لبنان: تجدد الاشتباكات في جرود عرسال يسبق كلمة نصر الله

بيروت

جلال بكور

avata
جلال بكور
بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
بيروت

عبد الرحمن خضر

avata
عبد الرحمن خضر
26 يوليو 2017
976427B7-DF8E-4B14-8040-95B1BB08DB59
+ الخط -
انتهت الهدنة الهشة بين "حزب الله" و"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً)، بعد تجدّد الاشتباكات في جرود بلدة عرسال اللبنانية، إثر فشل المفاوضات، وذلك قبل ساعات من كلمة مرتقبة للأمين العام للحزب، حسن نصر الله، والتي يلقيها في اليوم السادس لهذه المعركة. 

وكان المفاوضون الذين يتوسّطون بين الحزب و"فتح الشام" قد تمكّنوا من إعلان هدنة قصيرة، فجر الثلاثاء، قبل تمديدها، حتى منتصف اليوم الأربعاء، بهدف استكمال التفاوض على كيفية انسحاب عناصر "فتح الشام" من الأراضي اللبنانية إلى الداخل السوري.

وأكّدت "جبهة تحرير الشام"، صباح اليوم، وجود مفاوضات بينها وبين "حزب الله"، من أجل التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار.

وأوضحت وكالة "إباء" التابعة للهيئة، أنّ مقاتلي "حزب الله" حاولوا التسلّل إلى مواقع تابعة لها، في منطقة عرسال، في القلمون الغربي، شمال العاصمة دمشق، "في خرق لاتفاق التهدئة الذي تمّ التوصل إليه ليل الثلاثاء - الأربعاء".

وأضافت أنّ "الطرفين اتفقا على إيقاف إطلاق النار، من أجل التوصل إلى صيغة تقضي بوقف الاقتتال في المنطقة بشكل دائم، لكنّ مقاتلي الحزب خرقوه الساعة الثامنة صباحاً".

على صعيد متصل، أكدت مصادر محلية في بلدة عرسال تعرض مخيمات اللاجئين السوريين عند أطراف البلدة في منطقة وادي حميد للقصف المدفعي، بعد ظهر اليوم، وهو ما أدى لتسجيل "عشرات الإصابات" في صفوف اللاجئين المدنيين المقيمين قرب الجرود.

وقال الناشط محمد سعد الدين لـ"العربي الجديد"، إن قذائف سقطت في مخيمات النازحين السوريين بمنطقة وادي حميد في جرود بلدة عرسال من الجانب السوري على الحدود مع لبنان بالقلمون الغربي، نتيجة تجدد المعارك بشكل عنيف بين "حزب الله" و"تحرير الشام" في التلال المحيطة بالمخيمات في منطقة وادي حميد.

وأظهرت صور نشرها ناشطون للقصف انبعاث الدخان من بين خيم اللاجئين المدنيين، مع تأكيد استمرار المعارك في الجرود. وتشهد هذه المنطقة تجمع العشرات من مقاتلي "سرايا أهل الشام" التي أعلنت الانسحاب من المعركة ضد الحزب، منذ يوم الجمعة الماضي، وتتمركز في منطقة وادي حميد بانتظار التفاوض مع الحزب للانتقال إلى الشمال السوري بشكل منفصل عن مقاتلي "جبهة فتح الشام".

كذلك أكّد شهود عيان لـ"العربي الجديد" استهداف عناصر "فتح الشام" موكباً عسكرياً للحزب على بعد كيلومترين من بلدة عرسال، وأكدت هذه المصادر أن مقاتلي "حزب الله" يُسرّعون من تقدمهم باتجاه المواقع الأخيرة لـ"فتح الشام" في محاولة لاستباق كلمة نصر الله بالسيطرة على كامل جرود البلدة، وهي سرعة أدت لاستهداف الموكب المُتقدم نتيجة عدم تأمين الحزب للمواقع التي يتقدم فيها بشكل كافٍ، قبل التقدم باتجاه مواقع إضافية.

من جهته، نفى "جهاز الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" خبر التعرض لمخيمات اللاجئين في وادي الحميد بالقصف، في حين تولت وسائل إعلام محسوبة على الحزب الترويج لأخبار بأنه "لا أهداف عسكرية للمقاومة (حزب الله) في قلب وادي حميد، وإنما تتواصل العمليات في محيطه لتحرير ما تبقى من مواقع انتشار جبهة النصرة (فتح الشام) في المنطقة".

وفي وقت سابق، رجّحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن يتمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على أن يتمّ نقل مقاتلي "جبهة تحرير الشام" إلى محافظة إدلب شمالاً.

ومن المتوقع أن تتضمن كلمة نصر الله، والتي يلقيها، عند الثامنة والنصف من مساء اليوم بتوقيت لبنان، إعلاناً لانتهاء هذه المعركة، وتحديداً لمعالم التعامل مع منطقة انتشار عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في جرود بلدتي القاع ورأس بعلبك اللبنانيتين الواقعتين شمالي جرود عرسال.

ويتوقع أن ينتهي مع جلائهم عن المنطقة، إما من خلال التفاوض أو المعارك، ملف حدود لبنان الشرقية مع سورية التي ينتشر فيها عناصر "حزب الله" من الجهتين اللبنانية والسورية وفي مواقع متقدمة على مواقع جيشي البلدين.

الائتلاف السوري يحتج

بالتوازي مع ذلك، احتج "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، اليوم، على العملية العسكرية التي يشنّها "حزب الله" اللبناني في القلمون الغربي وجرود عرسال، بالقرب من الحدود السورية مع لبنان.

وأفادت "الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري" بأن اللجنة القانونية في الائتلاف أرسلت مذكرة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بخصوص "اعتداءات حزب الله اللبناني" على المدنيين واللاجئين السوريين في منطقتي القلمون السورية وعرسال اللبنانية.

وأوضحت الدائرة الإعلامية أن المذكرة "شرحت ما يتعرض له المدنيون واللاجئون السوريون من جرائم حرب على يد عناصر حزب الله الإرهابي، وأوضحت أن المدنيين يعانون الأمرين بسبب الهجمات الوحشية عليهم".

وطالبت مذكرة الائتلاف الأمم المتحدة بـ"الضغط على الحكومة اللبنانية لتحسين أوضاع اللاجئين السوريين، وحمايتهم من تسلط مليشيات حزب الله وانتهاكاته المستمرة بحقهم".

ودعت المذكرة إلى "تشكيل لجنة مستقلة بإشراف الأمم المتحدة للكشف عن ملابسات تلك الانتهاكات، وضمان الإفراج الفوري عن اللاجئين وسلامتهم، إضافة إلى وضع مراقبة دولية دائمة لأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، بسبب استمرار الانتهاكات بحقهم على يد عناصر حزب الله".

ودعت المذكرة الجامعة العربية "إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، ووقف تدخل أطراف لبنانية في الشؤون الداخلية السورية، واعتبار مشاركة حزب الله العسكرية إلى جانب نظام الأسد تدخلاً سافراً".

ذات صلة

الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
نعيم قاسم في كلمة له أثناء تشييع قيادي في حزب الله ببيروت، 22 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

أعلن حزب الله اليوم الثلاثاء انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً له خلفاً لحسن نصر الله الذي استشهد في 27 سبتمبر/أيلول الماضي بغارة إسرائيلية.
الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.