ومن المنتظر أن يضم المعرض 110 قطع أثرية تمثل نشأة أول دولة سياسية معروفة في وادي النيل بمصر مع نهاية الألف الرابع قبل الميلاد. ومن أهم القطع التي ستعرض بطاقة عاجية للملك جر، وصورة لشخص من صلاية نعرمر (مينا)، وجزء من صلاية ملكية.
وتمثل تلك المرحلة التكوينية للحضارة المصرية أهميةً كبرى من منظور التاريخ العالمي، من خلال ما تبوح به صلاية نعرمر الشهيرة باعتبارها واحدةً من القطع الأثرية المرجعية المهمة متعددة الدلالات والتفسيرات.
وتشير صباح عبد الرازق، مديرة المتحف، إلى أن الكتابة والتعبير بالصورة تطورا بشكل ملحوظ في تلك الفترة، مع التطور الاجتماعي والاقتصادي، وفيها وُضع نظام الأعداد العشري، وجرى تحديد وحدات القياس المختلفة. وسوف يتم إلقاء الضوء خلال المعرض على عمليات التطور الكبرى التي جرت في مصر في تلك الفترة.
يذكر أن لصلاية (لوحة) نعرمر أهمية تاريخية كبرى منذ عثر عليها العالم البريطاني كويبل في هيراكونبوليس بالقرب من إدفو، وهي من حجر الشيست الأخضر، سُمكها 2.5 سنتم. وهي تعد من أوائل اللوحات التاريخية، كتبت ورسمت في عهد الفرعون نعرمر الذي وحد الوجهين المصريين: الوجه الجنوبي ويسميه المصري القديم "تا-شمعو" أي أرض الجنوب، وأرض الشمال التي كانت تسمى لدى المصري القديم "تا-محو"، وكوّن بذلك أول دولة تحكم مركزيا من منف عاصمة الدولة القديمة.
وكانت الصلاية تستخدم لطحن الكحل ومستلزمات التجميل، ولكن سُجّل عليها ذلك الحدث العظيم (توحيد الإقليمين الشمالي و الجنوبي)؛ وقد شغل تفسير المدوّن على الصلاية عدداً من علماء المصريات الغربيين.
يذكر أن للوحة وجهين، يصور الوجه الأول مجموعة من التفاصيل أبرزها مشهد الملك نعرمر واقفاً وعلى رأسه تاج الجنوب، ويقبض بإحدى يديه على ناصية عدو له يركع أمامه، ويمسك باليد الأخرى سلاحاً، مما يرمز إلى انتصاره على حكام الدلتا. وقد أصبح هذا المنظر تقليداً فنياً متبعاً يرمز للنصر لدى الفراعنة، أما الوجه الآخر فأبرز ما فيه صورة الملك محتفلاً بانتصاره على سكان الشمال ويحمل تاجهم.
Twitter Post
|