تثير أزمة التحركات الكردية لطرد العرب من محافظة كركوك بعد هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها، المخاوف من تفاقمها وأثرها على التوافق العربي - الكردي في معركة الموصل، ما دفع مسؤولين عراقيين إلى متابعة القضية والتوسط لدى الجانب الكردي.
وزار رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، مع وفد برلماني، المحافظة، اليوم الأربعاء، ووقف على تداعيات الأزمة، والتقى المحافظ نجم الدين كريم (الكردي) وعددا من المسؤولين المحليين.
وقال الجبوري، عقب لقائه المحافظ، إنّ "عمليات هدم المنازل وطرد العائلات، التي شهدتها بعض المناطق في كركوك، غير مرضية، ولا يمكن القبول بها"، مشيداً بـ"وقفة أبناء كركوك الشجاعة بكل أطيافها ومكوناتها في وجه هجوم داعش، وتعاونهم المثمر مع الأجهزة الأمنية".
وأكّد أنّه "حصل على ضمانات وتعهدات من قبل المحافظ بعدم إخراج النازحين العرب من محافظة كركوك"، داعيا إلى "الإسراع في تحرير بلدة الحويجة، من أجل استتباب الأمن في المحافظة".
من جهته، أشار النائب عن محافظة كركوك، خالد المفرجي، إلى "هدم 170 منزلاً لأهالي كركوك من المكوّن العربي".
وقال المفرجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر ادعت ارتباطها بالأجهزة الأمنية في المحافظة قامت، بعد انتهاء هجوم كركوك، بهدم تلك المنازل، والتي يقع قسم منها في حي واحد حزيران، وتقع أخرى في قريتي قوش قاية وقوتان التابعتين لبلدة الدبس (شمال غربي المدينة)". واستغرب "تلك الخطوة، خصوصاً أنّ العائلات العربية كان لها دور كبير في صدّ هجوم داعش، الأمر الذي يستدعي تكريمهم لا معاقبتهم".
وفي السياق ذاته، حذّر مراقبون من خطورة تفاقم أزمة طرد القوات الكردية للعائلات العربية من كركوك، وتأثيرها على التعايش السلمي في المحافظة، والتعاون العسكري بين العرب والكرد في معركة الموصل.
واتهمت القوات الكردية العائلات العربية في كركوك بدعم تنظيم "داعش" بهجومه الأخير على المحافظة، وأجبرت عدداً منها على الخروج من المحافظة، وهدّدت عائلات أخرى.