تطرح عملية خان يونس جنوب شرق قطاع غزة، التي نفذها مقاوم فلسطيني بشكل أحادي، فجر أمس الخميس، أسئلة عن المرحلة المقبلة، في ظل الوضع الضاغط الذي يعيشه الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة، ووسط مؤشرات عدة على أن ما جرى يمكن أنّ يتكرر وإنّ بأشكال مختلفة. في كل الأحوال، فإنّ الهدوء الذي تعيشه غزة حالياً "هش"، وسط تهديدات إسرائيل بالاستعداد لشن عملية عسكرية شاملة وحاسمة في القطاع، مع استمرار تباطؤ الوسطاء، خصوصاً الوسيط المصري، في إيجاد حلول تخفف من معاناة الغزيين.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإنّ العملية تمت بشكل "فردي"، إذ تمكن أحد المقاومين التابعين لحركة حماس من اجتياز الحدود وإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين، ما أدى إلى إصابة قائد فصيل وجنديين من جيش الاحتلال. وكان الشاب الفلسطيني هاني أبو صلاح، العضو في قوة "حماة الثغور" التابعة لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، تمكن فجر أمس الخميس، من اجتياز السياج الفاصل شرقي مدينة خان يونس، قبل أنّ يكمن للقوات الإسرائيلية ويصيب ثلاثة جنود، قبل أنّ يعلن الاحتلال عن مقتله. وقال متحدث باسم قوات الاحتلال إن جنوده أطلقوا النار وقتلوا مسلحاً فلسطينياً اجتاز السياج المحيط بقطاع غزة وأطلق النار على الجنود، مشيراً إلى أن ثلاثة جنود أصيبوا في الهجوم، وأن دبابة "استهدفت موقعاً عسكرياً لحماس في غزة" رداً على ذلك. وأبو صلاح، شقيق الشهيد فادي أبو صلاح، الذي كان مبتور القدمين، واستشهد برصاص الاحتلال في أحداث مسيرة العودة وكسر الحصار في مايو/أيار 2018، ما أثار يومها ردود فعل محلية ودولية منددة.
ومن الممكن أنّ تتكرر مثل هذه العمليات مستقبلاً، وبالتالي فإن دائرة المواجهة ستتسع حتى نهاية العام الذي قد يشهد توسعاً حقيقياً في المواجهة مع الاحتلال، سواء عبر مواجهة واسعة أو حالة اشتباك، كما جرى خلال الشهور القليلة الماضية، وفق محيسن. وأشار إلى أنّ الفصائل الفلسطينية في غزة لن تعلق كثيراً على العملية وستحاول استغلالها سياسياً من أجل إجبار الوسطاء، المصريين والدوليين، للضغط على إسرائيل لتنفيذ الإجراءات المتعلقة بكسر حصار غزة حتى لا يدفع الاحتلال أثماناً أكبر في المستقبل.