارات "تحالف مجاهدون"، وضمن مصلحة الشارع العراقي" وفقاً لقوله. وأوضح القيادي في التحالف الوطني الحاكم في العراق، جاسم محمد جعفر، لـ"العربي الجديد"، أن "أغلب الحديث أن الحشد الشعبي لن يكون في قائمة واحدة، بل سيتوزع على قوائم انتخابية"، مبيناً أنه "لا يوجد شيء نهائي حول من سيكون مع من". من جانبه، قال القيادي في مليشيا "الحشد الشعبي"، فلاح الساعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "التحالف الجديد سيكون جديداً بكل معنى الكلمة، ولا يضم وجوهاً سياسية بل شخصيات قاتلت داعش، واستقالت من العمل العسكري بعد التغلب عليه"، مؤكداً أن "وجود المالكي في التحالف لن يكون صحيحاً، فدخوله في قائمة الحشد الرئيسية سيكون وكأنه شارك في النصر على داعش، في حين أن العكس صحيح، وهناك غالبية من العراقيين تحمله مسؤولية ما وصلت إليه حال البلاد اليوم". وأشار إلى أن "هناك قوائم صغيرة لفصائل ثانوية من الحشد الشعبي قد تقبل الاشتراك مع نوري المالكي".