لا يزال الغموض يكتنف كارثة سقوط طائرة الركاب الروسية في منطقة وسط سيناء المصرية، مع بدء التحقيقات المصرية والروسية لمعرفة الأسباب وراء سقوطها، فيما قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن التحقيق قد يستغرق شهوراً. ولكن اللافت كان إعلان مسؤول روسي أن الطائرة "انشطرت في الهواء".
وأعلنت الحكومة المصرية أن فرق البحث والإنقاذ تمكنت، حتى ظهر أمس الأحد، من انتشال 163 من ضحايا الطائرة البالغ عددهم 224 شخصاً، مشيرة، في بيان، إلى أن عناصر القوات المسلحة وفريق إسعاف تابع لوزارة الصحة يواصلون أعمال البحث عن جثث الضحايا. وأضافت أن فريقاً روسياً للبحث والإنقاذ انتقل مع نظيره المصري إلى موقع الحادث لاستكمال أعمال البحث وبدء التحقيقات حول ملابساته. ووصلت، السبت، إلى مصر ثلاث طائرات روسية على متنها عدد من المسؤولين الروس، أبرزهم وزراء النقل والطوارئ والطيران المدني، بالإضافة إلى أطقم البحث والإنقاذ والتحقيق، ومجموعة من المعدات الخاصة بالفرق الروسية.
وبدأ محللون مصريون، أمس، فحص محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية، وقالوا إن العملية قد تستغرق أياماً، كما أفادت وكالة "رويترز"، بينما قال المتحدث باسم لجنة التحقيقات الروسية فلاديمير ماركين، في بيان، على موقع اللجنة الإلكتروني، إن المحققين الروس سيدرسون كل الاحتمالات وراء سقوط الطائرة الروسية. ولفت إلى أن المحققين حصلوا على الوثائق الفنية الخاصة بالطائرة منذ بدء تشغيلها واستجوبوا الموظفين المسؤولين عن صيانة طائرات الشركة إلى جانب أفراد الطاقم الذي عمل في رحلة أخيرة للشركة.
وفي موقف لافت، أعلن رئيس لجنة الطيران الحكومية الروسية، فيكتور سوروشينكو، أن الطائرة الروسية انشطرت "في الجو". وقال إن "انشطار الطائرة حدث في الجو والشظايا منتشرة على منطقة واسعة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "ريا ـ نوفوستي" في القاهرة، حيث يشارك في لجنة دولية من الخبراء من روسيا ومصر وفرنسا وإيرلندا للتحقيق في تحطم الطائرة. ويتوافق هذا الكلام مع ما كان قد كشفه شهود عيان من سيناء، لـ"العربي الجديد"، حول انشطار جسد الطيارة وتناثر أشلاء الركاب، في إشارة ربما إلى أنه تم استهدافها.
اقرأ أيضاً: كارثة تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء: ألغاز تنتظر أجوبة
من جهته، قال السيسي إن التحقيقات لمعرفة أسباب تحطم الطائرة قد تستغرق شهوراً. ولفت السيسي، أثناء ندوه نظمها الجيش المصري، أنه "مهم جداً أن يترك هذا الأمر ولا يتم الحديث عن أسبابه، لأنه قد يأخذ وقتاً طويلاً جداً. هذه مسائل معقدة وتحتاج تقنيات متقدمة جداً وتحقيقات موسعة يمكن أن تصل لشهور".
في هذا الوقت، لا يزال إعلان تنظيم "ولاية سيناء" مسؤوليته عن إسقاط الطائرة، يلاقي تشكيكاً كبيراً من خبراء ومتخصصين يستبعدون وصول "ولاية سيناء" إلى القدرة التي تسمح له بإسقاط طائرة ركاب على ارتفاع ثلاثين ألف قدم.
ولكن مصدر الارتباك الحقيقي في رواية "ولاية سيناء" حول إسقاط الطائرة الروسية، هو عدم ذكر كيفية إسقاطها على هذا الارتفاع الكبير. وإذا ثبتت صحة رواية ولاية سيناء، فهذا معناه بدء مرحلة جديدة من الصراع المسلح على أرض سيناء، ينذر بوضع أكثر توتراً.
كما أنه في حال صحة روايته، فإن السؤال الأبرز، وهو كيف عرف التنظيم أن الطائرة التي تم استهدافها روسية؟ وتبرز هنا عدة سيناريوهات، الأول أنه تم استهداف الطائرة من دون معرفة أنها روسية وتُقل ركاباً روس، وحينما تم الإعلان أنها روسية، سارع "ولاية سيناء" إلى إعلان مسؤوليته وذكر أن استهدافها جاء انتقاماً للتدخل الروسي في سورية.
أما السيناريو الثاني، فيقوم على أنه تم إسقاط الطائرة بالخطأ، من دون معرفة أنها طائرة ركاب في الأساس، ظناً من التنظيم أنها طائرة تقوم بأعمال عسكرية ما. أما الثالث، فيقول إن التنظيم كان يعرف أنها طائرة روسية بناءً على معلومات سابقة لديه، وهم أمر مستبعد.
اقرأ أيضاً: حداد في روسيا وتساؤلات حول أسباب تحطم الطائرة بسيناء