العرض من إخراج عبد المنعم كامل، وبمصاحبة أستاذ الكورال "باسكال روزيه" وقائد الأوركسترا ديفيد كريشنسي.
وتعد أوبرا "عايدة" من أشهر الأعمال الأوبرالية التاريخية. وكان الموسيقار الإيطالي جوريبي فيردي ألفها بعد اتفاق مع الخديوي إسماعيل، مقابل 150 ألف فرنك فرنسي من الذهب، لعرضها في حفل افتتاح قناة السويس. أما التصميم والديكور والملابس للعرض الأول فجُهِّزت في باريس، وبلغت تكلفتها آنذاك 250 ألف فرنك فرنسي.
واستضافت دار الأوبرا الخديوية بميدان العتبة العرض الأول سنة 1871، واستمرت على ذلك في تقديم حفلاتها إلى أن احترقت بالكامل سنة 1971. وكان مسرح "الصوت والضوء" في منطقة الأهرام بالجيزة، والذي يتسع لحوالي 3000 متفرج، هو البديل الأفضل لأوبرا عايدة بعد ذلك. وقد شهد عام 1987، تقديم أضخم عرض لهذه الأوبرا بمشاركة 1600 فنان على مسرح مساحته 4300 متر مربع، وحضره 27 ألف متفرج على ثماني ليالٍ.
أما الموضوع الدرامي لأوبرا عايدة، فيعود إلى قصة مخطوطة اكتشفها عالم الآثار الفرنسي أوغست ماريتا، وتقع المخطوطة في أربع صفحات، وصاغ قصتها عالم الآثار الفرنسي الشهير ميريت باشا سنة 1870، والقصة الفرعونية تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، إذ تقع عايدة في الأسر، وهي أميرة حبشية، بعد ذلك يتم اتخاذها وصيفة لـ "أمنيريس" ابنة فرعون مصر. وحيث تقع عايدة وأمنيريس كلتاهما في حب رجل واحد هو القائد الحربي "راداميس"، فإن هذا القائد لا يحب سوى عايدة.
وبعد أن تندلع الحرب بين مصر والحبشة وينتصر المصريون، يُطلب من راداميس الزواج من ابنة الفرعون مكافأة له على ما حققه، فيسعى إلى الهرب مع حبيبته عايدة، وأثناء ذلك يفشي بعض الأسرار العسكرية لها من دون قصد، فيعتبرونه خائنا لواجبه العسكري ويحكم عليه بالدفن حياً، وتلحق به عايدة وتموت بين ذراعيه في قبرهما.