وكانت السلطات الأمنية العراقية قد أصدرت، صباح الإثنين، بياناً جديداً قالت فيه إن قوات مشتركة باشرت عملية أطلقت عليها تسمية "أسود الصحراء"، تستهدف تفتيش مناطق وداي حوران، والحسينيات، والكعرة، ووادي الحلكوم، ومناطق أخرى في الصحراء الغربية للعراق وصولاً إلى الحدود الدولية مع سورية، وذلك بعد يوم واحد من الإعلان عن عمليات مماثلة في محافظتي صلاح الدين وديالى، لملاحقة المتورطين في الاعتداءات الدامية التي شهدتها كلّ من المحافظتين.
وبحسب مصادر عسكرية عراقية في الأنبار، فإن انتحاريين اثنين تمت محاصرتهما داخل مسجد في قرية قرب قضاء حديثة غربي الأنبار من قبل مقاتلي العشائر، ما دفعهم إلى تفجير نفسيهما من دون أية خسائر تُذكر، كما تم تدمير سيارة محملة بالمتفجرات كانت على مقربة من المسجد حاول المسلحان إيصالها إلى مقربة من مدينة حديثة، رابع كبرى مدن الأنبار.
وقال ضابط عراقي في رئاسة أركان الجيش ببغداد لـ"العربي الجديد"، إن العمليات الحالية جميعها مبنية على معلومات استخبارية مسبقة، ولا تتم بشكل عشوائي، مضيفاً أن القوات العراقية المشتركة تتوسع في العمليات والهجمات وستفرض خطة جديدة تعزل المناطق الصحراوية والجبيلة وغير المأهولة عن المدن، كما ستراجع إجراءات المراقبة والمتابعة داخل المدن نفسها، بحثاً عن أية خلايا أو متعاونين مع التنظيم. وأشار إلى عدم وجود موعد محدد لنهاية سلسلة العمليات العسكرية الحالية، مؤكداً أنها قد تستمر على مدى شهر رمضان الحالي، أو لحين تحقيق أهدافها.
وسجلت الأيام الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في هجمات تنظيم "داعش" في العراق، والتي ألحقت خسائر في صفوف القوات الأمنية و"الحشد"، وسط دعوات برلمانية وسياسية إلى تنفيذ عمليات عسكرية استباقية لوقف هجمات التنظيم.
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد شنّ، ليل الأحد-الاثنين، هجمات على ثلاث مناطق في محافظة ديالى شرقي العراق، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من القوات العراقية و"الحشد العشائري". ووفقاً للعقيد رفعت المحلاوي، من قيادة عمليات البادية والجزيرة التابعة للجيش العراقي، فإن الهجمات الإرهابية الأخيرة انطلقت من مناطق خالية خارج المدن، حيث يجري الجيش والقوات المساندة له عمليات تمشيط واسعة منذ يومين.
وأضاف المصدر نفسه، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن ثمّة تقدّما على مستوى عمليات التفتيش، كما أن ثمة انسيابية في المعلومات التي يقدمها المواطنون عموماً بشكل طوعي، بشأن تحركات الغرباء والتحركات المشتبه بها.
وكانت وزارة الدفاع العراقية قد ذكرت أنه تم الإثنين ضبط 70 عبوة ناسفة مختلفة الأنواع، وتمّ العثور على خمسة أنفاق تعود لعناصر من داعش، في صلاح الدين شمالي البلاد، مؤكدة في بيان لها أنه تم قتل مسلحين داخل سيارة رباعية الدفع أثناء محاولتهم مهاجمة حقل عجيل النفطي قرب تكريت مركز المحافظة من دون أن يذكر البيان عددهم أو أية تفاصيل أخرى.
في هذه الأثناء، أصدرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، بياناً، مساء الإثنين، قالت فيه إنها بحثت مع رئيس أركان الجيش العراقي وقائد القوات البرية، أسباب الهجمات الأخيرة على مواقع الجيش العراقي والحشد الشعبي من قبل مسلحي "داعش".
وبحسب البيان، فإن "رئيس لجنة الأمن والدفاع النائب محمد رضا اجتمع برئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول ركن عثمان الغانمي، وقائد القوات البرية الفريق الركن جمعة عناد، وبحث معهما أسباب الهجمات الأخيرة على مواقع الجيش العراقي والحشد الشعبي من قبل عصابات داعش التكفيرية. وأشار البيان إلى أن "الاجتماع ناقش سبل التصدي لتلك الهجمات وضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي للقوات المسلحة، من دون مزيد من التفاصيل.
في حين حذّر النائب عن محافظة ديالى في البرلمان العراقي، عبد الخالق العزاوي، الاثنين، من وجود ما وصفه بـ"ثغرات" يستغلها تنظيم داعش في ملف الأمن بين حدود ديالى وصلاح الدين شرقي البلاد وشماليها، مضيفاً في تصريحات له بأن معالجة مسألة الحدود بين المحافظات باتت ضرورة ملحّة.