ولاء الداري عطية فنانة فلسطينية من نابلس ترسم الجمال والطبيعة، ولم تمنعها الحياة الزوجية والعناية بالأطفال من متابعة وتطوير مواهبها، وتقديم ابتكاراتها، ليس في عالم الرسم والفن فحسب، لكن أيضاً من خلال إبداعاتها اليدوية حيث تقوم بإعادة تدوير أشياء وأدوات مهملة وتصنع منها منتجات جديدة مبهرة، وذلك كله من بيتها بعد تخرجها من الجامعة من قسم الفيزياء وزواجها وإنجابها أطفالاً.
يكمن فن ولاء الداري عطية (26 سنة) في أنها ترسم الوجوه وتدقق على تفاصيل الملامح، علاوة على اهتمامها بالرسم ثلاثي الأبعاد ورسم الأشكال والوجوه، التي تظهر في أفلام الرسوم المتحركة " الكرتون"، وقد طورت موهبتها التي بدأتها منذ الطفولة من خلال توجهها إلى مكتبة بلدية نابلس وقرأت الكثير من الكتب، التي تعلم معايير وأسس الرسم، ثم بدأت تتابع فيديوهات من خلال اليوتيوب لتزيد من مهارتها.
ارتبطت ولاء بعلاقات مع فنانين عرب وأجانب من خلال صفحتها على موقع "فيسبوك"، وقد استطاعت أن تزيد من خبرتها بسؤالهم والتعلم منهم وطلب النصح والإرشاد، ومن هؤلاء الفنان العالمي، صموئيل سلفا، والذي تعلمت منه الرسم بالحبر.
ترى ولاء أن الأسرة العربية تقصر في دعم الفنانة الابنة، إذ ترى أغلب المجتمعات المحافظة في الفن شيئاً ثانوياً، وقد حظيت باهتمام زوجها الذي يدعم فنها ويقدم لها الأدوات والمواد الخام اللازمة لها، وترى أن عائلتها تعاملت مع موهبتها من منطلق عدم وجود جهات مختصة ترعى المواهب الفنية في البلد، وأن الفن "لا يطعم خبزاً"، وهذا ما دفعها لدراسة تخصص الفيزياء بعد نجاحها في التوجيهي بنسبة عالية، وعدم موافقة أسرتها على دراستها في قسم الفنون الجميلة.
من بيتها ومن خلال صفحتها على فيسبوك" تأمل ولاء أن تصل بفنها إلى ما وصل إليه كبار الفنانين الفلسطينين، مثل الشهيد ناجي العلي وإسماعيل شموط، وأن تتوفر لها أدوات الرسم ذات الجودة العالية مرتفعة الثمن وغير المتوفرة في بلدها. وقد حاولت ولاء إقامة معرض خاص بمنتجاتها اليدوية ولوحاتها الفنية، ولكنها لم تلق الجهة التي ترعى مشروعها. كذلك فإنّ غياب أي دعم يجعل كل المسؤوليات تقع على عاتقها، من التحضير لأي معرض محتمل البحث عن مكان العرض... وصولأً إلى التفاصيل العائلية المرتبكة بتربية الأولاد واهتمامات البيت، ما يجعل التقدم في مسيرتها الفنية أشبه بمعارك مستمرة. لكن رغم ذلك تقول إنها تقتنص لحظات السعادة حين ترسم لوحاتها وتحصد الإعجاب من متابعيها، وتنشر فيديو قصيراً يشرح طريقة عمل حافظة أقلام صنعتها من بقايا منزلية بسيطة.