وسط العاصمة السودانية الخرطوم، يطلّ عليك شارع الغابة. أو ما يطلق عليه شارع الأبنوس. هنا؛ معظم المعروضات من خشب الأبنوس الخالص، والتي تمتاز بفنون يدوية قمة في الروعة والجمال، تنقشها أيادي أبناء جنوب السودان، الذين اشتهروا بهذا الفن.
يتحوّل شارع الغابة إلى بازار مفتوح وسوق سياحي في الهواء الطلق. تزينه الوجوه السمراء لأبناء جنوب السودان، حيث تصطف الأناتيك وعصي الأبنوس والمراكب الشراعية، يلتف حولها الأجانب وأبناء شمال السودان والعرب. المظهر بات معلماً من معالم الخرطوم الأفريقية؛ هكذا رصدته كاميرا "العربي الجديد" التي تجوّلت في الشارع.
ولا تزال صناعة المنحوتات الخشبية والخزفية في السودان والمسماة محليا بـ"الأناتيك" تمثل أحد أوجه الإعلان عن الموروث الثقافي السوداني، وتعبّر عن موهبة فطرية لفنانين ونحاتين انتقل إبداعهم من عمق الغابة الاستوائية إلى قلب العواصم الأوروبية.
أحد أصحاب هذه الحرفة تحدث إلى "العربي الجديد"، قائلاً إن أصل هذه الصناعة أفريقية، ولفت إلى أن الموقع السابق للسوق كان أفضل من الحالي، لأنه لا يتيح لهم الحيز الكافي لعرض مشغولاتهم.
وعن صناعة هذه التحف، قال إنها تتم بالتدرج، ابتداء من قطعة خشب خام من الأبانوس وبعض الأخشاب الأخرى، وتمر بمراحل عدة من تقطيع وتنجير ونقر والتقشير.
وبيّن أن أسعار القطع تتفاوت بحسب حجمها ونوعية الخشب المستخدم فيها، حيث يتم التركيز على نحت الحيوانات الأفريقية والأشخاص الأفارقة، لافتاً إلى أن هذه الحرفة تنتشر في شرق أفريقيا ووسطها.