تخطو الطفلة، لونا الحلبي (7 سنوات)، من مدينة غزة، خطواتها الأولى في تعلُّم العزف على البيانو، برفقة مُدرّبتها، يوليا أبو ناموس، وقد بدت منسجمة، وهي تطبق تفاصيل ما تعلمته من مدربتها. تلك التجربة التي بدت مثيرة للطفلة الحلبي، بدأت في "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" جنوب مدينة غزة.
ويختص المعهد في تعليم الطلبة على مختلف الآلات الموسيقية الشرقية والغربية، وفق نظام دراسي وأكاديمي منظم. وتقول الحلبي لـ"العربي الجديد"، إنها تشعر بسعادة بالغة حين تلامس حروف البيانو الذي تعشق الاستماع إليه، إذ بدأت الآن بتعلم العزف، والتعرف على أساسيات تحريك اليدين، والالتزام بالدروس.
بينما توضِّح مدربتها، يوليا أبو ناموس، أنها بدأت بتعليم دروس البيانو والجوقة في "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" منذ أربع سنوات، إذْ تبدأ مرحلة الدراسة بالاستماع إلى مقطوعات، والبدء بتطبيقها وفق مراحل. وتوضح لـ"العربي الجديد"، أنه يتم التعامل مع الطلبة بالبداية، وتعريفهم على الأساسيات الخاصة بطريقة الجلوس أمام آلة البيانو، وتحريك الأصابع، وقراءة النوتة، والعزف، وهي خطوات تختلف من مرحلة لأخرى.
ولم يختلف الوضع كثيراً في الغرفة المُجاورة، وهي لتعليم العزف على آلة الكَمان، إذْ تقول المتدربة، حلا عجور، (وصلت للمستوى السادس)، إنها بدأت بتعلم العزف، وهي في السادسة من عمرها، مضيفة: "اخترت آلة الكمان الغربية كي أتميز عن أخي صلاح، والذي اختار العزف على آلة القانون الشرقية".
بينما يوضح المتدرب، محمد العف (15 عاماً)، أنه التحق في المعهد منذ 7 سنوات، ودرس في الأربع سنوات الأولى الإيقاع، وتحول في الثلاث سنوات الأخرى إلى تعلم أساسيات العزف على آلة الغيتار، مبيناً لـ "العربي الجديد"، أنه يتخذ الموسيقى وسيلةً له للتعبير عن شعوره. وقد بدأ بنشر مقطوعات موسيقية له على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بتشجيعِ أهله وأصدقائه.
اقــرأ أيضاً
وأُنشِئ "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" عام 1993، وقد تأسس أول مقر له في القدس ومن ثم رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل، وذلك بهدف نشر الثقافة الموسيقية، وتعليم الطلبة على التعامل مع عدد من الآلات الموسيقية.
في قطاع غزة، بدأت فكرة تأسيس فرع للمعهد بطريقة مختلفة، إذ أنشأت مؤسسة عبد المحسن القطان عام 2008 مدرسة لتعليم الموسيقى اسمها "مدرسة غزة للموسيقى"، وقد تم تنفيذ أنشطتها على مدار أربع سنوات. وفي ختام تلك الفترة، شاركت المدرسة في إحدى المسابقات التي نظمها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وشملت مختلف المدن الفلسطينية.
تلك المشاركة كانت فارقة في عُمر المدرسة، آنذاك، إذ أُعجِبَت إدارة المعهد بأداء المشاركين من غزة، والذين حصلوا على مراكز أولى في العزف والأداء، فقررت تحويل مدرسة غزة للموسيقى التي كانت تشارف على انتهاء مدتها، إلى فرع للمعهد في غزة، خصوصاً أن المعهد كان يتطلع لتأسيس فرع له في القطاع. ويعمل في المعهد الذي يضم نحو 182 طالباً وطالبة، 16 موظفاً، منهم إداريون وأكاديميون لتعليم العزف على أربع آلات موسيقية شرقية، وهي: القانون والناي والإيقاعات والعود. وعلى خمس آلات موسيقية غربية وهي: البيانو والكَمان والتشيلو والترومبيت والغيتار.
وتنقسم دراسة مختلف تفاصيل الآلة التي اختارها الطالب إلى نظامين، الأول النظام الكامل، وهو عبارة عن تسع سنوات، يأخذ من خلالها الطالب شهادتين، الأولى "شهادة أساسية" بعد خمس سنوات، بينما يحصل على الثانية "المتوسطة" بعد إتمام تسع سنوات، ويمكنه أن يلحقها بتخصص "دبلوم" في الآلة التي اختارها. أما النظام الثاني، فهو نظام "الهواة" ويمكن للطالب اختيار آلة للتدريب عليها لأي مدة يختارها، على أن لا تقل عن عام، ويحصل في نهاية كل عام على شهادة مستوى، بعد إتمام الاختبار السنوي، بشقيه النظري والعملي.
اقــرأ أيضاً
ويوضح مدير المعهد، إسماعيل داوود، أن أنشطة المعهد التابع لمجلس أمناء جامعة بيرزيت بدأت رسمياً في قطاع غزة عام 2012، لتدريس الموسيقى والغناء والعزف على مختلف الآلات الموسيقية، وفق رؤية المعهد الأكاديمية والإدارية التي تعتمد على الدراسة النظامية.
ويبين داوود لـ"العربي الجديد"، أن المعهد ينظم مجموعة من المهرجانات والأنشطة، إذْ يداوم على إحياء العروض الأسبوعية داخل المعهد للآلات المختلفة، إلى جانب فرقة أوركسترا غزة وفرقة أوتار شرقية وفرقة غزة للموسيقى العربية.
ويبين كذلك، أن المعهد يشرف على برنامج "غزة تغني" الممول من الممثلية النرويجية لدى السلطة الفلسطينية، ويحتوي على "كورال" (فرق غنائية) وجوقات غناء تابعة لـ 12 مدرسة من مدارس "أونروا" والمدارس الخاصة، حيث تم اختيار الطلبة وفق الكفاءات، والقدرات الموسيقية. إلى جانب تنظيم برنامج التعليم الخارجي، لثلاث مؤسسات فاعلة في مجال الأطفال وهي: "مركز القطان للطفل" في غزة، و"جمعية نوى" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، و"أكاديمية الكفاءات المتعددة" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ويوضح داوود، أن المعهد ينظم برامج لتعليم الآلات الموسيقية مجاناً، بهدف احتضان المواهب، وتعزيز التعاون مع المؤسسات، وتعزيز وتجسيد دور الموسيقى، إلى جانب وضع بصمة في كل المراكز الثقافية. ويواجه المعهد في قطاع غزة تحديات رئيسية أبرزها الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تحد من التحاق الطلبة بالمعهد، كذلك عدم الاستقرار السياسي، وإغلاق المعابر، وصعوبة تواصل المعهد مع العالم الخارجي.
ويختص المعهد في تعليم الطلبة على مختلف الآلات الموسيقية الشرقية والغربية، وفق نظام دراسي وأكاديمي منظم. وتقول الحلبي لـ"العربي الجديد"، إنها تشعر بسعادة بالغة حين تلامس حروف البيانو الذي تعشق الاستماع إليه، إذ بدأت الآن بتعلم العزف، والتعرف على أساسيات تحريك اليدين، والالتزام بالدروس.
بينما توضِّح مدربتها، يوليا أبو ناموس، أنها بدأت بتعليم دروس البيانو والجوقة في "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" منذ أربع سنوات، إذْ تبدأ مرحلة الدراسة بالاستماع إلى مقطوعات، والبدء بتطبيقها وفق مراحل. وتوضح لـ"العربي الجديد"، أنه يتم التعامل مع الطلبة بالبداية، وتعريفهم على الأساسيات الخاصة بطريقة الجلوس أمام آلة البيانو، وتحريك الأصابع، وقراءة النوتة، والعزف، وهي خطوات تختلف من مرحلة لأخرى.
ولم يختلف الوضع كثيراً في الغرفة المُجاورة، وهي لتعليم العزف على آلة الكَمان، إذْ تقول المتدربة، حلا عجور، (وصلت للمستوى السادس)، إنها بدأت بتعلم العزف، وهي في السادسة من عمرها، مضيفة: "اخترت آلة الكمان الغربية كي أتميز عن أخي صلاح، والذي اختار العزف على آلة القانون الشرقية".
بينما يوضح المتدرب، محمد العف (15 عاماً)، أنه التحق في المعهد منذ 7 سنوات، ودرس في الأربع سنوات الأولى الإيقاع، وتحول في الثلاث سنوات الأخرى إلى تعلم أساسيات العزف على آلة الغيتار، مبيناً لـ "العربي الجديد"، أنه يتخذ الموسيقى وسيلةً له للتعبير عن شعوره. وقد بدأ بنشر مقطوعات موسيقية له على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بتشجيعِ أهله وأصدقائه.
وأُنشِئ "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" عام 1993، وقد تأسس أول مقر له في القدس ومن ثم رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل، وذلك بهدف نشر الثقافة الموسيقية، وتعليم الطلبة على التعامل مع عدد من الآلات الموسيقية.
في قطاع غزة، بدأت فكرة تأسيس فرع للمعهد بطريقة مختلفة، إذ أنشأت مؤسسة عبد المحسن القطان عام 2008 مدرسة لتعليم الموسيقى اسمها "مدرسة غزة للموسيقى"، وقد تم تنفيذ أنشطتها على مدار أربع سنوات. وفي ختام تلك الفترة، شاركت المدرسة في إحدى المسابقات التي نظمها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وشملت مختلف المدن الفلسطينية.
تلك المشاركة كانت فارقة في عُمر المدرسة، آنذاك، إذ أُعجِبَت إدارة المعهد بأداء المشاركين من غزة، والذين حصلوا على مراكز أولى في العزف والأداء، فقررت تحويل مدرسة غزة للموسيقى التي كانت تشارف على انتهاء مدتها، إلى فرع للمعهد في غزة، خصوصاً أن المعهد كان يتطلع لتأسيس فرع له في القطاع. ويعمل في المعهد الذي يضم نحو 182 طالباً وطالبة، 16 موظفاً، منهم إداريون وأكاديميون لتعليم العزف على أربع آلات موسيقية شرقية، وهي: القانون والناي والإيقاعات والعود. وعلى خمس آلات موسيقية غربية وهي: البيانو والكَمان والتشيلو والترومبيت والغيتار.
وتنقسم دراسة مختلف تفاصيل الآلة التي اختارها الطالب إلى نظامين، الأول النظام الكامل، وهو عبارة عن تسع سنوات، يأخذ من خلالها الطالب شهادتين، الأولى "شهادة أساسية" بعد خمس سنوات، بينما يحصل على الثانية "المتوسطة" بعد إتمام تسع سنوات، ويمكنه أن يلحقها بتخصص "دبلوم" في الآلة التي اختارها. أما النظام الثاني، فهو نظام "الهواة" ويمكن للطالب اختيار آلة للتدريب عليها لأي مدة يختارها، على أن لا تقل عن عام، ويحصل في نهاية كل عام على شهادة مستوى، بعد إتمام الاختبار السنوي، بشقيه النظري والعملي.
ويوضح مدير المعهد، إسماعيل داوود، أن أنشطة المعهد التابع لمجلس أمناء جامعة بيرزيت بدأت رسمياً في قطاع غزة عام 2012، لتدريس الموسيقى والغناء والعزف على مختلف الآلات الموسيقية، وفق رؤية المعهد الأكاديمية والإدارية التي تعتمد على الدراسة النظامية.
ويبين داوود لـ"العربي الجديد"، أن المعهد ينظم مجموعة من المهرجانات والأنشطة، إذْ يداوم على إحياء العروض الأسبوعية داخل المعهد للآلات المختلفة، إلى جانب فرقة أوركسترا غزة وفرقة أوتار شرقية وفرقة غزة للموسيقى العربية.
ويبين كذلك، أن المعهد يشرف على برنامج "غزة تغني" الممول من الممثلية النرويجية لدى السلطة الفلسطينية، ويحتوي على "كورال" (فرق غنائية) وجوقات غناء تابعة لـ 12 مدرسة من مدارس "أونروا" والمدارس الخاصة، حيث تم اختيار الطلبة وفق الكفاءات، والقدرات الموسيقية. إلى جانب تنظيم برنامج التعليم الخارجي، لثلاث مؤسسات فاعلة في مجال الأطفال وهي: "مركز القطان للطفل" في غزة، و"جمعية نوى" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، و"أكاديمية الكفاءات المتعددة" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ويوضح داوود، أن المعهد ينظم برامج لتعليم الآلات الموسيقية مجاناً، بهدف احتضان المواهب، وتعزيز التعاون مع المؤسسات، وتعزيز وتجسيد دور الموسيقى، إلى جانب وضع بصمة في كل المراكز الثقافية. ويواجه المعهد في قطاع غزة تحديات رئيسية أبرزها الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تحد من التحاق الطلبة بالمعهد، كذلك عدم الاستقرار السياسي، وإغلاق المعابر، وصعوبة تواصل المعهد مع العالم الخارجي.