كرّس افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الخميس، مقرّ ما يُسمّى بـ"الأسطول الجنوبي"، في مدينة سفاجا، توجّه النظام المصري لتوسيع النفوذ في البحر الأحمر، وهو ما سبق أن كشفت عنه مصادر لـ"العربي الجديد". وشهد السيسي عروضاً عسكرية لكتيبة قوات خاصة جديدة بالبحرية المصرية، فضلاً عن رفع علم مصر على حاملة الطائرات جمال عبد الناصر من طراز "ميسترال"، التي ستكون تابعة للأسطول البحري الجنوبي. واستقبلت مصر حاملة الطائرات هذه في 23 يونيو/حزيران الماضي، حين وصلت إلى القاعدة البحرية برأس التين في الإسكندرية، عقب الانتهاء من التدريب البحري المشترك مع فرنسا الذي عُرف باسم "كليوباترا 2016". ووصلت الحاملة بعد رحلة بحرية من ميناء سان نازير في فرنسا، استمرت 20 يوماً.
وكانت مصادر في سلاح البحرية المصري، قد ذكرت في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن "إحدى حاملتي الطائرات ميسترال ستتجه إلى البحر الأحمر، والثانية ستكون في البحر المتوسط في قيادة المنطقة الشمالية، وهو ما تحقق من خلال رفع علم مصر على حاملة جمال عبد الناصر".
في غضون ذلك، نفت مصادر عسكرية، أن يكون التوسع العسكري في البحر الأحمر مرتبطاً بالقاعدة العسكرية التي تتجه السعودية لإنشائها في جيبوتي. وأشارت المصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن "هناك توجهاً منذ فترة لدى السيسي بزيادة النفوذ المصري في البحر الأحمر، لمواجهة أي تهديدات لمصر من أي نوع"، موضحة أنه "سيتم تقوية الأسطول الجنوبي بقطع بحرية جديدة خلال الفترة المقبلة". وأضافت أن "المكتب الرئيسي لقائد القوات البحرية لم يعد في الإسكندرية، كما كان في أوقات سابقة".
وسبق أن تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن "وجود خطة للتوسع بالنسبة للجيش المصري وتحديداً في سلاح البحرية في ترسيخ تواجدها في البحر الأحمر، من خلال إرسال قطع حربية إلى هناك". وأضافت أنه "بعيداً عن القطع البحرية التي تتواجد لتأمين مضيق باب المندب، سيتم الدفع بقطع بحرية إضافية إلى البحر الأحمر".
ولفتت المصادر إلى أن "القطع الحربية ستكون ميسترال وفرقاطة ومدمرتين وكاسحة ألغام، فضلاً عن زوارق محمّلة بالصواريخ، خلافاً لما كان سائداً في سنوات سابقة بتواجد ضعيف للبحرية المصرية في البحر الأحمر".
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن "بعض القطع كانت تخرج من الإسكندرية إلى البحر الأحمر في مهمات محددة لمسح الحدود البحرية ثم العودة مرة أخرى إلى مركز قيادة القوات البحرية في البحر المتوسط، ولكن اﻷمر سيكون مختلفاً تماماً اﻵن".
وكانت مصر وفرنسا قد وقّعتا في أكتوبر 2015، رسمياً عقد شراء سفينتي ميسترال الفرنسيتين في القاهرة، بحضور رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، والرئيس عبد الفتاح السيسي، وبلغت قيمة الصفقة 950 مليون يورو، تموّل جانباً كبيراً منها السعودية.