حتى اللحظة، ما زالت إصابات كورونا في الولايات المتحدة محدودة جدّاً، في حدود 80 ومن دون وفيّات. الفيروس لم يضرب بعد صحياً بصورة مؤذية كما فعل في بلدان أخرى. مع ذلك استولى شبحه على المشهد إلى حدّ أن الموضوع الانتخابي صار بالمقارنة، مسألة ثانوية. سرعة تفشي الوباء رفعت من وتيرة الذعر، وازدادت المخاوف مع تأكيد الجهات المعنية أن الفيروس زاحف لا محالة إلى الساحة الأميركية، وأن هذه الأخيرة لا تملك في مواجهته حالياً غير الوقاية.
العلاج غير متوفر، ويحتاج العثور عليه إلى أشهر. ثم جاء التباين والتعارض في التقدير بين البيت الأبيض والجسم الطبي الرسمي منه والخاص، ليفاقم القلق ويضاعف البلبلة. خليط كانت ترجمته تدهور ضرب الرقم القياسي في بورصة نيويورك. فللمرة الأولى في تاريخه، سجّل مؤشر "داو جونز" الصناعي في تعاملات الخميس، خسارة 1190 نقطة وذلك بعد ثلاثة أيام متتالية من الهبوط الذي بلغ أكثر من 3 آلاف نقطة، وبما يعادل تراجعاً في قيمة أسواق المال بين 10 و12 % عما كانت عليه في أواخر الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يتوالى التدهور في تعاملات اليوم الجمعة، طالما بقي الوضع الصيني محاطاً بالغموض، ومهدداً بالمزيد من الشلل، فضلاً عن توسع رقعة الوباء الدولية.
الخشية في واشنطن، حسب قراءات المتابعين والمختصين، من أن هذا الشلل قد يتمدد إلى الوضع الأميركي لو بدأ هو الآخر يعاني من مضاعفات انتشار الوباء، بما ينقل الكلفة إلى سائر قطاعات الإنتاج والخدمات. وقد بدأت المؤشرات تتوالى في هذا الاتجاه، خصوصاً في قطاعات المواصلات والطيران والفنادق، مع تزايد الحديث عن ركود اقتصادي لا يستبعده العارفون، لو طال أمد الأزمة واستعصى تطويقها في المدى القريب. وفي هذا الإطار، هناك تحضيرات لاتخاذ إجراءت وقائية في المدارس والجامعات، وأمكنة التجمع الأخرى، في ظل أجواء مشحونة بكابوس "كورونا"، ومتابعة إعلامية مكثفة لتطوراته في الداخل والخارج، من الصين إلى إيطاليا وفرنسا واليابان وغيرها، وبما يفيد بأن غزوته الأميركية دخلت بداياتها. والبيت الأبيض أكثر المتخوفين من هذا الاحتمال، باعتبار أن التبعات الانتخابية مكلفة، لاسيما تداعياتها المالية والاقتصادية المفتوحة على المزيد من التردي.
اقــرأ أيضاً
والمربك في المشكلة بالنسبة للبيت الأبيض هو تعذر تسييسها، ولو أن الرئيس حاول تحميل خصومه مسؤولية الهبوط في أسواق المال والترويج لمخاطر الوباء. محاولة استثارت ردوداً مضادة من الكونغرس، وأعطت ورقة لخصومه الديمقراطيين الذين سلطوا الأضواء على التخبط في تعامل الإدارة مع الموضوع، وبالتحديد تناقض البيت الأبيض مع الجهات المختصة، حين لجأ إلى بث التطمينات وتصوير الوباء وكأنه "حازوقة" عابرة، بما يتناقض مع تشخيصات المسؤولين عن القطاع الصحي في إدارته، فضلاً عن المرجعيات الطبية في القطاع الخاص. فهو يقلل من خطر الوباء مع التلويح بإمكانية اكتشاف الدواء المناسب "قريباً"، فيما يحذر الأطباء من مخاطره وضرورة التحوط لاجتناب عدواه "المحتوم" أن تعاني منه الساحة الأميركية، وإن كان غير معروف بعد مدى هذه المعاناة ومدى فعالية الاحتياطات الاحترازية.
"كورونا" جاء إلى واشنطن كتطور من خارج الحسبان، وفي توقيت حساس ومؤذٍ لرئاسة ترامب، خصوصاً إذا استفحل كوباء وترك تداعيات تنسف أوراق قوة الرئيس الانتخابية. في هذه الحالة، قد تكون انعكاساته على معركة تجديد رئاسته مشابهة لتلك التي تسببت بها قضية رهائن السفارة الأميركية في طهران على معركة الرئيس كارتر. طارئ خارجي عنيد يطيح بإمكانية التجديد.
الخشية في واشنطن، حسب قراءات المتابعين والمختصين، من أن هذا الشلل قد يتمدد إلى الوضع الأميركي لو بدأ هو الآخر يعاني من مضاعفات انتشار الوباء، بما ينقل الكلفة إلى سائر قطاعات الإنتاج والخدمات. وقد بدأت المؤشرات تتوالى في هذا الاتجاه، خصوصاً في قطاعات المواصلات والطيران والفنادق، مع تزايد الحديث عن ركود اقتصادي لا يستبعده العارفون، لو طال أمد الأزمة واستعصى تطويقها في المدى القريب. وفي هذا الإطار، هناك تحضيرات لاتخاذ إجراءت وقائية في المدارس والجامعات، وأمكنة التجمع الأخرى، في ظل أجواء مشحونة بكابوس "كورونا"، ومتابعة إعلامية مكثفة لتطوراته في الداخل والخارج، من الصين إلى إيطاليا وفرنسا واليابان وغيرها، وبما يفيد بأن غزوته الأميركية دخلت بداياتها. والبيت الأبيض أكثر المتخوفين من هذا الاحتمال، باعتبار أن التبعات الانتخابية مكلفة، لاسيما تداعياتها المالية والاقتصادية المفتوحة على المزيد من التردي.
والمربك في المشكلة بالنسبة للبيت الأبيض هو تعذر تسييسها، ولو أن الرئيس حاول تحميل خصومه مسؤولية الهبوط في أسواق المال والترويج لمخاطر الوباء. محاولة استثارت ردوداً مضادة من الكونغرس، وأعطت ورقة لخصومه الديمقراطيين الذين سلطوا الأضواء على التخبط في تعامل الإدارة مع الموضوع، وبالتحديد تناقض البيت الأبيض مع الجهات المختصة، حين لجأ إلى بث التطمينات وتصوير الوباء وكأنه "حازوقة" عابرة، بما يتناقض مع تشخيصات المسؤولين عن القطاع الصحي في إدارته، فضلاً عن المرجعيات الطبية في القطاع الخاص. فهو يقلل من خطر الوباء مع التلويح بإمكانية اكتشاف الدواء المناسب "قريباً"، فيما يحذر الأطباء من مخاطره وضرورة التحوط لاجتناب عدواه "المحتوم" أن تعاني منه الساحة الأميركية، وإن كان غير معروف بعد مدى هذه المعاناة ومدى فعالية الاحتياطات الاحترازية.
"كورونا" جاء إلى واشنطن كتطور من خارج الحسبان، وفي توقيت حساس ومؤذٍ لرئاسة ترامب، خصوصاً إذا استفحل كوباء وترك تداعيات تنسف أوراق قوة الرئيس الانتخابية. في هذه الحالة، قد تكون انعكاساته على معركة تجديد رئاسته مشابهة لتلك التي تسببت بها قضية رهائن السفارة الأميركية في طهران على معركة الرئيس كارتر. طارئ خارجي عنيد يطيح بإمكانية التجديد.