وتشير المُنسقة في قصر الثقافة ولاء الغرباوي إلى أن فكرة المعرض جاءت نتاج سلسلة من المبادرات التي تم تنفيذها للتضامن مع الناشطة الأميركية راشيل كوري، وهي عضو في "حركة التضامن العالمية"، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتلها بطريقة وحشية عام 2003 عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية إسرائيلية كانت تهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وتوضح الغرباوي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ألوان السلام" يأتي امتداداً لفعاليات "ربيع السلام"، مؤكدة أنّ "الشعب الفلسطيني لا يزال يرمز للسلام بألوانه وفكره، ويصر على تطبيقه من خلال مختلف الأنشطة".
وكانت الألوان الزاهية في اللوحات التشكيلية التي غُمرت بالأشجار والورد والطفولة سيدة الموقف في المعرض، الذي احتوى كذلك على لوحات تعبر عن الألم الفلسطيني، الممزوج بأمل تحقيق الحرية والسلام والاستقلال عن الاحتلال الإسرائيلي.
وافتتح المعرض بلوحة تشكيلية كبيرة الحجم لطفلة ترتدي الثوب الفلسطيني التراثي، بينما ترنو عينها نحو المُدن الفلسطينية المُحتلة، وجاورتها لوحة لحمامة السلام البيضاء، والتي كسرت القيود، ورفرفت بحُرية في السماء.
وتناولت إحدى اللوحات التجريدية كل الألوان في إشارة إلى الحياة الطبيعية، بعيداً عن ألوان الدم والحداد، وإلى جانبها لوحة مُفعمة بالألوان الزاهية لفتيات يعزفن الموسيقى وسط حديقة.
وطَيّرت سيدة فلسطينية حمامة السلام وسط حقل من سنابل القمح الصفراء في لوحة تشكيلية، كانت إلى جانب لوحة لقُنبلة مفتوحة خرجت منها أشتال الورد الأبيض، كذلك لوحات لمشاهد طبيعية، ومشاهد الفراشات الملونة، ولوحة لخريطة فلسطين وقد فُك قيدها، وخرجت منها حمامات السلام البيضاء.
المُبتسمات الحالمات، كذلك كان لهُن حظ من اللوحات الفنية التشكيلية، إلى جانب عدد من لوحات البورتريه التي رسمت الرجال المُسنين بعيون لامِعة ملؤها الأمل، وضمت كذلك لوحة لمزارعين يزرعان الشتل في المسجد الأقصى، ورجل عجوز يستند إلى أريكة بكل هدوء في ساحات القُدس.
وحاولت المشاركة سماح سعد، التعبير عن تطلعها للسلام برسم حمامة السلام البيضاء، يحفها السواد من كل الاتجاهات.
لمعة عين الرجل العجوز كانت وسيلة المشاركة ريهام برهوم للتعبير عن الأمل نحو الحرية والاستقلال.
وعكست المُشاركة شيماء فروانة، تطلعاتها للسلام مع اهتمامها بالتراث الفلسطيني، عبر رسم لوحة لسيدة فلسطينية تلبس الثوب الفلاحي، إذ تعتبر أنّ التراث "جزء أساسي للشعور بالأمن والراحة".
وحاولت الفنانة علا عابد، التميز عبر المشاركة بلوحتين، جسدت الأولى بألوان داكنة الأسير الفلسطيني ومعاناته، وهو مقيد ويتطلع إلى الحرية، بينما صورت في لوحتها الثانية مزارعين في المسجد الأقصى، بألوان هادئة زاهية.
أما الفنانة سماح أبو القرايا، فقد شاركت بثلاث لوحات تحاكي حصار غزة، والأسرى الفلسطينيين، وساحات المسجد الأقصى، وتقول، لـ"العربي الجديد"، "نحن شعب مُسالِم، ولسنا شعباً عدوانياً كما يحاول الاحتلال الإسرائيلي تصويره، وإنما شعب يحب السلام ويتطلع إليه".