أضرم مجهولون يوم أمس الأحد، النيران بمقرَّين الأول لجماعة الإخوان المسلمين، والثاني لذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، في مدينة المفرق (80 كيلومتر شمال شرق عمّان)، في اعتداء هو الثاني من نوعه الذي يتعرض له المقرّان إذ سبق وأُحرقا في العام 2012، وسُجّلت القضية حينها ضد مجهول، وهو ما تتخوف الحركة الإسلامية من تكراره.
والمقرّان اللذان أشعلت فيهما النيران أغلقتهما السلطات الأردنية بالشمع الأحمر في 14 إبريل/ نيسان الماضي في سياق مساعيها للتضييق على جماعة الإخوان المسلمين، التي باتت في نظر السلطات الأردنية جماعة غير شرعية منذ أن رخصت في مارس/آذار 2015 جمعية سياسية تحمل اسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين"، ينظر إليها بديلاً عن الجماعة التاريخية.
بدوره استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي حرق المقر، محملاً الحكومة المسؤولية الكاملة عن حماية المقر ومحتوياته.
وطالب الحزب في بيان صحافي وصل "العربي الجديد" بمعاقبة الجناة معتبراً أن حرق المقر يصب في صالح المتربصين بالأردن والداعين إلى تخريب الجبهة الداخلية.
ويظهر شريط فيديو بُثّ على مواقع التواصل الاجتماعي، الحريق الذي أتى على مدخل البناية التي تضم المقرين، فيما انتشرت صور تظهر الأضرار التي لحقت بهما.
نائب أمين عام الحزب علي أبو السكر، قال إن "الاعتداء على المقرين دليل على عجز السلطات عن فرض الأمن والقانون ما يجعل شعار الأمن والأمان الذي تتغنى به المملكة شعاراً فارغاً، أو أن السلطات متواطئة مع منفذي الهجوم"، واتهم أبو السكر في حديثه لـ"العربي الجديد" جهات رسمية بالعمل على استخدام البلطجية والزعران لتنفيذ أجندات خاصة من بينها الاعتداء على مقرات الحزب والجماعة.
وجاء الاعتداء على المقرين في ظل استمرار تضييق السلطات الأردنية على أنشطة الحزب، حيث منعته السلطات من أقامة العديد من الإفطارات الرمضانية في القاعات العامة دون إبداء أسباب للمنع.
وذكر أن الحزب أعلن قبل أيام قراره المشاركة في الانتخابات النيابية المقررة في 20 سبتمبر/ أيلول المقبل، وهي المشاركة التي تأتي بعد مقاطعة الانتخابات لدورتين سابقتين.
أما المكتب الإعلامي لجماعة "الإخوان السملين"، فقال إن "عدداً من الزعران والبلطجية قاموا بإشعال النيران في مقرَّي جماعة (الإخوان المسلمين) وحزب "جبهة العمل الإسلامي" في المفرق"، مطالباً بمحاسبة المتسببين عن الواقعة.
من جهته، كتب نائب المراقب العام السابق للجماعة زكي بني أرشيد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متهكماً: "إحراق مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في المفرق، ودائماً تُقيّد الواقعة ضد مجهول!! عجب".
من جهته أكد مصدر رسمي أردني أن الجهات المعنية تحقق في الحادثة، وأكد المصدر أن القانون هو المرجع في حال كان الحادث متعمداً.
يُذكر أن العلاقة بين السلطة والحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل) تعيش توتراً شديداً منذ سنوات على خلفية الدور الذي لعبته الحركة خلال موجة الاحتجاجات التي انطلقت مطلع العام 2011 للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.