شهدت العديد من مدن المغرب، بعد صلاة التراويح مساء الأحد، وقفات ومسيرات احتجاجية، تضامنا مع "الحراك" الذي تعرفه منطقة الريف، خصوصا مدينة الحسيمة، منذ ما يزيد على ستة أشهر، عقب مقتل بائع السمك محسن فكري داخل شاحنة للقمامة.
ورُفعت، خلال الوقفات والمسيرات الليلية التي تفاوت عدد المشاركين فيها من مدينة إلى أخرى، شعارات تطالب بـ"إطلاق سراح المعتقلين من نشطاء الحسيمة خصوصا، وتنمية المنطقة، ورفع عسكرة الريف".
واحتشد عشرات المحتجين في ساحة باليما أمام البرلمان المغربي، وسط العاصمة الرباط، وساحة الأمم المتحدة في الدار البيضاء، وساحة التحرير في مدينة الحسيمة، وساحات أخرى في كل من الناظور وطنجة، ومدن ريفية أخرى.
وطالب المشاركون بإطلاق سراح أكثر من 23 ناشطا من الحسيمة ونواحيها، تم توقيفهم يوم السبت عقب الاحتجاجات التي شهدتها المدينة يوم الجمعة الماضي، محذّرين الدولة من مغبة الاصطدام مع سكان الريف. كما أبدوا تضامنهم خصوصا مع الناشط الأبرز في حراك الريف، ناصر الزفزافي، والذي بات مطلوبا للاعتقال بقرار من النيابة العامة، لكنه لم يسلم نفسه بعد.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر أمنية مغربية بأنه تم اعتقال مواطن جزائري ادّعى أنه صحافي في جريدة الوطن، كان يعمل على تصوير مشاهد من مسيرة احتجاجية بمدينة الناظور في الريف، معتبرة أن تصرفات هذا المواطن الجزائري تدعو إلى الريبة والشك.
وكانت أحزاب الحكومة المغربية، والنيابة العامة، قد اتهمت عددا من نشطاء حراك الريف بـ"تلقي أموال من جهات خارجية، لإحداث الفوضى والفتنة في منطقة الريف"، وهو ما نفاه هؤلاء الناشطون.
وفي هذا الصدد، أورد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة، أن "عددا من نشطاء الاحتجاجات في الريف يشتبه في ارتكابهم أفعالا مخالفة للقانون ويعاقب عليها القانون الجنائي، من قبيل المسّ بالسلامة الداخلية للدولة، والتحريض على ارتكاب جنح وجرائم، ومعاداة رموز المملكة في تجمعات عامة وأفعال أخرى".