ووفق ما نشر موقع "يديعوت أحرونوت"، فإنّ ممثلين عن وزارة الأمن وقيادة المنطقة الجنوبية التقوا للاتفاق على تسريع خطوات البناء لوقف تهديد الأنفاق. ويشمل المشروع الجديد الذي أُعلن، أخيراً، عن إطلاقه، تكنولوجيا كشف الأنفاق، وإقامة جدار ذكي أسفل وأعلى الأرض على طول الحدود، وتوسيع نشر المنظومة الجديدة للإنذار المبكر الخاصة بقذائف الهاون.
في المقابل، تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية أنّ الاحتلال الإسرائيلي لن ينجح في تحقيق الأمن له ولمستوطنيه عبر خطواته المتسارعة، في ظل بقائه على الأرض الفلسطينية، مشيرة إلى أنّ لديها البدائل والقدرات على تفادي كل المعوقات. ويقول القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل، لـ"العربي الجديد"، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال بناء الجدار على طول الشريط الحدودي تحقيق الأمن له ولمستوطنيه في المستوطنات والبلدات القريبة من قطاع غزة داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
ويشير البردويل إلى أنّ الاحتلال واهم إذا فكّر بهذه الطريقة، فالمقاومة الفلسطينية لا تعدم الإرادة من أجل توفير كل الإمكانات اللازمة لمواجهة الاحتلال، على الرغم من كل الإجراءات التي يحاول القيام بها على طول الشريط الحدودي لمواجهة أنفاق المقاومة. ويوضح القيادي أنّ الاحتلال يواصل ممارسة هوايته عبر محاولة فرض التقسيم، وبناء الجدران والحواجز في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة لمواجهة المقاومة والشعب الفلسطيني ولمواجهة الهواجس الأمنية الدائمة التي يتذرع بها.
ويلفت البردويل إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يحاول إيجاد مبررات لحصاره المفروض على القطاع منذ عشر سنوات، وإيجاد المسوغات أمام الرأي العام العالمي لمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني في ظل تعرّض صورته للاهتزاز بشكل واضح خلال الفترة الماضية جراء جرائمه وحركة المقاطعة. وعن إمكانية اشتعال جبهة غزة حال نفّذ الاحتلال مشروعه على طول الشريط الحدودي، يرى البردويل أنّ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي مستمر، بأشكال مختلفة، تتحول في بعض الأحيان إلى عدوان، أو إلى حصار أو بعض الاستفزازات، إلا أن الصراع قائم مع الاحتلال، طالما هو باقٍ.
من جهته، يرى المحلل السياسي، الكاتب تيسير محيسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ المقاومة الفلسطينية لن تسمح بإعاقة ما تقوم به من عمل، تعتقد أنه من حقها القيام به، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتكرر على القطاع. ويشير محيسن إلى أنّ الاحتلال هو الآخر لن يترك المقاومة الفلسطينية تقوم ببناء الأنفاق الاستراتيجية طويلة الأمد وتعرّض أمنه للخطر، كونه يعلم أنّ ترك المقاومة لمزيد من الوقت سيكلفه ثمناً باهظاً، خصوصاً إذا شعرت المقاومة أنها قادرة على توجيه ضربات استباقية قاسية للاحتلال.
وينبّه إلى أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها العديد من المسؤولين الإسرائيليين في وزارة الحرب والأمن الداخلي عن أهمية توجيه ضربة عسكرية للمقاومة الفلسطينية، وخصوصاً "حماس"، تؤكد على أن خيار المواجهة العسكرية لم يسقط من حسابات إسرائيل لمواجهة المقاومة. ويبيّن محيسن أنّ فشل الاحتلال في مواجهة أنفاق المقاومة دفعه للبحث عن حلول لدى أصدقائه الخارجيين كالهند التي أعلنت أنها ستساعد إسرائيل لمواجهة أنفاق المقاومة في غزة، كونها صاحبة تجربة في هذا المجال، حينما واجهت الأنفاق في كشمير.
ويشير الكاتب ذاته إلى أنّ أنفاق المقاومة الهجومية تعتبر سلاحاً فعالاً بشكل أقوى من الصواريخ التي تمتلكها على الرغم من أنها أصبحت تهدّد مدناً بعيدة المدى، إلا أن نجاح نفق واحد يمكّن المقاومة من التسلل خلف خطوط الاحتلال يكبّد الأخير خسائر تعادل ألف صاروخ. ويضيف محيسن أنّ ما يحيط بالحالة السياسية في المنظور القريب يصعّب من إمكانية وصول الأمور إلى مواجهة عسكرية سريعة في ظل الواقع الإقليمي والدولي، وإدراك المقاومة أن الواقع صعب، فسيبقي الأمر مفتوحاً لبعض المناوشات إذا لم يؤثر الجدار على أنفاق المقاومة.