آلاف السودانيين يتظاهرون أمام مقر البشير وقيادة الجيش بالخرطوم: "سلمية ضد الحرامية"

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
06 ابريل 2019
85524F8B-B45F-4ABA-96E5-F2B2557D07F6
+ الخط -
خرج عشرات الآلاف، يوم السبت، في العاصمة السودانية الخرطوم، للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، وتمكّنوا من الوصول إلى المقر الرئاسي، ومقر قيادة الجيش، في حين ردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

ووسط انتشار أمني كثيف، بدأ تجمع المتظاهرين في عدد من النقاط في العاصمة، قبل أن يتمكنوا من تجاوز الحواجز الأمنية، ليصلوا إلى مقر القيادة العامة للجيش السوداني، هاتفين بشعارات الحراك الشعبي المعتادة "الشعب يريد إسقاط النظام" و"جيش واحد شعب واحد" و"سلمية سلمية ضد الحرامية"، وغيرها.

وبينما بدأ المتظاهرون اعتصاماً بالقرب من القيادة العامة للجيش، لجأت قوات الشرطة والأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ثم انسحبت من أمام المقر.

ولاحقاً لجأت هذه القوات، مجدداً، إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة، في صفوف المعتصمين، فيما شوهدت عربات الإسعاف تنقل بعض المصابين الذين لم يتبين عددهم، كما شوهدت تعزيزات أمنية أخرى تتجه نحو مقر القيادة العامة للجيش السوداني.

ووصل المتظاهرون إلى مقر إقامة الرئيس عمر البشير في الخرطوم، المعروف بـ"بيت الضيافة"، بينما لم يتأكد ما إذا كان البشير داخل المقر، في حين اكتفت فرق من الجيش السوداني بمراقبة تدفق المتظاهرين.

وعدا عن العاصمة الخرطوم، شهدت مدينة بورتسودان، شرقي السودان، مسيرة شارك فيها آلاف الأشخاص، تحرّكوا من وسط المدينة، متجاوزين الحواجز حتى وصل بعضهم إلى مقر قيادة البحرية السودانية في المدينة.

وشهدت مدينة ود مدني وسط السودان تظاهرات مماثلة، اعتصم فيها المتظاهرون لفترة طويلة أمام مقر القيادة الوسطى التابعة للجيش السوداني، مطالبين الجيش بالانحياز للشعب.

وأعلنت لجنة الأطباء المركزية مقتل أحد المتظاهرين خلال مليونية اليوم، وأفادت اللجنة بأن طبيب المختبرات المعز عطاي موسى ضو قُتل إثر إصابته بالرصاص الحي في شارع الدكاترة بأم درمان، غرب الخرطوم.

من جهة أخرى، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، الفاعل الرئيس في الحراك الشعبي، الإضراب العام في البلاد بما يشمل كل القطاعات، بما فيها القطاع العام والخاص والكوادر الطبية والمركبات العامة، وذلك إلى حين سقوط النظام.

ودعت المعارضة قبل قليل الشعب إلى التوجه للقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والالتحام بموقع الاعتصام، وذكر بيان من المعارضة أن "مئات الآلاف من الثوار حضروا من مختلف مدن السودان ومن خارجه في المواكب المهيبة، يحتشدون الآن أمام مقر الجيش ولن يتراجعوا إلا بعد سقوط النظام".

وفي الأثناء وعلى خلاف الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش فإن عشرات الأحياء في العاصمة الخرطوم شهدت تظاهرات ليلية أغلق فيه المحتجون الطرق وأحرقوا إطارات السيارات القادمة، ما أدى إلى إصابة الحياة في الخرطوم بالشلل التام.

وفي تصريح صحافي، قال أحمد هارون، رئيس حزب المؤتمر الحاكم بالوكالة، إن "القوات الامنية تعاملت بحكمة مع المواكب الشعبية ما يجنب البلاد الانزلاق في دائرة العنف والتوتر المجتمعي"، وأشار إلى أن "التغيير المحتكم لإرادة الشعب عبر الانتخابات المتوافق على شروطها الموضوعية والإجرائية هو الطريق الوحيد والآمن للحفاظ على الوطن مزدهراً ويسع الجميع".

وأكد هارون تمسك الحزب الحاكم بالحوار كطريق استراتيجي للمؤتمر الوطني، داعياً أنصار حزبه إلى اليقظة والحرص على المحافظة على أمن البلاد واستقرارها.

وتأتي تظاهرات السودانيين، اليوم السبت، استجابة لدعوة قوى المعارضة التي تأمل أن يصل عدد المتظاهرين إلى مليون شخص في العاصمة وحدها.

ودعت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، في بيان، اليوم السبت، إلى الاعتصام على طول شارع القيادة العامة للجيش، بداية من نقطة وزارة الشؤون الإنسانية، وحتى نقطة مستشفى الأسنان، مع إغلاق المداخل والمخارج، "حتى زوال حكم الطاغية"، كما جاء في البيان .

وأشاد البيان بـ"انتصار الثوار شيباً وشباباً ونساءً ورجالاً، وآن أوان ألا نعود حتى يتنحى الطاغية ونظامه عن سلطة اغتصبوها جوراً، فها هو الشعب السوداني يقتلعها هيبةً وجبرة"، بحسب البيان.

وقال البيان إنّ "القوات المسلحة كانت بحجم الطموحات الشعبية ولم تمس الثوار بسوء"، آملاً أن "تعلن هذه القوات، اليوم قبل الغد، انحيازها للشعب، وأن تضطلع بمهامها الدستورية".


وتعلّق قوى المعارضة السودانية آمالاً عريضة على تحرّك اليوم لاستعادة انتصار تاريخي تحقق في مثل هذا اليوم، حين أطاحت انتفاضة شعبية في عام 1985 نظام الرئيس السابق جعفر محمد نميري، وهو ما تريد المعارضة تكراره، بإطاحة الرئيس الحالي عمر البشير.

ودشنت القوى السياسية المعارضة، ممثلة في قوى "إعلان الحرية والتغيير" التي تشرف بشكل مباشر على تحرّك الشارع منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، للمطالبة بتنحي البشير، حملات في الأيام الماضية، في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال لجان المقاومة، على مستوى المدن والأحياء، لتجميع مليون متظاهر في العاصمة الخرطوم وحدها.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.