وتتخذ معارض التصوير الفوتوغرافية المحلية لفظة "عكس" أو "تعكيس"، والتي تعني التصوير الفوتوغرافي، ورافقت هذا النشاط منذ دخول الكاميرا إلى قطر، والعديد من دول الخليج العربية، وظلت حتى اليوم.
غير أن المعرض لم يقتصر على الصورة الفوتوغرافية التي احتلت المساحة الكبرى، بل خُصص جناحان للفن التشكيلي وأعمال فنية من برنامج "لكل ربيع زهرة"، إضافة إلى عرض فيلم "السمرة"، شجرة قطر الوطنية.
ويقول القائمون على المعرض إن هذه الفعالية مساهمة في استثمار وقت الشباب خلال العطلات والرحلات البرية والبحرية، وتوثيق مشاهداتهم، ونقلها للآخرين بفنية عالية، وتوثيق التنوع البيولوجي في البلاد.
تقدم أجنحة المعرض خدمة توثيقية ولكن بعين فنية، فالربيع في قطر مرتبط بسقوط الأمطار منذ الربع الأخير من العام حتى الربع الأول من العام الموالي. هذه الفترة تسمح لصيادي اللقطات الفوتوغرافية بالحصول على أفضل الأجواء، من شمس معتدلة وغطاء نباتي، يزداد كثافة في المناطق الأكثر انخفاضاً.
كما تشكل هذه الفترة فرصة لازدهار أشجار السمر والسدر التي تطمئن إلى حصتها المائية والغذائية التي تصلب عودها، في مواجهة شهور الصيف المقبلة بحرارة اعتادت على الوقوف في وجهها، بما تيسر من ماء تحت الأرض، وأشواك تحرص على عدم التبخر.
ويبدو المصورون الشباب أكثر ميلاً إلى أماكن تجمع المياه، عقب هطل الأمطار، حيث يكون الأفق أكثر شفافية بعد زوال الأتربة والغبار، لتصوير النبات الربيعي، والكائنات الحية التي تنشط في هذا الموسم، كالفراش والنحل.
والبيئة الأفضل للحصول على لقطات جيدة، في شمال قطر، الأكثر حظاً من الأمطار، كما أن هذا الموسم يقدم أفضل أجواء نهارية، حيث تكون السماء واضحة، على عكس فصل الصيف الحار والرطب، فإن السماء تحتجب كلياً.
وكان المركز الشبابي للهوايات، أقام قبل المعرض، مسابقة ربيع قطر تحت شعار "بأيدينا نحافظ على برّنا"، التي تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الحفاظ علي البيئة واكتشاف المواهب في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتشجيع الشباب على ممارسة التصوير.
وشارك في المسابقة 41 مصوراً قدموا 285 صورة، وفاز بالمركز الأول ناصر عقيل العمادي، والمركز الثاني باهر أمين جميل، والمركز الثالث سليم عثمان.
أما الجناح الذي رعاه برنامج "لكل ربيع زهرة"، فاختار تأطير النباتات والزهور المحلية مثل الشفلّح، وعين القط، والعوسج، والرقروق، والخبيز، والسلم، والجثجاث، والسويدة.
وطبيعة هذا البرنامج تثقيفية، إذ أنه ينشط في الأوساط التعليمية والمجتمعية عبر مسابقات ومعارض لإبقاء هذه النباتات في الذاكرة، ورفع مستوى الوعي البيئي.
فحين ترى زهرة الرقروق يانعة على ساقها الخشنة، فإنك غالباً أمام فرصة لحصاد الكمأ. وفي العادة، فإن البروق والرعود تبدأ بشارة الكمأ، أما الباحثون عنه تحت قشرة الأرض، فيفرحهم أكثر رؤية الرقروق، بلونه الأصفر. فهم مع هذه الزهرة أصبحوا قاب قوسين أو أدنى.
جناح الفن التشكيلي، قدم مشاركات من التشكيل الواقعي، لاثنين وعشرين فناناً، اختار كل مشارك منهم زاوية من الطبيعة القطرية في هذا الموسم، وبعضهم رسم بورتريهات في خلفية من الطبيعة المحلية الربيعية.