"تجديد الخطاب الديني"، موضوع الساعة، وإذا ما كان الدين ضد الحياة بشكل عام، أو الفن بشكل خاص. فيلم "شيخ جاكسون" يدور حول هذه الفكرة، ولكن في قالب درامي سينمائي، وتدور أحداثه على خلفية خبر وفاة مايكل جاكسون.
"خالد" طفل يعيش صراعاً بين والديه ونظرة كل منهما تجاه المطرب، مايكل جاكسون؛ فبينما الأم تحب أغانيه، نجد الأب يرفضه تماماً ويصفه دائماً بالمخنث "ما تعرفش ده راجل ولا ست"، بنص الجملة على لسان ماجد الكدواني.
يحسم الطفل الصراع لصالح والدته ويعيش على حلم الاقتداء به، خاصة حين قابل زميلة الدراسة في فترة المراهقة تشاركه في حب جاكسون وتحفظ أغانيه، وأراد أن يلفت انتباهها، حتى إنه قام بإطالة شعره مثله، وتعلّم رقصته الشهيرة رغم تضييق والده الشديد عليه، وقيامه بإهانته وضربه أكثر من مرة وإزالة باب غرفته تماماً حتى لا يتدرب على رقصته أو يرتدي ملابس شبيهة به.
بعد وفاة الأم، ينتقل الصبي لبيت الخال ليجد حياة مختلفة كليّة عن الأب صاحب العلاقات النسائية المتعددة، رغم محاولته، في تناقض صارخ، أن يجعل ولده رجلًا بادعاء الأخلاق، لتتحول حياته بشكل مغاير تماماً. إذ تحوّل لشيخ سلفي ارتدى الجلباب القصير وأطلق لحيته، والسواك لا يكاد يفارق يديه، وينام أسفل سريره فيما يشبه القبر ليتذكر الآخرة. وزوجة منتقبة، وله طفلة يربيها على الأغاني الإسلامية، ومصدر رزقه إمامة أحد المساجد وتسجيل الدروس الدينية وبيعها، ويتابع زميلة المراهقة خلسة، والتي أصبحت عازفة معروفة.
فجأة، لا يجد نفسه خاشعاً في صلاته، ولا يبكي كما في السابق، ويطارده خيال مايكل جاكسون في صلاته، وأثناء قيام الليل، فيبحث عن العلاج النفسي بناء على نصيحة لصديق. ويتفاجأ بأنها طبيبة نفسية غير محجبة وليست طبيباً، حيث إن اسمها مشترك، وبعد تردد لا يستمر لثوانٍ يقرر الاستمرار في جلسات العلاج.
الفيلم يقدم حياة ذلك الشاب قاتمة لا روح فيها عبّرت عنها الإضاءة بشكل كبير، فكانت أغلب المشاهد مظلمة باهتة، استخدم عمرو سلامة الرمزية لرفض الشاب الاهتمام بحياته وتركيزه على الموت فقط، حين جعله دائم الرفض أن يقوم باستكمال ترتيب الأثاث في منزله، وتركه مغلفا داخل الصناديق رغم إلحاح زوجته الدائم، وكذلك غابت الموسيقى التصويرية في المشاهد الخاصة بالشاب وحياته بعد تديّنه.
أدان الفيلم كلا الطرفين؛ الأب صاحب النزوات مُدَّعي الأخلاق أمام ابنه، وأدان أيضا السلفيين ورفضهم للفن، وهو ما اعتبره المؤلف رفضاً للحياة ذاتها، وتناقضهم باستخدامهم الألحان الشهيرة، وإعادة تسجيلها على شرائط كاسيت بكلمات دينية، وهي نقطة جيدة تحسب للعمل.
المشاهد الخاصة بالجانب السلفي لم تكن موفقة، لأنها لم تتضمن أفكارا متطرفة كالتي يروجونها دائمًا، بل ما قيل على لسان أبطال العمل هو من صحيح الدين، لكن تم وضعها في إطار قاتم، وفي نفس الوقت وجبت الإشادة بدور الزوجة "عائشة" الذي أدته باقتدار على بساطته "أمينة خليل"، حيث ظهرت الشخصية جميلة وهادئة تعين زوجها على قيام الليل، لكن لا تحمل نفس التضييق الذي فرضه على نفسه، وظهر ذلك في تعاملها مع عقلية طفلتها الصغيرة وصعوبة تفهمها لتشدد والدها فأعادت وصلة الإنترنت دون علمه.
وكان العرض العالمي الأول للفيلم في شهر أيلول/سبتمبر الماضي حيث شارك في "مهرجان تورونتو السينمائي الدولي" ضمن فعالية "العروض المميزة". وقد اختير الشريط ليمثل مصر في الأوسكار ضمن الترشيحات المبدئية، والتي تضم قرابة المائة فيلم من كل دول العالم، ويتم تصفيتها على مرحلتين وصولاً للحفل الذي يقام في أواخر فبراير/ شباط. وبعد الإعلان عن اختيار "شيخ جاكسون"، أصدر المخرج مجدي أحمد علي، والذي كان ينافسه بفيلم "مولانا" من بطولة عمرو سعد، بياناً رسمياً يعترض فيه على الخطوات الإجرائية للاختيار، حيث من المفترض ضمن شروط اختيار الفيلم الذي يمثل الدولة، هو أن يكون قد عرض تجارياً قبل 30 سبتمبر/ أيلول، وهو الأمر الذي لم يحدث مع فيلم سلامة الذي لم يعرض. وهو ما خلق جدلاً، سرعان ما توقّف.
اقــرأ أيضاً
"خالد" طفل يعيش صراعاً بين والديه ونظرة كل منهما تجاه المطرب، مايكل جاكسون؛ فبينما الأم تحب أغانيه، نجد الأب يرفضه تماماً ويصفه دائماً بالمخنث "ما تعرفش ده راجل ولا ست"، بنص الجملة على لسان ماجد الكدواني.
يحسم الطفل الصراع لصالح والدته ويعيش على حلم الاقتداء به، خاصة حين قابل زميلة الدراسة في فترة المراهقة تشاركه في حب جاكسون وتحفظ أغانيه، وأراد أن يلفت انتباهها، حتى إنه قام بإطالة شعره مثله، وتعلّم رقصته الشهيرة رغم تضييق والده الشديد عليه، وقيامه بإهانته وضربه أكثر من مرة وإزالة باب غرفته تماماً حتى لا يتدرب على رقصته أو يرتدي ملابس شبيهة به.
بعد وفاة الأم، ينتقل الصبي لبيت الخال ليجد حياة مختلفة كليّة عن الأب صاحب العلاقات النسائية المتعددة، رغم محاولته، في تناقض صارخ، أن يجعل ولده رجلًا بادعاء الأخلاق، لتتحول حياته بشكل مغاير تماماً. إذ تحوّل لشيخ سلفي ارتدى الجلباب القصير وأطلق لحيته، والسواك لا يكاد يفارق يديه، وينام أسفل سريره فيما يشبه القبر ليتذكر الآخرة. وزوجة منتقبة، وله طفلة يربيها على الأغاني الإسلامية، ومصدر رزقه إمامة أحد المساجد وتسجيل الدروس الدينية وبيعها، ويتابع زميلة المراهقة خلسة، والتي أصبحت عازفة معروفة.
فجأة، لا يجد نفسه خاشعاً في صلاته، ولا يبكي كما في السابق، ويطارده خيال مايكل جاكسون في صلاته، وأثناء قيام الليل، فيبحث عن العلاج النفسي بناء على نصيحة لصديق. ويتفاجأ بأنها طبيبة نفسية غير محجبة وليست طبيباً، حيث إن اسمها مشترك، وبعد تردد لا يستمر لثوانٍ يقرر الاستمرار في جلسات العلاج.
الفيلم يقدم حياة ذلك الشاب قاتمة لا روح فيها عبّرت عنها الإضاءة بشكل كبير، فكانت أغلب المشاهد مظلمة باهتة، استخدم عمرو سلامة الرمزية لرفض الشاب الاهتمام بحياته وتركيزه على الموت فقط، حين جعله دائم الرفض أن يقوم باستكمال ترتيب الأثاث في منزله، وتركه مغلفا داخل الصناديق رغم إلحاح زوجته الدائم، وكذلك غابت الموسيقى التصويرية في المشاهد الخاصة بالشاب وحياته بعد تديّنه.
أدان الفيلم كلا الطرفين؛ الأب صاحب النزوات مُدَّعي الأخلاق أمام ابنه، وأدان أيضا السلفيين ورفضهم للفن، وهو ما اعتبره المؤلف رفضاً للحياة ذاتها، وتناقضهم باستخدامهم الألحان الشهيرة، وإعادة تسجيلها على شرائط كاسيت بكلمات دينية، وهي نقطة جيدة تحسب للعمل.
المشاهد الخاصة بالجانب السلفي لم تكن موفقة، لأنها لم تتضمن أفكارا متطرفة كالتي يروجونها دائمًا، بل ما قيل على لسان أبطال العمل هو من صحيح الدين، لكن تم وضعها في إطار قاتم، وفي نفس الوقت وجبت الإشادة بدور الزوجة "عائشة" الذي أدته باقتدار على بساطته "أمينة خليل"، حيث ظهرت الشخصية جميلة وهادئة تعين زوجها على قيام الليل، لكن لا تحمل نفس التضييق الذي فرضه على نفسه، وظهر ذلك في تعاملها مع عقلية طفلتها الصغيرة وصعوبة تفهمها لتشدد والدها فأعادت وصلة الإنترنت دون علمه.
وكان العرض العالمي الأول للفيلم في شهر أيلول/سبتمبر الماضي حيث شارك في "مهرجان تورونتو السينمائي الدولي" ضمن فعالية "العروض المميزة". وقد اختير الشريط ليمثل مصر في الأوسكار ضمن الترشيحات المبدئية، والتي تضم قرابة المائة فيلم من كل دول العالم، ويتم تصفيتها على مرحلتين وصولاً للحفل الذي يقام في أواخر فبراير/ شباط. وبعد الإعلان عن اختيار "شيخ جاكسون"، أصدر المخرج مجدي أحمد علي، والذي كان ينافسه بفيلم "مولانا" من بطولة عمرو سعد، بياناً رسمياً يعترض فيه على الخطوات الإجرائية للاختيار، حيث من المفترض ضمن شروط اختيار الفيلم الذي يمثل الدولة، هو أن يكون قد عرض تجارياً قبل 30 سبتمبر/ أيلول، وهو الأمر الذي لم يحدث مع فيلم سلامة الذي لم يعرض. وهو ما خلق جدلاً، سرعان ما توقّف.